" />
المعاق لا يحيا بمفرده وإنما يحيا بين أهله
اسمي حسام المساح ( معاق ) وأفتخر بأنها الصفة الأولى التي أعرف بها نفسي .
والإعاقة الآن أصبحت بمثابة شارة افتخار
رجل القانون يتحدى الإعاقة والفشل والتخبط الإداري
الحسام ( يبتر كل ما يخالف الدستور والقانون .)
المساح . بالعلم يمسح من قاموس اللغة كلمة مستحيل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير
وحبب الخير إليهم إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
العاشق لوطنه وأهله وأصدقائه وكل من حوله الوزير الإنسان الدكتور حسام المساح .
اتصل بي مشكورا وطلب تأجيل سفري للقاهرة للقائه المرتقب وأخبرني
أنه آت للفيوم لزيارة أخ لنا وصديق تعرض لأزمة صحية شفاه الله وعافاه.
وبعد الانتهاء من الزيارة راودتني فكرة انتهاز الفرصة وإجراء الحوار الذي كان
مقررا إجرائه في القاهرة مع سيادته ولكن شعرت بالخجل وأنه ليس من الأدب
ذلك فالواجب أن أذهب إليه في المكان الذي يحدده وفي الموعد الذي يراه مناسبا
ويكفيني شرف موافقته بإجراء حوار ينشر في الجرائد إلا أنني
أمام رجل لبيب حيث أسعدني بقوله المفاجئ أنا مستعد للحوار معك الآن
وهنا في الفيوم وعلى الفور بدأت الحوار مع سيادته
" />
سعادة الوزير أولا نبدأ بتعريف نفسك للقراء ؟
** اسمي حسام المساح ( معاق ) ولا تتعجب فأنا أفتخر بأنها الصفة الأولى
التي أعرف بها من هو حسام المساح حيث أن الإعاقة الآن أصبحت بمثابة شارة افتخار
بما آلت إليه في الفترة الأخيرة وإن كانت لم تصل بعد كما نتمناه من خدمات للمعاقين
وقد تناسيت تماما هذه الإعاقة طوال فترات حياتي وصارت لي الحياة كباقي بني آدم
إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن
* مؤهلاتك سيادتك الجامعية
** دكتوراه في القانون الدولي – ماجستير قانون عين شمس
ماجستير قانون جامعة باريس – دبلوم دراسات عليا جامعة لاهاي هولندا
ليسانس حقوق الوظيفة الحالية مدير عام بمصلحة الضرائب
* حضرتك كنت نائبا عن المعاقين في لجنة إعداد الدستور كيف تم اختيارك ؟
** حينما صدر قرار رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور
بتشكيل لجنة الدستور قرر أن تضم جميع فئات الشعب ومن ضمنها الأشخاص
ذوي الإعاقة فقام المجلس القومي لرعاية المعاقين بترشيحي لهذا العمل
وأحمد لله أن قمت به على خير وجه
* ما هو الدستور ؟
** الدستور هو قواعد قانونية مجردة عامة تحكم الدولة بغير تفاصيل وإنما تضع
القواعد العامة فقط ثم تأتي القوانين الصادرة من الجهة التشريعية ( مجلس النواب )
لتطبيق أحكام الدستور
* ومتى يبدأ ؟
** يبدأ من تاريخ إقرار الشعب له بالاستفتاء عليه ويشترط للموافقة على الدستور
أن يوافق عليه أغلبية الشعب أي أكثر من 50% ممن لهم حق الاستفتاء
* ومتى يسقط الدستور ؟
** بالإرادة الشعبية ( ثورة ) ومجلس النواب لا يستطيع أن يسقط الدستور
ولكن يستطيع أن يعدل بعض مواده وفقا لقواعد محددة في الدستور المفتوح
* نصت الاتفاقية الدولية أن يدير المعاقين شئونهم بأنفسهم وأنت كنت نائبا عنهم
في لجنة الدستور ثم عينت أمينا عاما للمجلس القومي لشئون المعاقين واستقلت
على الهواء فلماذا لم تتمسك بمنصبك لتخدمهم ؟
** أنا حاربت في لجنة إعداد الدستور حتى تمت الموافقة على نص المادة 243
التي نصت على أن المجلس القومي لذوي الإعاقة جهة مستقلة وهذه المادة تمنح
هذا المجلس القوة الدستورية لبقائه حيث أنه الآن منشأ وفقا لقرار رئيس مجلس الوزراء
في 2012ويتعين تعديل الإنشاء وفقا لحكم الدستور وأنا تمسكت بالمنصب لآخر لحظة
من أجل خدمتهم ولكن لا يمكن على سبيل المثال أن يقوم من بني بيتا بهدمه بيده
فإذا كان الدستور الذي ساهمت في وضعه قد نص على استقلال المجلس القومي
فكيف أقبل أن تصبح تبعيته لوزارة من ضمن الوزارات بعد أن كان تابع مباشرة
لرئيس الوزراء ومما يؤكد صحة ما قمت به أن محكمة القضاء الإداري والمحكمة الإدارية
العليا قد حكمتا ببطلان هذا القرار لإعادة تبعيته مباشرة لمجلس الوزراء إلى أن يصدر قانون
باستقلال المجلس .
* هل معنى ذلك أن المجلس القومي لذوي الإعاقة يعتبر رأيه استشاري مثل رأي المفتي
عندما ترسل لفضيلته قضية متهم محكوم عليه بالإعدام ؟
** حاليا نعم رأيه استشاري في حين أن جميع المعاقين يضعون كل آمالهم وأحلامهم فيه
وهو في الحقيقة لا يملك صلاحيات تنفيذية .
* سيادتك تقدمت باستقالة مسببة هل هناك فرق بين الاستقالة والاستقالة المسببة؟
** الاستقالة بصفة عامة تعني طلب إنهاء الخدمة في المكان الكلف بالخدمة فيه
وتقدم إلى الرئيس الأعلى وله الحق في قبولها أو رفضها . أما المسببة فيتعين قانونا البحث
في أسباب تقديم تلك الاستقالة وبالنسبة لاستقالتي فبعد مرور فترة محددة من الزمن تم تنفيذ
ما فيها وحاليا الأمين العام يتمتع بكامل الحقوق المقررة بمنصبه .
* ما الذي أغضب سيادتك بسبب صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم
الصادر في 15/9 /2014 والذي تسلمت خطاب بشأنه في 17/9/2014
عندما أعلن المساح استقالته على الهواء
** سبق وأن أوضحنا أن الدستور قد نص صراحة على أن المجلس القومي
لشئون المعاقين جهة مستقلة وهذا الاستقلال الدستوري يستتبع عدة أمور لازمة
من بينها ألا يكون تحت عباءة أي وزارة من الوزارات لهذا فحينما صدر القرار
المشار إليه كان يعني صراحة أن المجلس أصبح فرعا من فروع وزارة التضامن تابعا لها
. وهذا يخل تماما بمبدأ استقلاليته ومن جهة أخرى فقد صدر ذلك القرار في غيبة تامة
من أصحاب الشأن وهم غير مهتم بهم حتى في ما يخصهم ولهذا فقد رأينا أن هذا الموقف
لا يستقيم أبدا مع الاحترام الذي نص عليه الدستور وأحمد الله أن المحكمة قد قضت كما سبق
القول ببطلان هذا القرار وإنهاء العمل به
* كم عدد الإخوة والأخوات المعاقين في مصر ؟
** حوالي 10 % من تعداد سكان مصر يعني حوالي 9 أو 10 مليون مواطن .
إنما النقطة الأساسية هي : أن المعاق لا يحيا بمفرده وإنما يحيا وسط أهله ومعنى ذلك
أن الإعاقة تهم حياة أكثر من 30 مليون مصري هم المعاقين ومن يخالطونهم .
* حضرتك كنت ضيفا علي إحدى الفضائيات ووعدت بالمجاهدة من أجل مساعدة المعاقين
وأنت بعد استقالتك أصبحت لست أمينا عاما فكيف ستساعدهم الآن ؟
** أنا الآن أعمل بكل طاقتي في مجال المساعدة القانونية للمعاقين وأهم شيء الآن
هو إعداد مشروع قانونين أثنين .
الأول هو قانون إنشاء المجلس القومي المستقل وفقا لحكم الدستور
وهو بمثابة شهادة ميلاد لهذا المجلس .
الثاني : هو قانون الإعاقة بما فيه من التزامات قانونية على الدولة في حق المعاق
وكافة التسهيلات على حياة المعاق مقترنة بعقوبات محددة في حالة عدم الالتزام
بها بما يعني تطبيق أحكام الدستور على أرض الواقع .
* قلت حضرتك أن هناك فرق بين التكليف ونقل التبعية ما معنى ذلك ؟
** معنى ذلك أن نقل التبعية يعني أن المسئولية انتقلت إلى جهة أخرى بما يعني
حق الإشراف والتوجيه وكافة النواحي الإدارية
أما التكليف فيعني بقاء التبعية للجهة الأصلية وأن المكلف مجرد وأن المطلوب منه إدارة
العمل تحت تبعية أصلية للجهة وهي كلها مفاهيم قانونية واضحة لأصحاب الشأن بمعنى
مصطلحات مختلفة تعني أحكام مختلفة فمثلا من الصعب على غير الأطباء التفاهم
بالمصطلحات الطبية التي يتقنها الأطباء فيما بينهم لأن كل مصطلح له معنى عندهم |.
* القرار رقم 1658لسنة 2014 الصادر من رئاسة مجلس الوزراء بنقل تبعية المجلس القومي
لشئون المعاقين إلى وزارة التضامن هل يمكن الطعن عليه ؟
** هو قرار يقصد به نقل التبعية لأقل من رئاسة مجلس الوزراء وهو قرار مخالف
للدستور لمخالف للدستور وستفصل المحكمة في هذا الأمر بإذن الله فنحن دولة قانون .
* رأيناك مع الرئيس ومع وزير الدفاع وجميع المسئولين أثناء احتفال بدء الحفر في
مشروع قناة السويس الجديدة ماذا كان شعورك لحظة وضع يدك على زر التفجير مع الرئيس ؟
** أنا كنت جالس في الصف الثالث خلف الوزراء وفوجئت بالرئيس يدعوني للمشاركة
وكم كانت سعادتي بتلك اللحظة وكم كانت لفتة جميلة من سيادته وفي الحقيقة لم تكن سعادتي
لشخصي كحسام المساح وإنما كانت شرف لمن أمثلهم وهم المعاقين بمعنى أنني أخذت
ذلك على أن الرئيس جعل المعاقين مشاركين في هذا المشروع الكبير وفي هذا الموقف
التاريخي العظيم ولا أستطيع وصف سعادتي البالغة في تلك اللحظة .
* ماذا قدم د / حسام المساح للمعاقين قبل وبعد تعيينه أمينا عاما لهم ؟
** يكفيني فخرا أن جميع أطفال المجتمع المصري من المعاقين وغير المعاقين أصبحوا
يحترمون الإعاقة ولنا أن نقارن وضعها حتى في العلام الآن ويكفيني أن سيادة الرئيس
كان قد وعدني شخصيا بأن يكون أحد المعينين في مجلس النواب ضمن من يعينهم رئيس
الجمهورية شخص ذو إعاقة وفعلا تم اختيار
السيد المحترم / خالد حنفي وهو كفيف من ضمن هؤلاء المعينين لأول مرة في التاريخ
بالإضافة لوجود ثمانية معوقين تحت قبة البرلمان بفضل الله والإصرار على أن يكون
هناك من يمثل المعاقين في انتخابات مجلس النواب وهذا ما تم فعلا ولم يتم قبله على مستوى العالم
لأن كل برلمانات العالم ليست بها معاقون وحتى الدول المتقدمة فيتم تعيين واحد أو اثنان
وليس بالانتخاب ولكن أصبح عندنا في مصر معاقين منتخبين ومعاقين معينين
* سافرت ودرست في فرنسا وهولندا وزرت العديد من الدول المتقدمة هل أعجبت
بأي شيء يخص المعاقين هناك ؟
** لا تقارن بين مصر وفرنسا وهولندا أو أي دولة متقدمة وحتما مع الإصرار
والعمل سيأتي يوم وسنكون فيه على مستوى عالي جدا من التقدم .
*لنترك السياسة والعمل والمناصب جانبا ونتحدث عن شعورك وأنت تقبل الحجر الأسود
أو ( الأسعد ) منفردا وأخذت وقتك الكافي وفزت بما لم يفز به غيرك ؟
** ذكرتني بأجمل لحظات عمري فبعد تقديم استقالتي أراد الله تعالى أن أحصل على تأشيرة
الحج وبفضله تعالى كان الحج كاملا على نفقتي الخاصة ويشهد الله على صدق كلامي
وكان أول يوم لي كان يوم الجمعة وبعد صلاة المغرب أردت أن أقبل الحجر الأسعد
وأثناء توجهي إليه وجدت بعض الحراس يمدون يدهم لي ويفسحون الطريق أمامي
تماما حتى أصبحت وحدي أمام الحجر وقبلته ودعوت الله ولم أكن أعلم أن هناك تصوير
قد تم وللعلم لم يكن هناك أي اتصال بيني وبين حكومة السعودية ولم أكن أحج كمسئول مصري
وحدث هذا دون ترتيب ولا وساطة وفوجئت بشقيقي يتصل بي ويخبرني أنه رآني وأنا أقبل الحجر
الأسعد وحدي فسألته عن النقطة الأساسية وهي كيف للمصور وهو لا يعرفني ولا يعرف
موعد دخولي للحرم أن يحصل على هذه اللقطة إلا إذا كان ذلك بفضل الله .
( على قناة المحور مع الإعلامية إيمان الحصري برنامج 90 دقيقة تمت مداخلة هاتفية
من وزيرة التضامن حيث علقت على اعتراض الدكتور حسام المساح على صدور القرار
رقم 1658 لسنة 2014 الذي يقضي بأن تصبح تبعية المجلس القومي لشئون المعاقين
خاضعة لوزارة التضامن بدلا من رئاسة مجلس الوزراء فطلبت الوزيرة من المذيعة أن
توضح لها كلام د حسام مما أثار غضبه وكان الغضب ليس لشخصه وإنما لأنه يمثل
حوالي 13 مليون معاق في مصر
فقال : إن العالم كله يفهم كلامي عدا وزيرة التضامن .
إذا كانت لا تفهم كلام حسام فكيف تفهم المعاقين هل ستحضر لهم مترجمين؟
الموضوع ليس شخصي بيني وبينها أنا هنا أتحدث عن 13 مليون معاق .؟
أول مرة فى التاريخ المصرى أصبح للاشخاص ذوى الاعاقة والذين يمثلون 12 مليون
نسمة من سكان مصر قوة وحضور فى دستور 2013 الجديد
وأصبحت لهم احدى عشرة مادة واضحة وصريحة، منه
ا المادة53: المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة،
لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة،
أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر،
وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كل أشكال التمييز..
وبذلك تضمن لهذه الفئة الحقوق والحريات وتوفير فرص العمل وتمكنهم من
المساواة مع غيرهم ودمجهم فى التعليم ،أيضا المادة 60: الخاصة بالأطفال
تم وضع فقرة خاصة برعاية الطفل ذوى الإعاقة،
والمادة 37 : الخاصة بالتمييز نصت على عدم التفريق بين المواطنين على أساس عدة أمور منها الإعاقة،
بالإضافة إلي المادة:39 الخاصة بحالات القبض على الأشخاص أقرت توفير مساعدة قضائية
ومترجم إشارة وخبير نفسي
المادة 81 تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة
والأقزام صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا ، وتوفير فرص العمل لهم
مع تخصيص نسبة منها لهم ، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم
وممارستهم لجميع الحقوق السياسية ، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين.
" />