لمن اراد ان يضاعف حبه لخالقه سبحانه
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].قال العلماء: ومن الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل المقوية لها:
(1) قراءة القرآن بالتدبر:لاسيما الآيات المتضمنة للأسماء والصفات والافعال الباهرات ,ومحبة ذلك يستوجب به العبد محبة الله، ومحبة الله له فتتحقق “يُحِبُهُم وَيُحِبُونَه” (المائدة-54)
(2) التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض: كما في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه".
(3) دوام ذكره سبحانه على كل حال: بالقلب واللسان، قال. قال إبراهيم بن الجنيد: كان يقال: من علامة المحبة لله: دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلما ولع المرء بذكر الله عز وجل إلا أفاد منه حب الله عز وجل.
(4) إيثار محابه سبحانه على محاب النفس وهواها. فإذا تعارض شيء يحبه الله مع شيء تحبه أنت , أو تهواه , فعليك يتقديم ما يحبه الله عز وجل على ما تحبه أنت أو تهواه.
(5) مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قل هو الله أحد}؛ فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك". فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبروه أن الله يحبه".(البخاري)
(6) مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة: قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53].
(7) الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي (الثلث الآخر من الليل) لمناجاته وتلاوة كلامه ودعائه واستغفاره. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان ثلث الليل أو شطره ينزل الله إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من داعي فأستجيب له هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له حتى يطلع الفجر" ( المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 498- خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين)
(
مجالسة المحبين الصالحين الصادقين.(9) مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. ومن ذلك حب الدنيا . فالزهد فى الدنيا هو من سبل حب الله عز وجل. والله عز وجل قد حثنا فى القرآن الكريم على الزهد فى الدنيا فقال ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ( الرعد-26 ) ) ومعنى "متاع" قال ابن عباس : زاد كزاد الراعي . وقال مجاهد : شيء قليل ذاهب .
وحثنا على ذلك أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم ، فلينظر بم ترجع " وأشار بالسبابة . ورواه مسلم في صحيحه.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك" (المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3326 خلاصة حكم المحدث: صحيح)
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين “ (البخاري)
و أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار"