الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32782 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل 25/5/2010, 00:28 | |
| النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل
والرباعي يتركب منه أربعة وعشرون أصلا وذلك أنك تضرب الأربعة في التراكيب التي خرجت عن الثلاثي وهي ستة فيكون ذلك أربعة وعشرين تركيبا المستعمل منها قليل وهي عقرب وبرقع وعرقب وعبقر ولو جاء منه غير هذه الأحرف فعسى أن يكون ذلك والباقي مهمل كله وإذا كان الرباعي مع قربه من الثلاثي إنما استعمل منه الأقل النزر فما ظنك بالخماسي على طوله وتقاصر الفعل الذي هو مئنة من التصرف والثقل عنه فلذلك قل الخماسي أصلا ثم لا تجد أصلا مما ركب منه قد تصرف فيه بتغيير نظمه ونضده كما تصرف في باب عقرب ( بعبقر وعرقب ) وبرقع ألا ترى أنك لا تجد شيئا من نحو سفرجل قالوا فيه سرفجل ولا نحو ذلك مع أن تقليبه يبلغ مائة وعشرين أصلا ثم لم يستعمل من ذلك إلا ( سفرجل ) وحده ( فأما قول بعضهم زبردج فقلب لحق الكلمة ضرورة في بعض الشعر ولا يقاس ) فدل ذلك على استكراههم ذوات الخمس لإفراط طولها فأوجبت الحال الإقلال منها وقبض اللسان عن النطق بها إلا فيما قل ونزر ولما كانت ذوات الأربعة تليها وتتجاوز أعدل الأصول - وهو الثلاثي - إليها مسها بقربها منه قلة التصرف فيها غير أنها في ذلك أحسن حالا من ذوات الخمسة لأنها أدنى إلى الثلاثة منها وكان التصرف فيها دون تصرف الثلاثي وفوق تصرف الخماسي ثم إنهم لما أمسوا الرباعي طرفا صالحا من إهمال أصوله ( وإعدام حال التمكن في تصرفه ) تخطوا بذلك إلى إهمال بعض الثلاثي لا من أجل جفاء تراكيبه لتقاربه ( نحو سص وصس ) لكن من قبل أنهم حذوه على الرباعي كما حذوا الرباعي على الخماسي ألأ ترى أن ( لجع ) لم يهمل لثقله فإن اللام أخت الراء والنون وقد قالوا نجع ( فيه ) ورجع ( عنه واللام أخت الحرفين وقد أهملت في باب اللجع ) فدل على أن إهمال ( لجع ) ليس للاستثقال بل لإخلالهم ببعض أصول الثلاثي لئلا يخلو هذا الأصل من ضرب من الإهمال مع شياعه ( واطراده ) في الأصلين اللذين فوقه كما أنهم لم يخلوا الخماسي من بعض تصرف بالتحقير والتكسير والترخيم فعرف أن ما أهمل من الثلاثي لغير قبح التأليف نحو ( ضث ) و ( ثض ) و ( ثذ ) و ( ذث ) إنما هو لأن محله من الرباعي محل الرباعي من الخماسي فأتاه ذلك القدر من الجمود من حيث ذلك كما أتى الخماسي ما فيه من التصرف ( في التكسير والتحقير والترخيم ) من حيث كان محله من الرباعي محل الرباعي من الثلاثي وهذه عادة للعرب مألوفة وسنة مسلوكة إذا أعطوا شيئا من شيء حكما ما قابلوا ذلك بأن يعطوا المأخوذ منه حكما من أحكام صاحبه أمارة بينهما وتتميما للشبة الجامع لهما ( ألا تراهم لما شبهوا الاسم بالفعل فلم يصرفوه كذلك شبهوا الفعل بالاسم فأعربوه ) وإذ قد ثبت أن الثلاثي في الإهمال محمول على حكم الرباعي فيه لقربه من الخماسي ( بقي علينا أن نورد العلة ) التي لها استعمل بعض الأصول من الثلاثي والرباعي والخماسي دون بعض وقد كانت الحال في الجميع متساوية فنقول اعلم أن واضع اللغة لما أراد صوغها وترتيب أحوالها هجم بفكره على جميعها ورأى بعين تصوره وجوه جملها وتفاصيلها فعلم أنه لا بد من رفض ما شنع تأليفه منها نحو هع وقخ وكق فنفاه عن نفسه ولم يمزجه بشيء من لفظه وعلم أيضا أن ما طال وأمل بكثرة حروفه لا يمكن فيه من التصرف ما أمكن في أعدل الأصول وأخفها وهو الثلاثي وذلك أن التصرف في الأصل وإن دعا إليه قياس - وهو الاتساع به في الأسماء والأفعال والحروف - فإن هناك من وجه آخر ناهيا عنه وموحشا منه وهو أن في نقل الأصل إلى أصل آخر - نحو صبر وبصر وضرب وربض - صورة الإعلال ( نحو قولهم ما أطيبه وأيطبه واضمحل وامضحل وقسي وأينق وهذا كله إعلال لهذه الكلم وما جرى مجراها فلما كان انتقالهم من أصل إلى أصل نحو صبر وبصر ) مشابها للإعلال ( من حيث ذكرنا ) كان عذرا لهم في الامتناع من استيفاء جميع ما تحتمله قسمة التركيب ( في الأصول ) فلما كان ( الأمر ) كذلك واقتضت الضرورة رفض البعض واستعمال البعض جرت مواد الكلم عندهم مجرى مال ملقى بين يدي صاحبه وقد عزم على إنفاق بعضه دون بعض فميز رديئه وزائفه فنفاه البتة كما نفوا عنهم تركيب ما قبح تأليفه ثم ضرب بيده إلى ما لطف له من جيده فتناوله للحاجة إليه وترك البعض الآخر لأنه لم يرد استيعاب جميع ما بين يديه منه لما قدمنا ذكره وهو يرى أنه لو أخذ ما ترك مكان ( أخذ ) ما أخذ لأغنى عن صاحبه وأدى في الحاجة إليه تأديته ألا ترى أنهم لو استعملوا ( لجع ) مكان ( نجع ) لقام مقامه ( وأغنى مغناه ) ثم قد يكون في بعض ذلك أعراض لهم لأجلها عدلوا إليه على ما تقدمت الإشارة إليه في مناسبة الألفاظ للمعاني وكذلك امتناعهم في الأصل الواحد من بعض مثله واستعمال بعضها كرفضهم في الرباعي مثل فعلل وفعلل ( وفعلل ) لما ذكرناه فكما توقفوا عن استيفاء جميع تراكيب الأصول كذلك توقفوا عن استيفاء جميع أمثلة الأصل الواحد من حيث كان الانتقال في الأصل الواحد من مثال إلى مثال في النقص والاختلال كالانتقال في المادة الواحدة من تركيب إلى تركيب لكن الثلاثي جار فيه لخفته جميع ما تحتمله القسمة وهي الاثنا عشر مثالا إلا مثالا واحدا وهو فعل فإنه رفض للاستثقال لما فيه من الخروج من كسر إلى ضم
|
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17865 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل 21/7/2010, 22:54 | |
| أستاذى على الدين صاحب الوتر الحزين
لقد أفضت علينا من العلم الكثير والكثير
ولا زلنا مستمتعين ولما تقدم شغوفين منتظرين
بارك الله فيك
وجزيت عنا خير الجزاء
دمت متألقا أستاذى |
|
مسافر زاده الخيال عضو متقدم
عدد الرسائل : 668 بلد الإقامة : البرراري والبحار نقاط : 6972 ترشيحات : 11
| موضوع: رد: النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل 24/7/2010, 13:23 | |
| شكرا للموضوع القيم جزاكم الله خيرا |
|