1. لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا
ما أعظم ذلك الداعية الصادق التقيَّ النقيَّ.. الذي امتلأ قلبه بحُبِّ مولاه.. وتعظيم شعائره.. فهو يدعو إِلى الله بكلِّ ما يملك.. ولا يريد من أحدٍ من الناس ثناءً ولا مدحاً ولا تقديراً ولا شهادة شكر، هو يريد: « رضا الله عنه »
فهمّهُ الأكبر أن يُحقِّقَ رضا الله، وهو يسعى دائماً إلى تحقيق تلك الغاية، نعم، إنه ليس فقيراً إلى مدح الناس وثناءهم، ولا ينتظر منهم شكراً لِعَمَلِه، بل يريد أن ينال الشكر الإَلهي له: ? إِن ربنا لغفور شكور ?.
إِن من أسماء الله تعالى: ( الشكور ).. فهو يشكر اليسير من العمل ويُضاعفه بلا عددٍ ولا حسبان.. وذلك الداعية يستحضر ذلك الاسم الإِلهي بعد فراغه من عمله الدعوي، فعندما ينتهي يقف مع نفسه ويتساءل ؟
هل أنا ممن نال الشكر الربَّاني، فهو خائفٌ من الحرمان من الله، ويرجو رحمة ربه، إِن شأن ذلك الداعية شأنٌ غريب، ويُتعب نفسه، ويُنفق ماله، ويكدح ليله ونهاره، وأمام عينيه اسم ( الشكور ).
ما ظنكم بشعوره ؟ ما ظنكم بخواطره ؟ وهو يلتمس الأعمال التي يفوز عليها بالشكر من الله تعالى
2. . والذين هم عن اللغو معرضون
في واقع الحياة تصادف أقواماً « لا حياء لهم » فترى الواحد منهم « بذيء اللسان » « عديم المشاعر » « سيئ العشرة ».
وتتفاجأ به وهو يحدثك بكل « جفوة » وينظر إليك « بكل قسوة »، فحينها لابد أن ترتدي لباس « الغفلة » وتلتحف بالحلم.
فوصيتي إليك: أعرض عن هذا، ولا تلتفت إليه ودعه ينبح كما يشاء، ولو وصل صوته إلى الفضاء.
وهذا تاريخ الأنبياء يرسم لك منهج « الإعراض عن السفهاء » وعدم إضاعة الوقت في سماع « كلامهم ».
والأدب الرباني لنا أن نلتزم بهذه النصوص {.. وإذا مروا باللغو مروا كراماً..} {.. وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه..} {.. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً..} واعلم ـ رعاك ربي ـ أن عندك هموماً أعلى، وأعمالاً أغلى من الالتفات إلى هؤلاء الأغبياء "
فانطلق في ( أهدافك ) وحقق ( إنجازاتك ).
"3. وقولوا للناس حسناً
إنه توجيه من الرحمن الرحيم، إنه أدب نبيل وخلق جميل....
إنه "اللسان" صغير الحجم عظيم الشأن ما أجمل عندما تخرج منه الكلماتالجميلة الهادئة وما أحسنه عندما ينطلق بالعبارات الصادقة وما أروعه حينما يكونمصدر الحب والاحترام...
"وقولوا للناس حسناً"
إنه خطاب للجميع بأن يختارواأجمل الألفاظ وأحسن الكلمات حينما يتحدثون فيما بينهم. وفي الآية الأخرى ("وقللعبادي يقولوا التي هي أحسن ") أي أجمل وأفضل.
إننا نحتاج إلى اختيار أحسنالكلمات:
مع الوالدين حينما نخاطبهم ونناديهم("وقل لهما قولاًكريما ).
• ونحتاج هذا الخلق عندما يتعامل الزوجان فيما بينهم، فلا تجريحولا تحطيم للمشاعر.... و"خيركم خيركم لأهله.
• ونحتاج إليه في حوارنا وحديثنا معالناس فنختار "أجمل العبارات " و"أصدق الألفاظ.
• ونحتاج إليه عندما نمارسالدعوة إلى الله وذلك عندما ننتقي أحسن الكلمات في خطابنا مع الناس ("فقولا لهقولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ).
• أيها الأحبة: إن الكلمة الطيبة صدقة، وهييسيرة على من يسرها الله عليه.....
• إننا في بعض الأحيان نستخدم "كلمات قاسيةوجارحة"مع أننا نستطيع أن نضع بدلها "كلمة هادئة".
• إن الكلمات مجموعة حروف،ولكنها قد ترفعك عند الله وعند الناس، وقد تهوى بك إلى الجحيم والنيران......
• إنني أوصيك بأن تختار "كلمات جميلة "لتكون في "ميزان حسناتك" (" اقرأ كتابك).
• واعلم أخي وأنت يا أختاه أن المجاهدة علىحفظ اللسان وإصلاح المنطق من الأعمال التي يحبها الله تعالى (" والذين جاهدوا فينالنهد ينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ") إنني أتمنى أن يصبح كل واحداً منا حريصعلى اختيار الكلمة قبل إخراجها........وهذا دليل التقوى ("والله يحبالمتقين ).