أفادت دراسة طبية حديثة اجراها باحثون فنلنديون أن التدخين السلبي يضر بالاوعية الدموية لدى الاطفال والمراهقين مثل البالغين، ورغم ان شرايين الدم "أسمك" لدي المراهقين في السن الصغيرة .وقد أجريت الدراسة علي 494 طفلا تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة كانوا يشاركون في بحث عن أمراض القلب، وقاس الباحثون مستويات الكوتينين -وهي مادة تنتج عن التحول الكيميائي الذي يحدث للنيكوتين في الجسم- بعد أن يستنشق الفرد الدخان المنطلق من شخص اخر مدخن.وقسم الباحثون الاطفال الي مجموعات احداها تشمل الاطفال الذين لديهم نسبة عالية من الكوتينين في الدم والثانية بها مستويات متوسطة والثالثة بها مستويات منخفضة، واستخدمت الاشعة فوق الصوتية لقياس سمك الاورطى والشريان السباتي في العنق، وقد وجد ان جدار الشرايين يبدو أسمك لدي المراهقين عند الفحص بالاشعة فوق الصوتية والتي اثبتت تضررها بسبب تصلب الشرايين.وذكر فريق كاليو في دورية (نوعية أوعية القلب والنتائج) "Cardiovascular Quality and Outcomes" أن الاطفال الذين كانت لديهم أعلى نسبة من الكوتينين في الدم كان جدار الشريان السباتي لديهم أسمك بنسبة سبعة % في المتوسط عنه لدى الاطفال الذين لديهم مستويات أقل من هذه المادة، وكان شريان الاورطي لديهم أسمك بنسبة ثمانية %.
واكدت الدكتورة كاتاريينا كاليو من جامعة توركو في فنلندا والتي قادت الدراسة في بيان الثلاثاء ان اختبارا قياس مرونة الشرايين في الذراع وهو قياس اخر يكشف مدى صحة الاوعية الدموية ومخاطر الاصابة بأمراض القلب، وكان المقياس أقل بنسبة 15 % لدى المراهقين الذين لديهم أعلي مستويات من مادة الكوتينين.
كما أظهرت قياسات الكوليسترول مستويات غير صحية بين الاطفال الذين تحمل دماؤهم اثار التدخين. وقالت كاليو "هذه النتائج تشير الي أنه يجب ألا يتعرض الاطفال لدخان التبغ علي الاطلاق... حتى التعرض البسيط لدخان التبغ قد يضر بالاوعية الدموية".واكدت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ورابطة القلب الامريكية ان التدخين السلبي يتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 46 ألف أمريكي بأمراض القلب سنويا.
وتتوقع المؤسسة العالمية لامراض الرئة والجمعية الامريكية لمكافحة السرطان أن يفضي تدخين التبغ لموت ستة ملايين شخص العام القادم نتيجة أمراض السرطان والقلب والرئة وغيرها وأن تبلغ التكاليف الطبية المباشرة لعلاج الامراض الناجمة عن التدخين 500 مليار دولار سنويا.