اللهم صل وسلم على سيدنا محمد بقدر حبك فيه وبجاهه فرج عنا مانحن فيه ============================
الأخلاق والصلاة
============================
أخى الكريم
إنَّ المصلي ، الذي أقبل على ربِّه بقلبه في صلاته ، يتعلم من خلالها مراقبةَ الله تعالى في جميع أحواله خارجها ، والذي ألزم نفسه الكفَّ عن كلِّ حركة ، وإن كانت مباحة خارج الصلاة ، وكفَّ لسانه عن كلِّ قول غير أذكارِ الصلاة ..
يتعلم من ذلك كيف يكفُّ لسانه عمَّا حُرِّمَ عليه خارجها ، من غيبة ، ونميمة ، وكذب ، وفحش ، فيعيش نزيه اللسان ، عفيف النطق ، حريصاً على القول الحسن .
والمصلي الذي ألزم نفسه النظر إلى موضع سجوده ، يتعلم منه كيف يغض عن الحرام بصره خارجها .
والذي ألزم سمعه الإنصات لتلاوة إمامه ، ومنعه استماع كلِّ قولٍ عداه ، وإن كان مباحاً ، يتعلم كيف يمنع سمعه الإنصات لكل قول سيء .
والذي ألزم يده أن تقبض يمناه على يسراه حال قيامه ، ومنعها كلَّ حركة مباحة عداها ، يتعلم منها كيف يكفُّ يده عن البطش في الحرام ، من سرقة ، وإيذاءٍ للخلق ، وهكذا في جميع جوارحه .
إنَّ المصلي الذي تعلم من إقامته الصلاة كلَّ هذا ، تكون صلاته ناهية له عن المنكرات ، محرضة له على فعل الصالحات ؛ قال الله تعالى ] وَأَقِم الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ] .
أمَّا ذاك الذي لم يفقه من صلاته إلا حركاتِ القيام والقعود ، والركوع والسجود ، فلا نستغرب أن نراه مقبلاً على مقارفة الرذائل ، كافَّاً عن الفضائل ، لأنَّه لم يقمها كما أمره مولا ه عز وجل .
يمثل حال من فَقُه في صلاته ومن لم يفقه : ما رواه الإمام أحمد : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( هي في النار )) قال : يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : (( هي في الجنة )) .
وصل الله على سيدتا محمد وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد كل معلوم لله