صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9807 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| موضوع: نبي الرحمة و التواضع 12/4/2010, 16:54 | |
|
نبيُّ الرحمة والتواضع
الدكتور عثمان قدري مكانسي
تعال معي ننظر بعين البصيرة لا البصر ولا نملك إلا هذا إلى سيّدَيْنَا العظيمين ، أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآخر جبريل رسولُ الله إلى رسول الله ، صلى الله على جبريل . . فإني أحبه رغماً عن اليهود الذين يكرهونه لأن قلوبهم ملئت حقداً وكرهاً لسيد الملائكة الجليل . هذا رسول الله ، وجبريل معه يتدارسان القرآن ويتجاذبان أطراف الحديث ، قرب الكعبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا جبريل ، والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سفّةٌ من دقيق ، ولا كفٌّ من سَويق )) . فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدَّةً من السماء أفزعته وكانت مجلجلة ، ظنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله أمر القيامة أن تقوم ، فتضعضعت السماء . فقال جبريل مهدئاً من روعه ومسكِّناً خوفه : لا . . إنه ملك نزل من السماء ، لم ينزل منها منذ خلقه الله تعالى . ونظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عظيم خلقته وجليل صورته وهو يدنو منهما ، فملأ عينه ، وسبّح خالقه ، فلما وصل قال لهما : (( السلام عليكما ورحمة الله وبركاته ، وهذا سلام المسلمين منذ خلق الله تعالى آدم في الجنة ، - فردّا عليه السلام بأحسنَ منه : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه . . . فلما تمكن واقفاً التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إن ربّك يقرئك السلام ، ويقول سبحانه : إنه عزّ شأنه سمع ما ذكرت ، فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض ، وأمرني أن أعرض عليك أن أسَيّر جبال تِهامة زمُرُّداً ، وياقوتاً ، وذهباً ، وفضّة ، وأمرني أن أجعلك إن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً . إن الفطرة لتدعوه أن يختار النبوّة مع العبوديّة ، فأعلى مراتب الإنسان العبوديةُ لله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ) [ الإسراء : الآية 1 ] ونظر إلى جبريل يستشيره ، فرآه يوحي إليه : أن تواضَعْ . فالتواضع يرفع صاحبه في عليِّين ، ومن تواضع لله رفعه . إن للمُلْك حظاً في النفس ورغبة في الاستعلاء ، وشعوراً بالعظمة وإحساساً بالفوقيّة على مَنْ حوله ، وإن في العبودية تواضعاً للآخرين ، وقدرة على الدخول إلى نفوسهم والتباسط معهم ، واكتساب قلوبهم وتحمل أذاهم والصفح عنهم . فقال صلى الله عليه وسلم : (( بل عبداً رسولاً ، أشبع يوماً فأشكر الله ، وأجوع يوماً فأحمَد الله ، إنما أنا عبد ، والله يحب أن يراني في مقام العبودية ، متذللاً له ، ضارعاً إليه ، مقبلاً عليه ، لا أصلح للدنيا ولا تصلح لي . . . يا الله ما أعظم هذا الرسول الكريم ! تأتيه الدنيا صاغرة ويدفعها عنه ، فقد دخل عليه عمر رضي الله عنه فرأى الحصير قد أثرَّ في جنبه صلى الله عليه وسلم ، فيبكي عمر فيسأله المصطفى : (( ما يبكيك يا عمر ؟ )) فيقول : هذا هرقل وذاك كسرى حيزت لهما الدنيا ، يتنعمان بها ، وأنت رسول الله يؤثر هذا الحصير في جنبك !! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم منبهاً إلى حقارة الدنيا عند الله تعالى وهوانها على المؤمن : (( فوالذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء . . يا عمر أما يرضيك أن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة ؟ )) . ومات هرقل وكسرى مذمومَيْن ، ولا يُذكران إلا حين يتحدث الناس في العظات والعبر ويتعوذون من مصيرهما ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيذكر في كل لحظة ، آناء الليل وأطراف النهار ، بكل حب وإجلال وتقدير ، اسمه مقرون باسم الله تعالى في الأذان وفي الإقامة ، وفي كثير من آيات القرآن ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) ( الجن 19 ) ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ) ( الكهف 1) (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) (الأنفال من الآية 41)
فهل هناك أعظم وأجلُّ من هذه المكانة ؟!! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجه حين طلب الماء قالوا : انتظر يا رسول الله قليلاً يأتِ ماء زمزم فتشربه وكان في عَرَفةَ فإن الماء هنا يخوض الناس فيه ، فقال : (( لا حاجة لي فيه . . اسقوني مما يشرب الناس )) فهو على بركته صلى الله عليه وسلم يبعث إلى الماء الذي يشرب منه المسلمون يرجو بركتهم . . يا سبحان الله . . رسول الله يرجو بركة المسلمين . . آمنتُ أنه سيد البشر الشفيع المشفَّع في المحشر . بل إنه صلى الله عليه وسلم يجلس إلى قصعته بين الناس جاثياً على ركبتيه ويبدأ الطعام مع أصحابه ، فيقول له أعرابي : ما هذه الجلسة ؟ إنها لم تعجبه ولم يرضها للرسول الكريم . فيقول عليه الصلاة والسلام : (( إن الله جعلني عبداً كريماً ، ولم يجعلني جباراً عنيداً )) . وما أقربه صلى الله عليه وسلم إلى قلوبنا وقلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة . فأذن له ، وقال له : يا أخي عمر لا تنسني من دعائك . فيناديه باسمه ، ويتقرب إليه بلفظ يا أخي ، ويسأله أن يشركه بالدعاء ، وهو منقذ البشرية وهاديها إلى الصراط المستقيم . ولم لا يقول ويفعل وهو مَنْ تَواضَعَ ولَطُفَ ؟ ، وهو الذي يعلِّمنا في حديثه الشريف : إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا ينبغي أحد على أحد . تواضع لربِّ العرش عَلّكَ تُرفَعُ فما خاب عبدٌ للمهيمن يخضع وداوِ بذكر الله قلبك إنه أجل دواءٍ للقلوب وأنفع
|
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13230 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: نبي الرحمة و التواضع 20/4/2010, 04:22 | |
| بارك الله فيكم أخونا الكريم جزاكم الله خيراً بما قدمتم وشكرا لسيادتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13230 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: نبي الرحمة و التواضع 20/4/2010, 04:23 | |
| بارك الله فيكم أخونا الكريم جزاكم الله خيراً بما قدمتم وشكرا لسيادتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال |
|