إغسلوه بما جرى من دمائه فتراب العطاش أولى بمائه
وارجموا نعشه كما ترجم البومة بالباقيات من أشلائه
وامنعوا الشمس أن تضيء على الخائن حتى في مهرجان فنائه
وإذا سارت الجنازة والنّجم مشيح عن ركبها بضيائه
فاطردوا حافر القبور عن الأرض التي لطخّت بوحل دمائه
واحرقوا الجيفة الخبيئة وامشوا وأطلّوا بها على أبنائه
ولتكن كومة الرماد إلى الذئب فراشا وللغراب التائه
أيها الهالك الممدّد في الكهف يلوك الطريح من أنفاسه
أنسيت الجلاّد لمّا تزل ترعش عنق المشنوق في أمراسه ؟
أنسيت الجلاّد لمّا تزل تسمع صوت الفناء من أجراسه ؟
والوحول التي شربت ألا تذكر يا من نقشت جدران كاسه
أنت ميّت إن لم تشر ثورة الريح وتهوي بسقفه وأساسه
وتعيد المنهوب من هذه الأرض التي تستغيث من أغراسه
فتدبّ الجياع تحرث بالكفّ ثراها المحروم من أعراسه