كنت واقف فى البلكونة شوية بعد الفجر .. لقيت ولد صغير أول مرة أشوفه فى الشارع بيلتفت يمين وشمال مثله مثل اللص تماماً ... فرجعت قليلاً بجسدى حتى أراقبه ولا يرانى ... ثم اختفى لعدة دقائق وجاء بعدها يحمل جردل وبه ماء وبدأ غسيل السيارة الخاصة بالجيران ... وبينما هو يغسل السيارة فرآنى ، فوجدته مرتبكاً وأنهى غسيل السيارة بسرعة ثم مشى ... وبعدها بيومين جاء مرة أخرى وكنت أقف فى البلكونة فى نفس التوقيت وبدأ يغسل السيارة ... فجائتنى فكرة أن أكلمه لكى يغسل سيارتى ... فنزلت وطلبت منه غسيل سيارتى ، فقال لى أعتذر !!! .. فقلت له لماذا ؟!! .. قال لى أنه يغسل ثلاثة سيارات فقط بعد الفجر وقبيل شروق الشمس حتى لا يراه أحد !!! .. فقلت له لماذا أيضا ؟!! فقال لى أن والده متوفى وأمه موظفة ومريضة ولا تريد له أن يعمل ، فهو يغسل السيارات دون علمها حتى لا يكلفها مصروفاً له !! .. فقلت له فى أى صف دراسى أنت ؟! : قال فى الصف الثالث الابتدائى التجريبى لغات !!! وبدأت أتحدث معه الإنجليزية فوجدته جيد فيها ... فقال لى آخر شهر أقوم فيه بالعمل هو شهر سبتمبر ثم أتفرغ للدراسة فقط .. وقال لى أنه يحصل على قيمة 40 جنيه للسيارة الواحدة يعنى 120 جنيه للثلاثة سيارات فى الشهر !!! .. ويعمل أربعة شهور فقط !!! وهذه الأموال التى يدخرها هى قيمة مصاريفه طوال العام الدراسى !! ... عرضت عليه بعض المال فرفض بشدة !! وقال لى أنا مش بشحت .. شكراً جزيلاً ... طلبت أعرف عنوانه : فقال لى آسف .. إحنا مستورين الحمد لله لكن أنا عايز أساعد ماما .. والله كادت عيناى أن تدمع ... ثم انتهى من غسل السيارة واستأذن فى الإنصراف ...
حقيقة .. هناك أقزام فى هيئة الرجال بجوار الطفل الرجل ..
__________________________________________
منقول