أوّل لاعب ومدرّب كونغ فو ضرير في العالم
========================
بالعزيمة والإرادة القوية تحدّى الظروف الصعبة التي واجهته، حُرم من نعمة البصر لكنه قهر الظلام واخترق المستحيل. اختار رياضة الكونغ فو القتالية الصعبة التي عشقها منذ صغره ليثبت من خلالها ذاته، فتألق فيها وأثبت جدارته في ممارستها وأصبح أول مدرب كونغ فو ضرير في العالم. إنه حسب النبي ربيع، عمره 34 عاماً من أسرة متوسطة الحال ومجاز في الآداب، يعمل راهناً مشرفاً على فريق الكونغ فو في نادي الفيوم. التقته «الجريدة» وكان معه الحوار التالي.
كيف فقدت بصرك؟
كنت مبصراً في بداية حياتي إلا أن نظري بدأ يضعف شيئاً فشيئاً، فأخذني والدي إلى أحد الأطباء الذي شخَّص حالتي بطريقة خاطئة، ما أفقدني البصر نهائياً وأنا في الثالثة من عمري.
أُصبت بحالة اكتئاب شديد، خصوصاً أن والدي كان يمنعني من الخروج واللعب مع أقراني خوفاً من أن يحدث لي مكروه، إلا أن حياتي انقلبت رأساً على عقب بعد التحاقي بالجامعة (كلية آداب- قسم تاريخ) حيث بدأت حياتي الفعلية وتكوّنت شخصيتي.
كيف كانت بدايتك مع رياضة الكونغ فو؟
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما بدأت ممارسة الكونغ فو التي أعشقها منذ الصغر، آنذاك كنت أستمع الى أحد أفلام الكونغ فو في أحد مقاهي المنطقة التي أقطن فيها، فسألت الحاضرين عن ماهية تلك اللعبة وقررت فوراً تعلّمها والتدرب عليها.
كيف استطعت التعامل مع هذه اللعبة وإجادتها على رغم إعاقتك البصرية؟
كانت البداية صعبة، وأولى خطواتي كانت داخل صالة الكونغ فو في «مركز شباب حدائق القبة»، حيث شرح لي مدربي كل جزء في الصالة وكأنني أراه، وطلبت منه أن يعاملني كلاعبٍ مبصر. كنت أصف له كل حركة يقوم بها وأشعر بحركاته وألاحظ تخلخل الهواء، لكن على رغم ذلك لم أجد اهتماماً كافياً باعتباري حالة نادرة جداً في عالم هذه الرياضة، لكني صممت على التفوّق فيها. وتحتاج هذه الرياضة الصعبة إلى إحساس عالٍ وتركيز شديد وسرعة بديهة وقوة سمع لتحديد مكان اللاعب المنافس ووضعه، وبالتالي القدرة على التعامل معه.
كيف استطعت إعطاء دروس للمكفوفين في رياضة الكانغ فو؟
لم يكن ذلك أمراً صعباً، فهي كأي رياضة أخرى قد يجد الإنسان صعوبة في البداية ولكن سرعان ما يتعود على ممارستها ويتقنها.
أحرص على تقوية حاسة السمع لدى أقراني من المكفوفين باعتبارها الحاسة الأولى لديهم والتي تشكل عنصراً مهماً لإتقان لعبة الكونغ فو، من خلال تمارين عدة كإلقاء عملات معدنية مثلاً على الأرض والطلب منهم البحث عنها، ثم أبدأ في تعليمهم الحركات المختلفة سواء الضربات الثابتة أو المتحركة، وفنون الرياضة مثل اللينشاك والعصا والخنجر والزان.
ماذا عن المبصرين؟
أطلب منهم أولاً متابعتي بدقة أثناء أداء الحركات الخاصة باللعبة ثم القيام بتدريبات الالتحام واستخدام الأسلحة المختلفة مثل اللينشاك.
ما الصعوبات التي واجهتها أثناء ممارسة الرياضة؟
كان الجميع من حولي وفي مقدّمهم أسرتي يعترضون على ممارستي تلك الرياضة القتالية العنيفة، لكن بعدما أثبت وجودي بدأوا يقتنعون بموهبتي.
كذلك لا يعترف اتحاد اللعبة في مصر بي ويعترض على مشاركة المكفوفين، الأمر الذي دفع بعض اللاعبين الذين أدرّبهم إلى خوض البطولات تحت أسماء لاعبين ومدربين آخرين مبصرين.
هل تجيد فنون الكونغ فو كافة؟
لا أحب الأساليب الاستعراضية خلال اللعب وأفضّل ممارسة اللعبة باللينشاك والعصا والسيف والزان والخنجر والتحطيب وإن كان الأخير ليس من فنون الكونغ فو.
هل يستطيع أي كفيف ممارسة هذه الرياضة؟
نعم، في حال توافرت لديه العزيمة والإرادة والثقة في الله أولاً ثم في نفسه. كذلك عليه أن يصبر ولا يمل من تكرار المحاولة.
ما هي أمنياتك؟
أتمنى أن يعترف بي اتحاد الكونغ فو في مصر كلاعب ومدرب لرياضة الكونغ فو لأنتقل الى مرحلة الاحتراف، وأن تولي الدولة اهتماماً أكبر بفاقدي البصر ومراعاة ظروفهم