مقدمة عن الاصابات الرياضية (الجزء الاول)
المصاب الرياضي ليس كالمصاب العادي , فيكفى المصاب العادي زوال الألم وأن يتم شفاؤه إكلينيكيا لكي يعود لممارسة مهنتة وشئون حياتة العادية , أما المصاب الرياضي فإن مجرد زوال الألم وعوده العضو المصاب إلى حالتة الطبيعية لا يكفيان مطلقا لممارسة رياضته ومهامه الحركية , إذ لابد من عودة المصاب إلى مستوى كفائتة الوظيفية ولياقتة البدنية العامة والخاصة وأيضا لياقتة المهارية والخططية التى كان عليها قبل الاصابة .. وتلك هى المعادلة الصعبة في مجال اصابات الرياضيين .
والإصابة الرياضية على اعتبار أنها (تعطيل وإعاقة لسلامة – ونقصد بالسلامة حالة التميز والكفاءة – لأنسجة وأعضاء الجسم المختلفة نتيجة لمؤثرات ميكانيكية وكيميائية وجسمانية شديدة ومفاجئة ) هى الشغل الشاغل لدى العاملين في مجال الطب الرياضى بشقية الطبى والرياضي .
ويتعاون الفريق الطبى كل في مجال تخصصه لكى يساعد الرياضي على العودة الى التدريب والتبارى والتنافس – بعد الاصابة والعلاج منها – في اسرع وقت ممكن وبأعلى كفأة ممكنة ودون هبوط كبير في مستوى لياقتة البدنية وكفاءتة الفنية .
•ارتباط الاصابات بالتدريب الرياضى :
التدريب الرياضى له إرتباطه العضوى ودورة الاساسى سلبا أو إيجابا باصابات الرياضيين منذ قبل حدوث الاصابة وحتى العودة الى الملعب .
ويتجلى ذلك الدور من خلال المراحل الزمنية والطبية التالية :
* أولا : مرحلة ماقبل حدوث الاصابة (مرحلة الوقاية الرياضية ) .
* ثانيا : مرحلة لحظة حدوث الاصابة (مرحلة الاسعافات الاولية ) .
* ثالثا : مرحلة أثناء العلاج (مرحلة العلاج الطبى والرياضى ) .
* رابعا : مرحلة ما بعد العلاج (مرحلة التأهيل الرياضى للمصابين ) .
---------------------------------
أولا : مرحلة ماقبل حدوث الاصابة (مرحلة الوقاية الرياضية ) :
دور المدرب هنا يتجلى في أن يعرف الاسباب العامة والخاصة التى يمكن أن تحدث الاصابة ويعمل على تلافيها قبل حدوثها حيث أن الوقاية من الاصابة ومحاولة تلافيها قبل حدوثها حيث أن الوقاية من الاصابة ومحاولة تلافيها وخاصة بالتدريبات البدنية المقننة خير من إنتظار حدوث الاصابة لعلاجها والتعامل معها ...
ومثال لذلك حينما يعطى المدرب تدريبات للقوة العضلية فإن هذه التدريبات تعمل على زياد قوة العضلة وبالتالى يزيد مساحة مقطع العضلة , وتقصر العضلة .. وواجب المدرب هنا إعطاء تدريبات إطالة ومطاطية للعضلات وايضا تدريبات لمرونة المفاصل العاملة عليها هذه العضلات .. ويجب أن تكون هذه التدريبات في نفس الوحدة التدريبية التى تعطى فيها تدريبات القوة العضلية .. وإهمال هذه التدريبات قد يؤدى الى إصابة هذه العضلة وخاصة بالتمزق العضلى إذا ما تعرض لأنقباض عضلى سريع مفاجئ .
وكذلك عند الاهتمام بتدريب مجموعات عضلية معينة مثل مجموعة عضلات الفخذ الامامية والتى تتمثل في العضلة ذات الاربع رؤوس الفخذية . Quadriceps Femoris Muscle .والعضلة الخياطية Sartorius Muscle وهذه المجموعة العضلية تتبادل العمل العضلى تتبادل العمل العضلى حركيا مع مجموعة عضلات الفخذ الخلفية وهى العضلة ذات الرأسين الفخذية Biceps Famoris والنصف وترية Semitendinosus , والنصف غشائية Semimembranosus , وهاتين المجموعتين العضليتيتن يركز عليهما المدربون بقصد أو بدون قصد – وخاصة في مجال كرة القدم – وفى نفس الوقت قد يقابل ذلك اهمال في تدريب مجموعة عضلات الفخذ الانسية الضامة أو مايطلق عليها المقربات Adductors والتى تشمل العضلات [العانية Pectineus , والمقربة العظيمة Adductor Magnus M , والمقربة الطويلة Adductor Longus M . , والمقربة القصيرة Adductor Brivis M . ] .
ذلك لان أهمال تدريب هذه المجموعة العضلية يجعلها ضعيفة ورقية ومرتخية وبالتالى تكون أكثر عرضة للأصابة بالشد العضلى أو التمزق العضلى .. وهى مايطلق عليها البعض في المجال الرياضى بأصابة خن الفخذ أو مثلث الفخذ ...
* وما سبق أمثلة فقط أو مزؤشرات علمية في مجال التدريب الرياضى على المدرب مراعتها ومراعاة غيرها – وهى كثيرة جدأ – في مجال التدريب والتعامل معها بالاسس العلمية التشريحية والوظيفية والحركية وتدريبها حتى يتحقق مبدأ الوقاية من الاصابة قبل حدوثها خير من انتظارها وعلاجها .
-------------------------------
ثانيا : مرحلة لحظة حدوث الاصابة (مرحلة الاسعافات الاولية ) :
كبداية في هذه المرحلة يرجى الانتباه الى كلمة (لحظة) .. حيث أنة من المعروف علميا – إصابيا وطبيا – ومن المشاهد عمليا وتدريبيا وفى المنافسات الرياضية المختلفة – أنة كلما تأخر التعامل مع الاصابة بالاسعافات الاولية الصحيحة والمبنبة على الاسس والقواعد العلمية الحديثة في مجال الاصابات الرياضية أدى ذلك الى تأخير علاج اللاعب وتأهيلة .. وعلى العكس كلما كان التعامل مع الاصابة لحظة حدوثها مباشرة قدر الامكان أدى ذلك الى اختصار الفترة التى قد يتعطل فيها المصاب في بعض الرياضات الى ما يقرب من 40 الى 50 % من وقت العلاج .
إلا أنة من المشاهد في هذه المرحلة مايلى :
1- قيام غير متخصصين والدارسين في مجال الطب – إن وجدوا – بالاسعافات الاولية وما يستطيع ذلك من اسعافات اولية الخاطئة في الملاعب مايلى :
أ- تدليك العضو المصاب , أو العضلات المصابة لحظة حدوث الاصابة في كثير من الاصابات مثل الكدم والشد والتمزق العضلى والالتواء .. وغيرها وهذا يزيد من النزيف الداخلى وبالتالى تزداد فترة العلاج والتأهيل ..
ب- المبالغة في استخدام المخدرى الموضعى لا جبار اللاعب على الاداء مع إحساس خاظئ بزوال الالم وفى نفس الوقت ازدياد الاعراض الوظيفية الداخلية غير المرئية كالنزيف الداخلى .
ج- القيام بأداء حركات ليس لها اساس علمى والتى اصبحت ترقى لمستوى العادة الحركية مثل ضرب القدم بالارض بعد الاصابة .. وعودة اللاعب الى اللعب والتبارى .
د- قيام بعض الفاهمين والمتخصصين الى دفع اللاعب ولو بطريقة غير مباشرة على الاستمرار في الاداء تحت ضغط الحاجة الخططية او الحاجة الى الفوز في الوقت الذى يستدعى اسعاف اللاعب وحالتة الى الخروج من الملعب اختصارا لفترة علاجة وتأهيلة .
2- من ألزم واجبات المدرب أن تكون لدية القدرة – بحكم دراستة – على القيام بالاسعافات الاولية السليمة .. مع التدخل حيال الاصابة لحظة حدوثها .. أو طلب ذلك من الطبيب الرياضى في حالة وجوده وتدارك الملاحظات التى سبق الاشارة اليها في البند السابق حتى يتم البدء في علاج اللاعب من موقف أفضل .
-------------------------------------
ثالثا : مرحلة أثناء العلاج (مرحلة العلاج الطبى والرياضى ) :
يتعاون الفريق الطبى والرياضى كل في مجال تخصصه في علاج اللاعب سواء كان ذلك الطبيب أو المدرب ومعاونوه أو أخصائى التأهيل الرياضى للمصابين . من خلال ثلاث محاور أساسية هى :
1- القيام بتدريب الاعضاء والاجزاء السليمة في جسم المصاب حتى تقل معدلات فقدها للياقتها الدنية والفنية قدر الامكان ولكن لا تفقد أثر التدريبات السابقة .
*- إذ أنة من الملاحظ أن بعض الاطباء يقرر راحة للعضو المصاب لفترة زمنية يحددها , وقد تفسر هذه الراحة على أنها راحة لكل أعضاء الجسم .. في حين أنها تخص العضو المصاب فقط ومن الضرورى تدريب الاعضاء الاخرى السليمة وعدم تعطيلها منذ اليوم التالى للاصابة وفقا لتدريبات لا تعمل فيها الاعضاء المصابة وتقنن بما لا يضاعف الاصابة أو يؤثر عليها .
2- وهناك الكثير من الوسائل التى يمكن استحداثها لتدريب الاجزاء السليمة من جسم الرياضى , فمثلا إذا كان اللاعب مصابا في أحد مفصلى القدمين فيمكن أن يجلس على مقعد ويؤدى مجموعات من التمرينات التى تعمل فيها مختلف المجموعات العضلية والمفاصل والاجهزة غير المصابة حتى لا يزيد معدل هبوط كفاءة اللاعب .
3- بالاضافة الى العلاج الاساسى يقوم أخصائى التأهيل والاصابات الرياضية بتنفيذ مجموعة من الاجراءات الطبية والتمرينات العالجية للجزء المصاب وفقا لما يقرره الطبيب المعالج بالكم والكيف الذى يحدده من تقريره الطبى .
---------------------------
رابعا : مرحلة ما بعد العلاج (مرحلة التأهيل الرياضى للمصابين ) :
مرحلة التأهيل الرياضى للمصابين هى المرحلة التى تربط بين العلاج الطبى للمصاب الرياضى وبين عودة للتبارى والتنافس واللعب .. وهذه المرحلة تعتبر الحلقة المهملة – إن لم تكن المفقودة – لدى كثير من المصابين الرياضيين .
وتساهم هذه المرحلة في عدم فقد - وإعادة اكتساب المصاب الرياضى للياقتة البدنية والفنية بدرجة كبيرة , وإذ أن معدلات هبوط بعض عناصر اللياقة البدنية قد يصل الى 40 % في حالة الانقطاع عن التدريب 10 وحدات تدريبية ناهيك إذا علمنا أن هناك بعض البرامج التدريبية يتدرب منها اللاعب 5 وحدات تدريبية في يوم الحمل الاقصى وقد يصل زمنها من 6- 9 ساعات تدريبية في اليوم .