دراسة تحليلية .. ورؤية فنية

موضوع: دراسة تحليلية .. ورؤية فنية 27/2/2010, 07:52

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك اأنت العليم الحكيم

صدق الله العظيم

الأخوة والأخوات الأعزاء

أستاذى الفاضل االشاعر / الشريف على الدين

اسمحوا لى أن أضع بين أيديكم

دراسة تحليلية ورؤية فنية لعملكم الأدبى

القصيدة مدينة للفتح

][][§¤°^°¤§][][ اهداء ][][§¤°^°¤§][][

الي من كانت المعني في كل ما مر من عمري

يشدني الحنين اليك ...ويهزني الشوق طربا

ادعوك وان تقتحمي كل اروقه حياتي

فهل تقبلين.....؟

مدينه للفتح

انطلقي...

اخترقي كل حدود الصمت

اقتحمي كل حصوني

انطلقي...

في شراييني واوردتي

انطلقي...

انتشري في كل دمائي

ازهارا

اشعارا

ومواكب

ها انا ذا ارفع راياتي البيضاء

مدني خاضعه مستسلمه

ها انا ذا افتح قلبي

ليغني الاطفال علي ابوابه

اغنيه للفتح

بين ايا ديهم با قات الورود

وشريطا ذهبيا مشدودا

افتتحي قلبي باسم الله

دون قتال

دون ادني استسلام

مدينه حب وسلام

*****************

كلمات الأستاذ الشاعر / الشريف على الدين طلعت

بسم الله أبدأ

((مدينة للفتح))

العنوان

حين قرأت العنوان استوقفنى امامه كما استوقف بالطبع جميع القراء

شعرت وان اقرأه أن هذه القصيدة ستحكى عن بطولة وفروسية أن شاعرنا

ينظم ابياتا فى فتح مدينة تاريخية

عندما عاودت النظر الى العنوان مرة اخرى (مدينة للفتح) حضر الى
خاطرى قصيدة فتح الفتوح لأبى تمام قصيدته البائية فى فتح عامورية

...ظننت شاعرنا على نهجها سينظم لنا فتحا تاريخيا اخر

ولكن ...وكعادته

تفاجئ قرائك بما هو مختلف

نجد فتح الفتوح يختلف الغزو هنا بارادتة صاحب المدينة وترحيب منه

وجدنا المدينة هى قلب الحبيب

والفاتحين جيش فرسانه واحد فقط

بل وجدناه فارسة تغزو القلب فى طلب من ملك المدينة

القصيدة

هى رسالة مقسمة إلى

مقدمة ...دعوة لفتح المدينة ... الفتح ...

رسم خطة المعركة.... استسلام المدينة ...الاحتفال بفتح المدينة

اولا: المقدمة

عندما نقرأ معا اول سطر من القصيدة نكتشف انها رسالة ملك المدينة

يدعو الفارسة ولكننا لابد ان نتوقف وقفة أخرى ...أننا هنا أمام خطاب

مختلف أن الفارسة معنى داخلى فى حياة شاعرنا معنى يعيش فى داخله

فى خلجات وجدانه فيقول لهذا المعنى مخاطبا إياها فى صيغة مبهمة لا يعرف ذاك المعنى وإلاها

الي من كانت المعني في كل ما مر من عمري

ثم يواصل الحديث مع ذلك المعنى حين يصف حاله بداخله

فيقول

يشدني الحنين اليك ...ويهزني الشوق طربا

ونجد ان القصيدة تحتوى على حركة فعلية قام الشاعر بتجسيد لذالك الحركة

وذلك يتضح فى قوله يشدنى يهزنى

وكـأن الشد والاهتزاز حسى وكأننا نره بينن قوة اللفظة

فحين نحلل معا معنى يشدنى يتضح لنا

شد فعل مضارع يدل على استمرار الجذب والشد

وله دلاله اخرى استمرار الإنجذاب الي الحنين فى حركة لا ارادية

وجعل هنا الفعل غير ارادى من فاعل معنوى وهو الحنين

وهو كان له عميق الأثر على المفعول وهو المحبوب

ويواصل الوصف حاله فى المعنى فيقول

ويهزني الشوق طربا

وحين ننظر سويا الى كلمة يهزني

نرى ان يهزنى فعل مضارع يدل على استمرار الفعل فى الاهتزاز

والكلمة يهزنى كلمة قوية تدل على قوة الفعل وعمق اثره والدليل على

عمق هذه اللفظة حين ذكرت فى القرآن الكريم

قال تعالى : (ترا انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تأزهم أزا)

والشاهد هنا : تأزهم أزا ..بمعنى تهزهم هزا ... وهى قوة الضراب فى

الحركة والسبب بالاتيان بهذه الاية لاوضح لكم دلالة تهزنى فى القصيدة

وقوة مردودها وايضا كما فى كلمة يشدنى نرى الفعل الهتزاز ...الفاعل

الحنين المفعول به الشاعر

وقد ووصف الشاعر الاهتزاز الذى اصابه من الشوق على انه اهتزاز قوى

لا يسبب الاضطراب انما هو اهتزاز يملأه الطرب والشوق فهنا الوصف يختلف

عن مدلول الاهتزاز وما يحمله من حركة مضطربة

فأحسن الشاعر هنا الاختيار والتجسيد

ثانيا : الدعوة للفتح

يدعو الفارسة دعوة صريحة بالغزو وكأنها دعوة رسمية من ملك المدينة بفتح تلك المدينة

فيقول

ادعوك وان تقتحمي كل اروقه حياتي

فهل تقبلين.....؟

ادعوك أن تقتحمى ... الاقتحام له دلالة فى قوة الدول إلى تلك المدينة اقتحام

شجاع دون تردد او تقهقر إلى الوراء ...هنا يشجعها ويشحذ عزيمتها

ويقويها ويعطى لها الأمر بالاقتحام دون تردد وكأنه يقول لها .. انا ملك

المدينة اقول لك اقتحمى ولا تخافى ولا تترددى

ويعود فيطرح السؤال

وكأن الشاعر لم يتأكد من عزم الفارسة على الفتح فيسألها فيقول

فهل تقبلين ؟

ولم ينتظر الرد والجواب منها وكانه عاد وفرض عليها الفتح

الفتح

ويقول لها وكأنه يشير بيديه الى امتداد الافق

فيقول لها ها هى مدينة الفتح

مدينه للفتح

انطلقي...

اخترقي كل حدود الصمت

اقتحمي كل حصوني

يقول لها المدينة امامك انطلقى الى مدينتى

اخترقى بكل قوتك مدينتى محطمة حدود الصمت فيها

اقتحمى حصون المدينة دون مقاومة منى

رسم خطة السيطرة على المدينة

لم يرهق الشاعر الفارسة فى وضع خطة للسيطرة فوضعها هو وقدمها ليها

فقال

انطلقي...

في شراييني واوردتي

انطلقي...

انتشري في كل دمائي

ازهارا

اشعارا

ومواكب

وضع لها اماكن السيطرة قال لها عليك بالانطلاق والسيطرة على هذه

المواقع شراينى... واوردتى

بل ورسم لها شكل السيطرة على تلك المواقع قال لها انتشرى

فى كل دمائى ازهار...اشعارا ومواكب

استسلام المدينة

نرى ان ملك يحدث الفارسة ويخبرها بالاستسلام

فيقول لها

ها انا ذا ارفع راياتي البيضاء

مدني خاضعه مستسلمه

فاجأ الفارسة ومعها القراء فى انها لسيت مدينة ولكنها مدن عديدة

ستفتحها واهم مدينة هى مدينة قلبه

ها انا ذا افتح قلبي

نجد الشاعر قد افصح عن مدينته وحدد موقها فمدينته هى قلبه

وحين قال هانا اذا افتح قلبى فى استسلام ورضاء

وصف الاحتفال بالفتح

ليغني الاطفال علي ابوابه

اغنيه للفتح

بين ايا ديهم با قات الورود

وشريطا ذهبيا مشدودا

يصف لها فرحته بهذا الفتح وان الاطفال ينشدون فى فرحة انشودة الفتح

ومعهم باقات الورد لاستقبال الملكة المتوجه على عرش تلك المدينة

ويصف لها انه احتفال رسمى بالملكة الفاتحة فقد شدوا شريطا ذهبى على

ابواب المدينة لتفتحها الملكة

ثم يعاود ملك المدينة ليقول لها فى فرحة بالفتح

افتتحي قلبي باسم الله

دون قتال

دون ادني استسلام

مدينه حب وسلام

ليفاجأنا الشاعر مرة اخرى ان المدينة

انه المتحكم فى الفتح وانه المخطط له وانه كان الفارس الذى اوهم

الفارسة بالاستسلام لفتح مدينته ولكنه بمكره ودهائه قد غزا مدينتها

فقد اوهمها انها المتحكمة فى الغزو والاقتحام ولكنه الفارس الخفى قائد

المعركة الذى يسير المعركة كما يشاء فجعلها تفتح مدينة قلبه بارادته

وتخطيطه وانها فعلت ما اراد فى تتويجها ملكة على قلبه

وبذالك قد وصل الى غاية المراد واخبرها ان مدينتها مدينة سلام

إذا

نجد شاعرنا ابدع اجمل الابداع فى فى الصور

1- انه جعل الفتح الى مدينة قلبه
2- الفارسة هى البطلة الفاتحة للمدينة وقائد المعركة هو الشاعر المحرك للمعركة من وراء الستار دون علم الفارسة
3- انه سيرها الى ماتريد موهما لها انها الفارسة المقتحمة للمدينة صورر لها حربا وغزوا يوهما بانها فارسة حقا
4- وحين دخلت مدينته اخبرها بأنها فتحت مدينة دون قتال منها
5- ودون استسلام منه فهو القائد لم يستسلم وانها كانت الخطة الخفية
6- انها صارت ملكة المدينة دون حروب
7- فنجد شاعرنا صور لنا حرب دون ضحايا ودون جيش جيشها فارسان
8- قد استخدم الاستعارات الكثيرة والصور الغزيرة حتى ظننا انها معركة تاريخية كبيرة ولكننا وجدناها معركة ازلية بين
الحبيب والمحبوبة

فى النهاية نصل الى

أن شاعرنا استدعى لنا الفارسة من زمنه البعيد حين يتبين لنا من خلال

صيغته فى مقدمة الرسالة يقول لها

إلى من كانت المعنى فى كل مامر من عمرى

نجده يستدعيها من الماضى ويتضح لنا ذلك فى الى من كانت فكانت فعل ماضى يدلل لنا انهما افترقا ويدعوها الى الفتح

استاذى الشاعر الشريف على الدين

شكرا لك على اتاحة الفرصة لى أن اضع رؤتى بين ايديكم

وأوضح قراءتى لقصيدتكم

» دراسة تحليلية .. ورؤية فنية
» دراسة تحليلية ورؤية فنية قصيدة أعذرينى للشاعر على الدين طلعت
» دراسة تحليلية ورؤية نقدية فى قصيدة مدينة للفتح
» دراسة عن الشعر النبطي - دراسة تحليلية وتاريخية
» رؤية نقدية و دراسة تحليلية فى قصيدة أبواب القدر