فى كل مرة يضطر لاستخدام ثقب أقرب إلى الطرف أو أبعد عن المنتصف ينزعج جدًّا، ثم لا يلبث أن يتأقلم مع حاله الجديد.
ثم لا يعجبة ذلك فهو بحاجة لان يتنفس فيلجا الى عمل ثقب جديد
ح تقولوا وتستغربوا هو بيتكلم فى اية انا
أصف بدينًا يكره بدانته،
ومع ذلك يتورط فيها أكثر وأكثر. أتحدث عن ثقوب الحزام الذى يلتف بصعوبة حول وسطه،
بعد أن كان فى رشاقة عارضى الأزياء ونجوم الرياضة. فباستثناء عدد قليل من البدناء بسبب مرض ما - شفاهم الله
- أجد هذا المثال هو الأفضل للحديث عن جانب آخر من الحكمة التى نُفَرِّطُ فيها كما نُفَرِّطُ فى اشياء كثيرة فى حياتنا.
انتشر الكرش الكبير الذى ينافس فى استدارته ذلك البالون القبيح المثبت فى البطن
نظر الى الصورة المثبتة فى
مدخل الشقة وجد صورة الفرح وعليه صورة العروسين.
غضب لما وصل الية
وقبل أن تغضب أو تغضبى منى،
أعتذر، وأعود للحكمة التى أنشدها من هذا المقال، حكمة مواجهة المشكلة فى بدايتها
. نهمل الجرام بعد الجرام، فتتكون الكيلوجرامات الدهنية، وتتخذ مواقعها الحصينة التى لا تُفَرِّطُ فيها بسهولة.
على نفس النحو تكونت العشوائيات: فى حياتنا.
كدت أنسى أكوام القمامة.. تنمو بنفس المنهج، منديل صغير بجوار الحائط على الرصيف تنضم إليه علبة سجائر، فعلبة عصير، فورقة الجرنال المزيتة التى بقيت من سندوتش الطعمية، فكناسة الرصيف التى جمعها كناس لا يفهم سببًا لكنس الرصيف من الأساس، وتظهر الأكياس الزاهية بألوانها السوداء والزرقاء والبيضاء والصفراء، تمزقها القطط والكلاب وبعض أطفال المدارس المجاورة، فى المرة الأولى التى رأينا فيها هذه الصورة انزعجنا جدًّا،
ثم تراجع انزعاجنا مرة بعد أخرى حتى تَعَوَّدْنَا على هذه الأكوام، وأصبحت من العلامات التى نَصِفُ بها الطريق لزوارنا، أول كوم زبالة يمين، وبعد ثالث كوم على اليسار تدخل مدخلاً من الرخام والجرانيت، الشقة فى الدور الرابع وأمامها صندوق زبالة أخضر بدون غطاء.
الطفل يبصق على جده، فيضحك الجميع، سامحونى؛ لم أجد فى العربية كلمة أقل حدة، فهو فعل شديد القذارة على كل حال، ضحك الجميع واطمأن الطفل ليفاجئهم فى اليوم التالى بصفعة على وجه خاله، ينفجر الخال فى الضحك ويتبعه كل الحضور، المفاجأة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة تأتى حينما يختلس النظر إلى عمته وهى تغير ثيابها ليحظى بالتشجيع المعتاد وكلمات الإعجاب: الواد طالع نمس. ينشأ على هذا ليصبح شابًّا يجيد التحرش وكل السفالات البغيضة.
إهمال ارتفاع حرارة طفل يفقده السمع. السيجارة الأولى تفتح الطريق لإدمان المخدرات، كما تفتح قطرات الخمر المتبقية فى كأس الأب أبواب التعاطى.
هل تكفى هذه الأدلة؟ أم أنكم بحاجة إلى تذكيركم بحنفية الحوض التى تبدأ بالتنقيط، ثم يتسارع التنقيط حتى ينفجر قلب الحنفية، ولا تنقطع المياه إلا باستخدام المحبس، فنحل المشكلة بانحناءة بسيطة أسفل الحوض لإدارة المحبس بدلاً من الحنفية، وحيث إن المحبس غير مصمم للاستخدام المتكرر، فإنه يفسد هو الآخر، وتسيل المياه لتذكرنا بشادية فى فيلم «شىء من الخوف» - مع الفارق طبعًا - فى الفيلم تتحدى شادية الطاغية، وفى حالة الحنفية نتحدى الحكمة، ونتخلى عنها فى كل مرة نقول فيها :«ماجاتش على دى».
يا صاحب الكرش الدهنى أو الفكرى،
اقولكم مثل كمان انظر الان الى المكان الذى تجلس فية وانت تقرا هذا المقال ستجد الاتى
اذا كنت مدخن ستجد بقايا السجائر متناثرة هنا وهناك
انظر الى الكمبيوتر
اتحداك ان لا تجد التراب يكسوة اما على الشاشة او
cpu
او المكتب اللى انت حاطط علية الكمبيوتر
ولكنك تعودت على هذا المنظر وبصفتك عشرى وكريم فانت تستضيف الجو المحيط
تَذَكَّرَ أن «رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة» كما قلنا: الكرش يبدأ بجرام واحد، ومن يحب أن يمنع الكرش أو رحلة الألف ميل، فإن عليه أن يمنع الخطوة الأولى،
ابدا الان فإذا انتظرتا حتى منتصف الطريق فسيكون عليك أن نعود خمسمائة ميل للوراء،
وهى بلا شك مسألة شاقة، ولكنها على كل حال غير مستحيلة.مدرب غوص/عزات عامر