دمعي عليك يا أقصى، فهل ستجدي عني الدموع ، دمعي عليك فهل سيحرر الدمع شبراً أو يفتح أرضاً ، دمعي عليك فهل سيشفي دمعي جريحاً أم سيعيد شهيداً ، أم سيسكن مشردا !!
دمعي عليك يا أقصى، في زمن عز فيه الدمع ، دمعي عليك يا قدس، دمعي على حرماتك ، دمعي على مقدساتك ، دمعي على مواطنيك وساكنيك ، دمعي على المشتاقين إليك والممنوعين منك ، دمعي على المحاصرين والمضطهدين ، دمعي على المطرودين والمبعدين ، دمعي على مقدسات انتهكت ،ومساجد دنست ، ومحرمات نجست ، دمعي على دماء أريقت ، وعفة انتهكت ، فلتهطل يا دمعي ، فأنت اليوم على الأقصى..
دمعي من أنفاق تحتك تحفر ، دمعي من حصار حولك يشدد ، دمعي من منع المصلين أن يصلوا فيك ، دمعي من انتهاكات يهودية لحرمك وقدسيتك ، دمعي من أخو القردة والخنازير ينتهكك ويبول فيك ، دمعي من أمة إسلامية ، تمثل دور الشاهد الصامت وتتفرج عليك ..
هل ستعذرنا بدموعنا يا أقصى، وحتى دموعنا قد عزت علينا فهل ستعذرنا ، أرجوك لا تطل عتابك علينا ، فنحن في شغل عنك ، وأبناء جيلي في شغل عنك ، أما أموالهم فتصرف على سياراتهم ومتعهم وسخافاتهم ، وأما أوقاتهم فتصرف على المباريات ومتابعة التفاهات ، وأما اهتماماتهم ، فهي مصبوبة على من فاز بالأمس ؟ وما آخر إنتاج الفنان فلان ؟ وما آخر أغنية للساقطة فلانة ؟ ومنهم من هو مشغول بدراسته ، والآخر مشغول بمستقبله وزواجه ، وتركوك وحيداً يا أقصى ، تركوك لوحدك تواجه الظلم والإذلال ، لوحدك تواجه التهويد والاستحلال !!
حتى أقلام بعضنا قد شغلت عنك ، فقلم مشغول بتحليل مبارة مصر والجزائر ، وقلم منشغل بمتابعة الوسط الفني ، وآخر بمهاجمة أحكام الدين ، ورابع يطالب بحق النساء بالتعدد كما هو حق للرجال ، وخامس يهاجم عالم دين بسبب جنسيته ، وللأسف كلهم في السفه والتفه غارقون ، وعنك وعنك قضيتك لاهون !!
أي عذر سنقدمه لك يا أقصى، وقد كدنا ننساك ، نعم بل بعضنا يرى أن متابعة أخبارك من الترف الذي لا طائل منه ، وأن البحث عن إنقاذك غير مجدي ، فالحصار تم والسرقة تمت والمخطط يسير كما هو مخطط له ، وكل شيء في وضح النهار !!
أيا أقصى، ألم يدري أولئك التفهة ، أنك أول القبلتين وثالث الحرمين ، أم لم يعلموا ببركتك وفضلك ، وبإسلاميتك ، ألم يعلموا بأحقيتنا بك ، أم لم تصل إلى أسماعهم أخبار سرقتك وانتهاكاتك ، أما دروا أن مفاتيح بواباتك أخذت أيام الحرب على غزة ، ألم يعلموا أن إخوان القردة والخنازير يريدون تقسيمك في 2010 ، بحيث يصبح نصفك لنا ونصفك لهم ، ألم يشغل ذهنهم كل هذا ؟ أم أن غرقهم في غيهم قد أصمهم وأبكمهم ؟
يا أقصى، قد حان موعد إشعال سرجك بالدماء ، قد حان موعد إشعال سرجك بالأرواح والأنفس ، ولكن بحالنا الآن لا نستطيع ، وتقصيرنا يكبلنا عنك ، فمن لا يلبي حي على الفلاح لن يلبي حي على الكفاح ..
أرجوك لا تيأس منا يا أقصى، نعم لا تيأس منا ، فما يزال الخير في هذه الأمة ، وما يزال الأمل معقود فينا ، وإن قصر أبناء جيلي عن نصرتك ، فأعدك أن نرضع أبنائنا حبك ، وأن نرضعهم الشوق إليك ، وأن نخبرهم بقصة اغتصابك ، ونعدك أن يكونوا في مقدمة الجيش الفاتح لك ، (وما ذلك على الله ببعيد) ..
مع كل دمعي وأسفي واعتذاري يا أقصى