تفسير سورة الهمزة
=====================
مكية
ترتيبها 104
آياتها 9
((وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)).
بؤساً وهلاكاً لكل مغتاب للمسلمين، طعان في المؤمنين، ينقب عن المعايب، ويدفن المناقب، لسانه كالمقراض للأعراض.
((الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ)).
الذي يجمع المال شرها ونهما، ويحصيه طمعاً، ويبخل فيمنع الحقوق اللازمة، ويصبح خادماً للمال، خازناً له، مشغولاً به عن الطاعة.
((يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)).
يظن أن ماله الذي جمعه يضمن له الخلود في الدنيا والسلامة من الآفات، والهروب من الموت، والإفلات من لقاء الله عز وجل.
((كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ)).
كلا، ليس الأمر كما يظن، ولسوف نطرحه في النار تهشم أعضاءه، وتحطم عظامه، وتسحق أجزاءه؛ جزاءً على جشعه وطمعه وجمعه.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ)).
وما أعملك بحقيقة هذه النار؟
إنها مهولة بأنكالها، مفزعة بأغلالها، لمثلها يخاف ويحذر ويخشى.
((نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ)).
إنها نار الله التي أوقدها وسعرها لأعدائه، وأعدها لمن يستحقها، فهي فوق الوصف عذاباً ونكالاً.
((الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ)).
فهي من شدة حرارتها وعظيم سعيرها تنفذ من الأجسام إلى القلوب، وتخترق الأعضاء إلى الجوف، فباطن الجسم وظاهره يحرق بها.
((إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ)).
وهذه النار تطبق على أصحابها لا يخرجون منها أبداً، بل هم خالدون فيها سرمداً بلا انقطاع ولا تخفيف.
((فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)).
وهذه النار مفروشة على عمد، يتقلبون عليها ظهراً لبطن، والعمد قد ذاب التهاباً كلما طلبوا التخفيف زادهم الله عذاباً.
تفسير الدكتور الشيخ عائض القرني