الحل السحرى للفقر)1(

موضوع: الحل السحرى للفقر)1( 28/3/2010, 21:18

أ.

زكاة المال :
وهي ركن من أركان الإسلام يمثل الحد الأدنى المحدد الثابت المفروض في أموال أغنياء المجتمع ليرد على فقرائهم وبقية الأصناف الثمانية التي ذكرتها الآية (60) من سورة التوبة التي بينت في آخرها أنها فرض واجب. قال - تعالى - : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليمٌ حكيمٌ } [التوبة :60]. وقد جاء في الحديث المتفق عليه الذي رواه ابن عباس - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أرسل معاذا على اليمن وبعد أن أمره بدعوتهم إلى التوحيد ثم الصلاة قال له : « فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم » رواه البخاري
فتعد الزكاة من أهم الموارد التي تستحق بشروطها الأقارب والأرحام في قول الله - تعالى - (والجار ذي القربى والجار الجنب) النساء : 36. لتؤكد حق الجار في الإحسان إليه.
كما ورد في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر وعائشة - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه » رواه البخاري,
قال تعالى:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
وقد اختلف العلماء في تفسير الفقراء والمساكين الوارد ذكرهم في آية مصارف الزكاة، وخلص الدكتور يوسف القرضاوي إلى أن مستحق الزكاة من الفقراء والمساكين أحد ثلاثة:
(أ) من لا مال له ولا كسب أصلا. (ب) من له مال وكسب لا يبلغ نصف كفايته.
(ج) من له مال أو كسب يسد نصف كفايته، ولكن لا يجد تمام الكفاية.
والمراد بالكفاية عند المالكية والحنابلة كفاية السنة، وعند الشافعية كفاية العمر 0
والرأي الغالب عند الفقهاء هو إعطاء الفقير والمسكين ما يكفيهما تمام الكفاية دون تحديد بقدر معين من المال، استنادا إلى أن مقصود الشارع هو القضاء على الفقر والعوز، كما في حديث قبيصة بن مخارق الذي أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- طالبا للمعونة في حمالته فقال له: "‏إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَصْلُحُ ‏-وَقَالَ ‏مَرَّةً حُرِّمَتْ-‏ ‏إِلا فِي ثَلاثٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ ‏حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ ‏وَفَاقَةٌ ‏حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنْ ‏ذَوِي ‏ ‏الْحِاجَة ‏مِنْ قَوْمِهِ، ‏وَقَالَ ‏ ‏مَرَّةً: رَجُلٍ أَصَابَتْهُ ‏فَاقَةٌ ‏أَوْ حَاجَةٌ ‏حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ ‏أَوْ يَكَلَّمَ ‏ ‏ثَلاثَةٌ مِنْ ‏ذَوِي ‏ ‏الْحِاجَة‏ ‏مِنْ قَوْمِهِ ‏أَنَّهُ قَدْ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ ‏أَوْ ‏فَاقَةٌ ‏إِلا قَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ ‏ ‏قِوَامًا ‏مِنْ عَيْشٍ -‏أَوْ ‏ ‏سِدَادًا ‏ ‏مِنْ عَيْشٍ-‏ ‏ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ ‏جَائِحَةٌ ‏اجْتَاحَتْ مَالَهُ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ ‏قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ‏أَوْ ‏سَدَادًا ‏مِنْ عَيْشٍ ‏ثُمَّ يُمْسِكَ، وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْمَسْأَلَةِ ‏سُحْتٌ ".ووجه الدلالة هنا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جوّز المسألة حتى يصيب صاحب الفاقة قواما من عيش؛ أي يجد ما يكفي حاجته، وقد قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين أوصى عماله على الصدقة: "إذا أعطيتم فأغنوا، كرروا عليهم الصدقة وإن راح على أحدهم مائة من الإبل".

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 28/3/2010, 21:19

- الزكاة تضمن توزيع العائد الاقتصادي، وتحقيق العدالة الاجتماعية حتى لا يكون المال متداولا بين الأغنياء فقط {كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} (. يقول الدكتور أحمد مجذوب: "الزكاة هي أداة التوزيع الأساسية في النظام الإسلامي، ولضمان استمراريتها والدقة في تنفيذها جعلها الله تعالى أحد أركان الدين حتى لا تُترك للقرارات الاقتصادية والظروف الاجتماعية والأهواء الشخصية، وهي بهذا تتميز بالاستمرارية وعدم الانقطاع؛ لأنها حق ثابت في المال يجب إخراجه عند استيفاء شروطه".
والزكاة بهذا لا تحارب الفقر بمعونة مؤقتة أو دورية، وإنما بوسيلة وقائية توسع فيها دائرة التمليك وتكثر عدد الملاك؛ "ذلك أن هدف الزكاة إغناء الفقير بقدر ما تسمح به حصيلتها، وإخراجه من دائرة الحاجة إلى دائرة الكفاية الدائمة، وذلك بتمليك كل محتاج ما يناسبه ويغنيه كأن يُملَّك التاجر متجرا وما يلزمه ويتبعه، ويُملَّك الزارع ضيعة وما يلزمها ويتبعها، ويُملَّك المحترف آلات حرفته، وما يلزمها ويتبعها؛ فهي بهذا العمل تعمل على تحقيق هدفٍ عظيم: هو التقليل من عدد الأجراء والزيادة من عدد الملاك".
3- الزكاة تعمل على تخصيص الموارد الاقتصادية وتوزيعها بين مجالات الاستثمار المختلفة الاستثمارية والاستهلاكية للقطاع العام أو الخاص للجيل الحاضر أو المستقبلي على المدى الطويل.
ومن أهم آثار الزكاة على تخصيص الأموال ما يلي:
أ. الأثر المباشر في تخصيص الموارد: فمصارف الزكاة الثمانية تتوزع بين مجالات الضمان الاجتماعي (الفقراء والمساكين وابن السبيل) والنشاط العسكري (في سبيل الله)، وتأمين النشاط الإنتاجي والتعامل الائتماني (الغارمين)، والنشاط الدعوي (المؤلفة قلوبهم) ونحوه.

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 28/3/2010, 21:20

الأثر غير المباشر في تخصيص الموارد، وذلك على النحو التالي:
- أثر الزكاة على الاستهلاك : فالمعلوم أن الفقراء ذوو ميل حدي عال للاستهلاك، والأغنياء ذوو ميل حدي منخفض للاستهلاك، والزكاة تعمل على زيادة الطلب الاستهلاكي لأنها تؤخذ من الفئات ذات الميل الحدي المنخفض للاستهلاك وتعطى للفئات ذات الميل الحدي العالي للاستهلاك، وهذه الزيادة تنعكس على العرض؛ حيث يتحرك ليسد الفجوة في الإنتاج, ولكن الزيادة المتوقعة تكون لزيادة إنتاج سلع الاستهلاك الضروري التي يستخدمها الفقراء والمساكين - أثر الزكاة على الادخار : إن اهتمام الدول بالزكاة وتحصيلها من كل الأموال الخاضعة لها سيرفع حصيلة الزكاة، وسيعالج مشاكل الفقراء والمساكين، وسيساهم في مصروفات الأمن والدفاع، وبالتالي سيكون له أثر مباشر في توفير الإيراد العام (الذي هو ادخار إجباري) لتستفيد منه الدولة في تمويل النفقات التي لا يمكن تمويلها من حصيلة الزكاة.
4- الزكاة تشجّع على الاستثمار لأنها تجب في المال المرصود للنماء بالفعل كالحيوانات التي تنمو وتلد، والأرض التي تُزرع وتُحصد، والمرصود للنماء بالقوة كالدراهم والدنانير.. فالزكاة تُجبر صاحب المال على ألا يترك ماله مخزنا معطلا عن الاستثمار، وإلا صار في تناقص مستمر كما في الحديث "ألاَ مَن ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة" 5- الزكاة تحريك للنمو الاقتصادي، وبناء للموارد البشرية؛ لأنها حرب على العطالة والتسول.. فمن أموالها يمكن إعطاء القادر العاطل ما يمكنه من حرفته من أدوات أو رأس مال، ومنها يمكن أن يدرب على عمل مهني يحترفه ويعيش منه، ومنها يمكن إقامة مشروعات جماعية يشتغل فيها العاطلون، وتكون ملكا لهم بالاشتراك، كلها أو بعضها
6- الزكاة أداة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي: إذ تعتبر أداة للاستقرار الذاتي؛ أي الأساليب الكامنة في النظام المالي، التي تؤدي إلى حدوث فائض أو عجز بحسب الظروف الاقتصادية، ودون تدخل من الدولة باتخاذ إجراءات مالية من شأنها إحداث ذلك، انطلاقا من ثبات معدلها والنصاب المفروضة عليه؛ فحصيلة الزكاة تعكس الحالة الاقتصادية السائدة، وتتقلب هذه الحصيلة ارتفاعا وانخفاضا مع تقلبات الدخل من غير أن يكون لهذه التقلبات أثر في الجباية، كما يمكن استخدام حصيلة الزكاة المتجمعة كسياسة مالية تقديرية مثل ما تستخدم المدفوعات التحويلية أو برامج الإنفاق الحكومي الشامل.
7- الزكاة تعمل على توفير الإدارات والبيانات اللازمة لأجهزة التخطيط والتنظيم: فالمعلوم أن مباشرة الدولة لجباية الزكاة وتوزيعها تؤدي إلى توفير جهاز إداري ذي كفاءة عالية وشبكة اتصالات قوية يحيط بكل الأموال التي تجب فيها الزكاة من زروع وثروة حيوانية وركاز في كل الأقاليم والمدن والقرى، ويحيط كذلك بأحوال المواطنين الأغنياء والفقراء، ويلم بالكثير من الإحصاءات.

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 29/4/2010, 22:59

موضوع قيم استاذ محمد

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 12/5/2010, 19:00

موضوع رائع وحقثا هو الحل السحرى

للخروج من أزمة الفقر

شكرا لأستاذنا الحبيب

محمد بك عبد القوى

على الموضوع الرائع

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 22/6/2010, 18:46

شكرا للاستاذ سمير فوزى لمروره الكريم الذى انار متصفحى

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 18/8/2010, 04:03

مشكور محمد بك وجزاك الله كل خير

موضوع: رد: الحل السحرى للفقر)1( 6/9/2010, 11:12

» سلسلة الينابيع..الخاتم السحرى.
» "القناع السحرى" أحدث وسيلة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم
» (الإستعباط هو الحل!)
» لقينا الحل
» الحل والحرب لهيكل