فتيات مصريات يمارسن الكاراتيه ويتمسكن بالحجاب في البطولات

فتيات مصريات يمارسن الكاراتيه ويتمسكن بالحجاب في البطولات الدولية

مواجهة الأولاد وخوف الصديقات وهروب العرسان أبرز مشاكلهن
فتيات مصريات يمارسن الكاراتيه ويتمسكن بالحجاب في البطولات الدولية

رحاب وشيماء وهبة لاعبات مصريات

القاهرة: سامية العيسي

يعد الكاراتيه من الرياضات العنيفة التي يقبل عليها الشباب لاكتساب مهارات جديدة، وإيجاد التعامل مع المواقف المختلفة التي قد يتعرضون لها، ولكن في مجتمعنا العربي الشرقي الذي ترافقه العادات والتقاليد، قد ينظر للفتاة التي تقبل على ممارسة هذه الرياضة بمفهوم مختلف تماما، وإذا أقدمت على ممارستها، ربما يضعها هذا في مواقف محرجة، وفي بعض الأحيان قد يبتعد عنها الناس، لأنها تتشبه بالرجال، أو يلومون عليها لجوءها لممارسة تلك الرياضة.
في مصر تقبل الفتيات على ممارسة رياضة الكاراتيه، وقد وصل عدد ممارساتها من الفتيات لأكثر من 200 ألف، وانضمت بعضهن لمنتخب مصر وساهمن في تحقيق ميداليات وبطولات دولية.
لا فرق بين اللاعب واللاعبة
ولكن هل الفتاة يختلف التعامل معها عن الأولاد أثناء التدريب والبطولات مراعاة لتكوينها الجسماني؟، يقول أمين صندوق الاتحادين المصري والعربي للكاراتيه أحمد رضوان "الفتيات المنتسبات للعبة الكاراتية في زيادة مستمرة، والمساواة في التعامل مع لاعبي المنتخب، سواء البنين أو البنات هي المبدأ الذي يسير عليه الاتحاد، ويحرص عليه دائما، ويتم تقدير الجميع سواء ماديا أو معنويا وبنفس الأسلوب وذات القدر، فلا فرق بين لاعب ولاعبة، والجميع يحصل على بدلات سفر وانتقالات ومصروف جيب، والفرق الوحيد إبعاد سكن اللاعبات عن سكن اللاعبين، أثناء السفر للبطولات الدولية، ولكن هذا غير مقبول داخل الصالة، فالكل يتدرب في نفس الصالة وتحت إشراف نفس المدرب".
وأضاف رضوان أنه يتفهم جيدا أن مشاكل الفتيات تكون مختلفة تماما عن مشاكل الأولاد، لذلك فهناك حرص على إدخال عنصر نسائي لحل المشاكل التي قد تواجه أي فتاة، حيث تقوم الدكتورة صفاء صالح عضو مجلس الإدارة والأستاذ بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق بالجلوس مع الفتاة التي تواجهها مشكلة لمساعدتها على حلها.
مباريات غير مستحبة
أما المدير الفني للمنتخب الدكتور أيمن عبدالحميد فقد أبدى رأيا مغايرا بقوله إن الفتاة تختلف تماما عن الولد، سواء نفسيا أو جسمانيا، لذلك في التدريب تكون المباراة التي تلعبها البنت عبارة عن دقيقتين فقط، بينما تكون مباراة الولد 3 دقائق، تجنبا لتعرضهن للإرهاق.
وعن كيفية التدريب يؤكد المدير الفني أنه في بعض الأحيان تقام مباريات في "الكوميته" بين الأولاد والبنات، وعلى الرغم من أنها مباريات غير مستحبة، إلا أنها تعود بالفائدة على الطرفين، حيث يتعلم الولد كيفية ضبط الضربات لأن تكوين البنت الجسماني يعوق الولد عن توجيه ضربات معينة لها، وفي المقابل تتعلم البنت الثقة في النفس، ويعطيها اللعب أمام الولد قوة وشجاعة، ويجب على المدير الفني أن يحرص في تعامله مع الفتيات، حيث يحتجن إلى تعامل خاص لاختلاف التكوين، مشيرا إلى أنه يرفض ضم اللاعبات المتزوجات للمنتخب.
بعض الدول تمنع الحجاب
بطلات الكاراتيه تحدثن وبكل صراحة عن المشاكل التي تقابلهن حيث تقول هبه عبدالرحمن (لاعبة نادي اتحاد الشرطة) والحاصلة على ذهبية أفريقيا بجنوب أفريقيا 2004، والفضية بنفس البطولة وبرونزية ألعاب البحر المتوسط بكرواتيا 2002، وفضية ألعاب البحر المتوسط بتونس 2006، وثاني البطولة العربية 2006، وبرونزية وذهبية دورة الألعاب الأفريقية بنيجيريا 2003.
تقول هبه إن مشكلتها الأولى إصرار بعض الدول خلال البطولات الخارجية على منع اللاعبات من ارتداء الحجاب أثناء لعب المباريات، والأعجب أن تجد المنع في بعض الدول العربية مثل المغرب وتونس، مثلما حدث في بطولة الملك محمد السادس بالمغرب، عندما أصر رئيس لجنة الحكام الإيطالي على عدم ارتداء لاعبات مصر للحجاب، ولكن مع تضامن لاعبات مصر مع لاعبات إيران اللاتي رفضن خلع الحجاب وافقوا عليه.
وأكدت هبة أنها لا تجد مشاكل عندما تواجه زميلا لها أثناء التدريب، لأنه يراعي أنه يلعب ضد فتاة، ويحرص على عدم إيذائها، وحول نظرة المجتمع للاعبة الكاراتيه قالت هبة "النظرة أحيانا تجرحني، خاصة وأنني أعيش في منطقه شعبية، ومع مرور الوقت بدأ الناس يغيرون من نظرتهم لي، وتمت خطبتي على شاب يتفهم لظروف مشاركتي مع المنتخب، ويدعمني بكل قوة".
أما اللاعبة رحاب شريف من نادي الشمس الحاصلة على ذهبيتين بالبطولة العربية في تونس 2006 والبطولة العربية2007 بالمغرب، تقول إن أكبر مشاكلها أيضا في الحجاب، ومنع اللعب به في البطولات الخارجية، وإنها غير مستعدة للتنازل عنه، بالإضافة إلى النظرة التي تراها في عيون زملائها في كليتها، عندما يعلمون بممارستها الكاراتيه، وأحيانا ترى الخوف في عيون بعضهم، مما يؤثر عليها نفسيا.
ولكنها قالت إنها ستفكر في ترك الكاراتيه إذا تقدم لها شخص للارتباط بها واشترط عليها الابتعاد عن هذه الرياضة.
مواعيد التدريب مشكلة
شيماء أبو اليزيد (لاعبة نادي الجيش) الحاصلة على برونزية البطولة العربية بالمغرب وبرونزية بطولة العالم بصربيا، تؤكد أن معاناتها تتلخص في التوفيق بين الدراسة والتدريب والمعسكرات، حيث تشترط كليتها الحضور باستمرار، وهو ما يتعارض مع مواعيد التدريب والسفر للمشاركة في البطولات الخارجية، ويحاول الجهاز الفني حل هذه المشكلة بجعل مواعيد التدريب في أوقات ما بعد الدراسة، ولكنها في نفس الوقت ترفض قيام المدير الفني بعمل مباريات مختلطة للاعبين واللاعبات، لأن الولد لا يتحكم في ضرباته، فقد يوجه ضربة قويه للبنت تؤثر عليها.
أكدت شيماء أن رياضة الكاراتيه عرضتها للعديد من المواقف المحرجة خاصة بالنسبة للخطوبة، وتروي أن أكثر من شاب تقدم لخطبتها، لكن لا يتم الأمر بعد علمه بأنها بطلة للكاراتيه، وأحيانا يقوم البعض بتشبيهها بالولد، وهذا ما يؤثر عليها نفسيا.
وتقول فاطمة سمير اللاعبة بالنادي الأهلي إن مشاكلها تلخصت في الجامعة وخوف الطلبة من صداقتها، لأنها عنيفة، ولكن مع مرور الوقت تغيرت المفاهيم وأصبحت قدوة لزملائها في الكلية، وتتلقى التشجيع من أسرتها على الاستمرار في اللعب، وكانت أصعب الأشياء هي موافقة الأسرة على الانضمام للمنتخب والدخول في معسكرات طويلة، والتعود على المبيت خارج المنزل، وهو ما لقي رفضا من جانب الأسرة، ولكن اقتنع الجميع في النهاية.

شكرا لكى

ياستاذة وفاء على مجهودك الرئع

تحياتى/بروسلى الفيوم

نورت صفحتى ياكابتن بروسلى

» جدل حول ظهور فتيات بالحجاب في إعلانات تجارية غربية
» سمر الأمريكية سفيرة للإسلام بالحجاب
» بعد رحيل السيدة الأولى ... مضيفات مصر يطالبن بالحجاب
» البطولات تطرق أبواب الزمالك:
» بالصور : التطريز البدوي في أزياء "مصريات"