أحببتكِ حتى صرتُ عجوزاً في الحبْ
ورحيقُ الشعر الأبيض أغزرَ
تسبيحاتِ الجُبْ
أشهقَ حيث الثلجُ طغته سطورُ
الواحة والدربْ
أُصَفقُ سالتْ سالتْ قفازاتُ
الجلدِ الأسودْ
بين الراحة والجلمود الأسعدْ
الصخرُ ممددْ
والمهدُ تجددْ
طيّاتٌ من أسمالِ عاثتْ فوق المِصْعَدْ
العمرُ مهددْ
وترٌ مقطوعٌ في محراب العَسْجَد
حجرٌ مقلوبٌ في ناموس المعبدْ
كوخٌ ودُخانْ
كالعصفِ لعُمرِ نباتِ البانْ
عرباتُ الحَرِّ تجرُّ خيولَ البرد
انعكسَ الضّدْ
والجسرُ جبانْ
والحافُر كان أميرَ جيوشِ العائدِ
منتصرا منْ بعد القحط ْ
من يرفعْ حطّْ
لن يعلوَ قطْ
والسِفْرُ احتارَ من الهذيان ْ
وقصاصاتٍ تثلَمُ أو تحتدْ
قد ذهب الغدْ
ونفيرُ الصمتِ أزاحَ ترابَ الموتِ ليكسرَ
في الأعتابِ دماءَ السُمْ
شريانٌ غثْ
ما بين الصفرة والصمّاءِ رمادٌ رثْ
الحجرُ اهتمْ
واعتذر الحلمْ
وَعْلٌ وجرادٌ منتشرٌ هلْ طلع الفجرْ
قد كان الفجرْ
كيف يكون الفجرُ قريبا بعد مضىِّ اليومْ
الأمس ِ صريرٌ مأتزرٌ في شررِ القصرْ
وفتاةٌ من دود الصحراء تُضاجعُ
صهد الصخرْ
يستتر الحر بصهد الشمسْ
ليفلّ حريقُ الجسد العارى
من قسَمات الأخذْ
تلهثُ كلُّ ملوك الجنّ وراء النخسْ
إشربْ من رمل الواحة واسكرْ
في كاسات الركزْ
آهٍ آهْ
حمّامُ صفاهْ
حمامٌ تحت صفاة الرملِ تفتَّتَ
فوق جباه الرحلْ
الكلُّ أداهْ
آهٍ آهْ
تمتمت الأقداحُ لصوتٍ أشبهَ
في فرقعة البرد بظُفْرٍ
يتشاجر مع بعض صفيحٍ مبرورْ
والجِلدُ قريرْ
حَرّانَ بصيفٍ وربيعْ
وشتاءٍ ماتَ وكان صريعْ
بل راحَ وراحَ زئيرُ الصهد بشطر النارْ
في زمن دارْ
خانته امرأة بين رجال الدار ْ
والنسوة حبلى من أطفال البردْ
أغلقن الفمَ لا حيث انسدْ
قد ظهر الحرُّ إذا ما زهق البردْ
قد ذهب البردْ