مفهوم النبر
يتألف الكلام في أصله من جملة مقاطع صوتية متتابعة و مترابطة و متفاوتة في أطوالها و قيمتها الزمنية ، و من ناحية أخرى هذه ليست بالقوة نفسها ، و إنما تتفاوت قوة و ضعفا بحسب الموقع الذي تحتله في السياق الصوتي و عندما ينطق الشخص باللغة فإنه يميل إلى عملية الضغط على مقطع خاص من كل كلمة ، فيجعله أبرز و أوضح في السمع من غيره من المقاطع و مثل هذا الضغط يسمى في علم الأصوات ( النبر ) ، لذلك يعرف النبر بأنه الضغط على مقطع معين من الكلمة ، ليصبح أوضح في النطق من غيره لدى السمع ، و نتيجة هذه العملية يؤدي إلى زيادة اندفاع الهواء الخارج من الرئتين ، حين يشتد تقلص عضلات القفص الصدري ، أما ارتفاع درجة الصوت فينتج من ازدياد النشاط العضلي في الحنجرة عند نطق المقطع المنبور .
أهمية النبر في الدراسة الصوتية و اللغوية
1- التفريق بين الصيغ أو المعاني بحيث لا يفهم المراد إلا بوجود النبر .
2- التفريق بين الاسم و الفعل كما هو الحال في :.
كريم الخلق - كريموا الخلق
3- التأكيد أو الدلالة على الإنفعال .
أنواع النبر
هناك نوعان رئيسيتان من النبر :
- نبر الكلمة
- نبر الجملة
و يقسم ( نبر الكلمة ) إلى قسمين هما :
الأولى : نبر أولي ( أي يكون في كل كلمة ) .
الثاني : نبر ثانوي ( يكون في الكلمات التي تشتمل على عدد من المقاطع يجعلها في وزن كلمتين مثل كلمة ( استغفار ) فإنها تشتمل على نبر أولي على المقطع ( فا ) و آخر ثانوي على المقطع ( تغ ) .
أما نبر الجملة فيقوم على الضغط على كلمة معينة ، في إحدى الجمل المنطوقة ، لتكون أوضح من غيرها من كلمات الجملة ، و ذلك ،للاهتمام بهذه الكلمة ، أو التأكيد عليها ، و نفى الشك عنها من المتكلم أو السامع .
مواضع النبر في اللغة العربية :
1- النبر على المقطع الأول
- اذا توالت ثلاث مقاطع متماثلة من النوع القصير المفتوح ( ص ح ) فمثلا المقطع لكلمة ( كتب ) تكون كالتالي ( ص ح / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على الحرف الأول و هو ( كـــ ) .
- اذا كانت تشتمل على أكثر من ثلاثة مقاطع ، إلا أن الثلاثة الأولى من النوع القصير المفتوح فمثلا المقطع لكلمة ( ثمرة ) تكون كالتالي ( ص ح / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على الحرف الأول و هو ( ثـــ ) .
- اذا كانت الكلمة مقطعا واحدا ( أحادية المقاطع ) كالكلمة التالية في حالة الوقف ، فمثلا كلمة ( نار ) فإنها تتكون من ( ص ح ح ص ) فالنبر يكون على الحرف الأول وهو ( نــــ ) .
2- النبر على المقطع الأخير
- اذا كان المقطع الأخير من النوعين ( ص ح ح ص ) أو ( ص ح ص ص ) فإن النبر يكون على المقطع الأخير ، فمثلا كلمة ( نستعين ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح ح ص ) فإن النبر يكون على المقطع الأخير و هو ( عين ) ، و كلمة ( المستقر ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح ص / ص ح ص ص ) فإن النبر يكون على المقطع الأخير و هو ( قر ) .
3- النبر على المقطع الذي قبل الأخير
- اذا لم يكن المقطع الأخير من النوعيين ( ص ح ح ص ) أو ( ص ح ص ص ) و لم تتوال في الكلمة ثلاثة مقاطع من نوع واحد قصير مفتوح ( ص ح ) ، فمثلا كلمة ( انصر ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح ص ) فإن النبر يكون على المقطع الذي قبل الأخير و هو ( انـــ ) ، و كلمة ( أخاك ) تحتوي المقاطع التالية ( ص ح / ص ح ح / ص ح ) فإن النبر يكون على المقطع الذي قبل الأخير و هو ( خا ) .
4- النبر على المقطع الذي يسبق ما قبل الأخير
- اذا كان المقطع ما قبل الأخير من النوع قصير مفتوح ( ص ح ) و سبق بنظير له من النوع قصير مفتوح ( ص ح ) ، فمثلا كلمة ( ازدهر ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على المقطع الذي يسبق ما قبل الأخير ( د ) ، و كلمة ( انكسر ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على المقطع الذي يسبق ما قبل الأخير ( كـــ ) .
- اذا كان المقطع الأخير من النوع ( ص ح ص ) و الذي قبل الأخير من النوع ( ص ح ) ، فمثلا كلمة ( ركبك ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح ص ) فإن النبر يكون على المقطع الذي يسبق ما قبل الأخير ( ركـــ ) .
- اذا كان المقطع الأخير من النوع ( ص ح ح ) طويل مفتوح و الذي قبله قصير مفتوح ( ص ح ) ، فمثلا كلمة ( بكروا ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح ح ) فإن النبر يكون على المقطع الذي يسبق ما قبل الأخير ( بكــ ) .
العوامل التي تؤثر على مواقع النبر
ينتقل النبر من مقطع إلى آخر في الكلمات العربية ، و يرجع ذلك إلى الأسباب التالية :
1- الاشتقاق
فمثلا الفعل الماضي ( نفر ) يحتوي على المقاطع التالية ( ص ح / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على الحرف الأول ( نـــ ) و ذلك لتولي ثلاث مقاطع من نوع واحد ، أما المضارع منه ( ينفر ) تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على المقطع الذي قبل الأخير و هو ( فـــ ) .
2- إسناد الفعل إلى الضمائر
عند اسناد الفعل الماضي إلى ضمائر الرفع المتحركة ينتقل النبر من مكانه الذي كان فيه قبل الإسناد ، فمثلا عند اسناد الفعل ( درس ) و التي تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح / ص ح / ص ح ) هنا ا يكون النبر على المقطع الأول وهو الحرف ( د ) إلى ضمير المتكلمين ( درسنا ) تصبح المقاطع هي ( ص ح / ص ح ص / ص ح ح ) النبر يكون على المقطع ما قبل الأخير و هو ( رس ) .
و عند اسناد الفعل الماضي إلى ضمائر الرفع الساكنة كألف الإثنين و واو الجماعة لا يغير من موضع النبر .
3- جزم المضارع
يتغير موضع النبر حسب رفع الفعل أو جزمه فمثلا الفعل ( يلعب ) يحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح / ص ح ) فإن النبر يكون على المقطع ما قبل الأخير و هو ( عـــ ) أما في حالة الجزم فنقول : ( لم يلعب ) فإنها تحتوي على المقاطع التالية ( ص ح ص / ص ح ص / ص ح ص ) فإن النبر يكون على المقطع الأول و هو ( يلـــ ) و ذلك لتوالي ثلاثة مقاطع من نوع واحد .
التنغيم
هو ارتفاع الصوت و انخفاضه مراعاة للظروف المؤدى فيه ، أو تنويع الأداء للعبارة حسب المقام المقولة فيه .
و هذا التنويع يكون على مستويين هما :
المستوى الأول : الكلمة
المستوى الثاني : الجملة
فالمستوى الأول يعنى : اختلاف درجات الصوت في الكلمة الواحدة ، فالأصوات التي يتكون منها المقطع الواحد قد تختلف في درجة الصوت و كذلك الكلمات قد تختلف ، و هذا النوع يستعمل في بعض اللغات للتعريف بين المعاني كاللغة الصينية ، و النرويجية ، و السويدية ، و بعض لغات جنوب افريقيا ، و شرقي آسيا و بعض اللغات الهندية الأمريكية .
فمثلا في اللغة الصينية كلمة : ( فان ) تؤدي ستة معاني حسب توالي درجات الصوت بالنغمة الموسيقية هي : ( نوم – يحرق – شجاع – واجب – يقسم – مسحوق ) .
و في اللغة العربية صور من هذا التنغيم الذي تختلف بحسبه المعاني ، فمثلا كلمة ( انسان ) عند نطقها بشكل خاص تدل دلالة عامة على هذا المخلوق ، و اذا أطيل النطق بالمقطع الذي قبل الأخير ، دل دلالة خاصة على الإنسان الفاضل أو الكامل في صفاته ، و اذا نطق بطريقة أخرى تدل على الذم .
و للتنغيم عدة عوامل تؤثر في طريقة الأداء اللغوي فلابد مراعاة حالة المتكلم النفسية و طببيعة النطق و التنغيم ، و البيئة التي يلقى فيها الكلام ، و قدرة المتكلم على التحكم في عضلات نطقه ، كل هذه العوامل تؤدي إلى اختلاف في المشاعر و مقتضيات الأحوال و تغير الجمل ، من الاستفهام إلى التأكيد ، إلى الإنفعال ، إلى التعجب ، و ما شاكل ذلك .
فلكل لغة من حيث التنغيم مواقعه الخاصة به و ظروفه التي تحيط به و نظامها الخاص لذلك على متعلم اللغة الوقوف على هذه الجوانب حتى لا يفقد تركيبها اللغوى طبيعته الخاصة به .