الأثر الايجابي للزكاة
إزالة آثار الفقر الاجتماعية
1- الزكاة بتوفيرها لمصدر رزق مستقر لعائل الأسرة تعمل على حفظ العلاقات الأسرية، وتوجِد المحضن المناسب للأبناء لينشئوا في كنف ذويهم في جو نفسي مساعد وبيئة مادية مناسبة.
2- الزكاة ضمان اجتماعي رفيع لم يعرف له التاريخ مثيلا له، وحصن حصين ضد تقلبات الأيام، وعون وسند للمضطرين، ويمكن إيجاز دور الزكاة في الضمان الاجتماعي في النقاط التــالية:
- فهي عون للعاجزين جسما نيا من المعوقين، والمرضى بأمراض مزمنة، وصغار السن الذين لا عائل لهم (اليتامى) وسائر الأسباب البدنية التي يبتلى المرء بها ولا يملك إلى التغلب عليها سبيلا، فهذا يعطى من مال الزكاة ما يغنيه جبرا لضعفه ورحمة لعجزه، حتى لا يكون المجتمع عونا للزمن عليه، وإن كان بالإمكان تدريب بعض ذوي العاهات كالصم والمكفوفين ونحوهم على أنواع من العمل تناسبهم، وتسد حاجتهم؛ "فلا بأس بالإنفاق على تعليمهم وتدريبهم من مال الزكاة".
-و هي عون للعاجزين عن الكسب من أصحاب القوة الجسدية الذين انسدت أبواب الكسب الحلال في وجوههم، فهؤلاء في حكم العاجزين جسديا، إذ أنهم أقوياء غير مكتسبين.. ولا يصح فيهما ما رواه الإمام أحمد في شأن الرجلين الذين جاءا يسألان الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الصدقة فرفع فيهما البصر وخفضه فوجدهما جلدين قويين فقال لهما: "إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب"؛ إذ إنهم غير مكتسبين.
-و هي عون لذوي الحاجات الطارئة -وإن كانوا في الأصل أغنياء قادرين- من الغارمين (الذين اضطروا للاستدانة ولم يستطيعوا الوفاء، ومن اجتاحتهم جوائح السيول والحرائق ونحوه فذهبت بمالهم)، وأبناء السبيل من الغرباء المنقطعين عن أهلهم ووطنهم؛ فهؤلاء لهم الحق في مال الزكاة بنص القرآن في مصارف الزكاة الثمانية.. وأصحاب الكوارث عموما ممن عضهم الدهر بنابه فتركهم فقراء بعد غنى، وأذلاء بعد عز، ومضطرين بعد طمأنينة.. لهم في سهم الغارمين مندوحة..