ختام «ملتقى عمان للرواية

موضوع: ختام «ملتقى عمان للرواية 25/4/2009, 23:01

ختام «ملتقى عمان للرواية العربية» بمعاينة مرجعياتها المكانية وقضاياها الراهنة

الدستور ـ إلياس محمد سعيد

اختُتمتْ صباح أمس فعاليات "ملتقى عمان للرواية العربية" الذي نظمته أمانة عمان الكبرى في مركز الحسين الثقافيّ ـ رأس العين ، وذلك من ضمن برامج احتفالاتها بمئوية عمان. واشتملت البرنامج الختاميّ ثلاث جلساتْ: الأولى بعنوان "المكان في الرواية العربية"
والثانية بعنوان "الرواية العربية ـ قضايا متعددة" ، والثالثة بعنوان "الرواية العربية ـ تحديات جديدة". تحدث في الجلسة الأولى كل من د. مريم جبر (الأردن) حيث تناولت "تقاطع السًّيَري والروائي في سيرة مدينة لعبد الرحمن منيف" ، ود. نضال الشمالي (الأردن) الذي تناول "عمان في الرواية الأردنية".

د. مريم جبر تناولت عمل عبد الرحمن منيف ، الذي يروي سيرة عمان ، بوصفه "نموذجاً يطرح إشكالية التجنيس ، وتحول مفاهيم الأشكال الأدبية أو تداخلها" ، كما تقول مستشهدة على ذلك بعمل طه حسين "الأيام" ، الذي "ظلت الحَيرةُ قائمة بشدة" فيه من حيث تصنيفه "بين الرواية والسيرة الذاتية". فالناقدة ترى في هذا التداخل "ما يشير إلى تحول في مفهوم السيرة الذاتية" ، وتذهب إلى أنّ هذا التحول "يشكل جزءاً من التحول الشامل الذي غزا الخطابات الأدبية والفنية كلها" ، كما تزعم الباحثة القاصة التي ترى أنّ في ذلك ما يؤكد انفتاح الخطابات الأدبية و"تداخلها في المبنى والمعنى" ، بحيث "تحولت السيرة الذاتية من التقريرية التاريخية والكشف إلى الإنشائية الأدبية ، ثم إلى الروائية ، بما يعتريها من إيهام وخيال وإيحاء". من هذا المنطلق ، تناولت د. مريم جبر "سيرة مدينة" التي ـ بدءاً من حدثها المفصليّ وهو قتل الملك غازي ـ راحت تتخلق فيها "الشخصيات في الذاكرة" ، بحيث بدأ الحدث "يتخذ سمته الروائية". د. نضال الشمالي ، في بداية حديثه عن "عمان في الرواية الأردنية" ، أكّد أنّ عمان لدى روائيّ أردني تختلف عنها لدى روائي أردني آخر. ثم قال إنّ "عمان لم تحظ بالاهتمام الروائي المستحق إلاّ منذ عقدين" ، وأشار في ذلك إلى رواية "أبناء القلعة" للراحل زياد قاسم ، التي صدرتْ عام 1990 ، وذهب إلى أنّ "حداثة عمان في نفوس كتّابها ظاهرة لافتة". بعد ذلك ، ذهب الناقد إلى مقارنة عمان كما تناولها زياد قاسم في "أبناء القلعة" ، وجمال ناجي في "مخلفات الزوابع الأخيرة" ، وإبراهيم نصرالله في "حارس المدينة الضائعة" ، هاشم غرايبة في "الشهبندر" ، ليستنتج أنّ عمان نفسها "تتنوع في رواية إثر رواية فترحب أحياناً وتضيق أحياناً أخرى ، لتسطر بعداً خصباً ومنجَماً إثرائياً يمكن الاعتماد عليه لتاسيس المزيد من الأعمال المفسرة له". في الجلسة الثانية ، قدم الباحث والناقد التونسيّ مصطفى الكيلاني ورقة بعنوان "السارد والشخصية: الحوار ولعبة الضمائر في نماذج روائية عربية" ، ذهب فيها إلى أنّ "الشخصية هي أقدم من السارد عند النظر في نشأة السرد الحديث". بعد ذلك وصف الكيلانيّ ما أطلق عليه "خارطة النماذج السردية" على اعتبارها تتركب من ثلاث وحدات هي السارد ، والعامل ، ومتقبل السرد. ثم تحدث عن السرد الروائي العربي اللامكتمل بوصفه حداثياً مقابل السرد العربي الروائي المكتمل ، وتناول بعد ذلك ، في مقاربة تطبيقية ، روايات: "أرض اليمبوس" لإلياس فركوح ، و"تراب الغريب" لهزاع البراري ، و"السماء الثامنة" لأمين الزاوي ليستنتج أنّ "مجال السارد يتسع بانتفاء المسافة الفارقة بينه وبين المسرود لتتحول الشخصيات الأخرى إلى ما يشبه الأطياف تعبر عوالم روائية مزحومة بالفاجعة والشعر". في الجلسة نفسها ، قدم د. محمد عبد الله القواسمة (الأردن) ورقة بعنوان "تمثلات المكان في الرواية العربية" ، رأى فيها أنّ أهمية المكان في الرواية لا تظهر فقط من خلال إبرازه على اعتباره حقيقة مجردة ، بل كذلك من خلال إبرازه على اعتباره "حقيقة محسوسة تتشكل من مجموعة من الظواهر: الأشياء والأصوات والألوان والظلال" ، وقال إنّ "الرواية العربية وفية للمكان وكأنها تلتقي باهتمام الشعر العربي به ، وبخاصة الشعر الجاهلي". في الجلسة الثالثة تحدث كل من د. محمد عبد القادر (الأردن) حول "جدل الواقعي والمتخيل في الرواية العربية الجديدة" ، ود. نبيل حداد الذي قدم ورقة بعنوان "الهوية الوطنية في الرواية العربية: خالتي صفية والدير لبهاء طاهر.