الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجي عفو ربه
مشرف
مشرف
راجي عفو ربه

ذكر
عدد الرسائل : 831
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 210
بلد الإقامة : أرض الله
احترام القوانين : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 111010
العمل : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Profes10
الحالة : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Mzboot11
نقاط : 7335
ترشيحات : 24

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة   الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة I_icon_minitime19/12/2009, 22:31

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم


-----------


اعلم وفقني الله وإياك ..



إن العلم بالناسخ والمنسوخ في القرآن قضية في منتهى الأهمية ، وعلى كل مسلم أن يدرسها ويعيها ويعتقدها ويؤمن بها ...


فما ينبغي للمسلم أن يجهل هذا الباب ، باب الناسخ والمنسوخ ..


يقول الإمام القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) :


" معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة ، لا يستغني عن معرفته العلماء ، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء؛ لما يترتّب عليه من النوازل في الأحكام ، ومعرفة الحلال من الحرام ... " انتهى



ولقد دهشت عندما أردت أن أحاور صديقا لي في حكم آية من القرآن ، فاذا به يسألني متعجبا ماذا تعني بالنسخ ؟ ...


بل أن الأمر أشتد علي ّ عندما كنت أستمع لحديث أستاذ في التاريخ والحضارة الإسلامية ، في أثناء تأدية صلاة التروايح في شهررمضان الماضي ، فإذا بالدكتور ( والذي أحترمه ) يعرّض في حديثه عن الناسخ والمنسوخ، قائلا أنه شخصيا لا يعتقد في صحته ..
وصدق الامام القرطبي عندما قال : " أنكرت طوائف من المنتمين للإسلام المتأخرين جوازه؛ وهم محجوجون بإجماع السَّلف السابق على وقوعه في الشريعة ."


----------------------


تفسير القرطبي :


بسم الله الرحمن الرحيم



يقول الله عز وجل :


" مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " سورة البقرة


فيه خمس عشرة مسألة :


الأولى : قوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا } «نُنْسِها» عطف على «ننسخ» ، وحذفت الياء للجزم . ومن قرأ «نَنْسَأْها» حذف الضمة من الهمزة للجزم؛ وسيأتي معناه . { نَأْتِ } جواب الشرط ، وهذه آية عظمى في الأحكام . وسببها أن اليهود لما حسدوا المسلمين في التوجّه إلى الكعبة وطعنوا في الإسلام بذلك ، وقالوا : إن محمداً يأمر أصحابه بشيء ثم ينهاهم عنه؛ فما كان هذا القرآن إلا من جهته ، ولهذا يناقض بعضه بعضاً؛ فأنزل الله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } [ النحل : 101 ] وأنزل «مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ» .



الثانية : معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة ، لا يستغني عن معرفته العلماء ، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء؛ لما يترتّب عليه من النوازل في الأحكام ، ومعرفة الحلال من الحرام . روى أبو البَخْتَرِيّ قال : دخل عليّ رضي الله عنه المسجد فإذا رجل يخوّف الناس؛ فقال : ما هذا؟ قالوا : رجل يُذكّر الناس؛ فقال : ليس برجل يذكّر الناس! لكنه يقول أنا فلان ابن فلان فاعرفوني ، فأرسل إليه فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ا فقال : لا؛ قال : فاخرج من مسجدنا ولا تُذكّر فيه . وفي رواية أُخرى : أعلمتَ الناسخ والمنسوخ؟ قال : لا؛ قال : هلكتَ وأهلكت . ومثله عن ابن عباس رضي الله عنهما .



الثالثة : النسخ في كلام العرب على وجهين :


أحدهما : النقل؛ كنقل كتاب من آخر . وعلى هذا يكون القرآن كله منسوخاً؛ أعني من اللوح المحفوظ وإنزاله إلى بيت العِزّة في السماء الدنيا؛ وهذا لا مدخل له في هذه الآية؛ ومنه قوله تعالى : { إِنّاَ كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجاثية : 29 ] أي نأمر بنسخه وإثباته .


الثاني : الإبطال والإزالة ، وهو المقصود هنا؛ وهو منقسم في اللغة على ضربين :



أحدهما : إبطال الشيء وزواله وإقامة آخر مقامه؛ ومنه نسخَتِ الشمسُ الظلَّ إذا أذهبته وحلّت محله؛ وهو معنى قوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا } . وفي صحيح مسلم : " لم تكن نبوّة قطّ إلا تناسخت " أي تحوّلت من حال إلى حال؛ يعني أمر الأمّة . قال ابن فارس : النّسخ نسخ الكتاب ، والنّسخ أن تزيل أمراً كان من قبل يُعمل به ثم تنسخه بحاديث غيره؛ كالآية تنزل بأمر ثم ينسخ بأخرى . وكلّ شيء خلف شيئاً فقد انتسخه؛ يقال : انتسخت الشمسُ الظلَّ ، والشيبُ الشبابَ . وتناسُخِ الورثة : أن تموت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم؛ وكذلك تناسُخِ الأزمنة والقرون .



الثاني : إزالة الشيء دون أن يقوم آخر مقامه؛ كقولهم : نسخت الريح الأثر؛ ومن هذا المعنى قوله تعالى : { فَيَنسَخُ الله مَا يُلْقِي الشيطان } [ الحج : 52 ] أي يزيله فلا يتلى ولا يثبت في المصحف بدله . وزعم أبو عبيد أن هذا النسخ الثاني قد كان ينزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم السورة فتُرفع فلا تُتلى ولا تُكتب .



قلت : ومنه ما روي عن أُبيّ بن كعب وعائشة رضي الله عنهما أن سورة «الأحزاب» كانت تعدل سورة البقرة في الطول؛ على ما يأتي مبيّناً هناك إن شاء الله تعالى . ومما يدل على هذا ما ذكره أبو بكر الأنباري حدّثنا أبي حدّثنا نصر بن داود حدّثنا أبو عبيد حدّثنا عبد اللَّه بن صالح عن اللّيث عن يونس وعقيل عن ابن شهاب قال : حدّثني أبو أمامة بن سهل ابن حُنيف في مجلس سعيد بن المسيّب " أن رجلاً قام من الليل ليقرأ سورة من القرآن فلم يقدر على شيء منها ، وقام آخر فلم يقدر على شيء منها ، وقام آخر فلم يقدر على شيء منها؛ فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهم : قمتُ الليلة يا رسول الله لأقرأ سورة من القرآن فلم أقدر على شيء منها؛ فقام الآخر فقال : وأنا والله كذلك يا رسول الله؛ فقام الآخر فقال : وأنا والله كذلك يا رسول الله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها مما نَسخ الله البارحة» " وفي إحدى الروايات : وسعيد بن المسيّب يسمع ما يحدّث به أبو أمامة فلا ينكره .



الرابعة : أنكرت طوائف من المنتمين للإسلام المتأخرين جوازه؛ وهم محجوجون بإجماع السَّلف السابق على وقوعه في الشريعة . وأنكرته أيضاً طوائف من اليهود؛ وهم محجوجون بما جاء في توراتهم بزعمهم أن الله تعالى قال لنوح عليه السلام عند خروجه من السفينة : إني قد جعلت كل دابة مأْكَلاً لك ولذريّتك ، وأطلقت ذلك لكم كنبات العُشْب ، ما خلا الدّم فلا تأكلوه . ثم قد حرّم على موسى وعلى بني إسرائيل كثيراً من الحيوان؛ وبما كان آدم عليه السلام يزوّج الأخ من الأخت؛ وقد حرم الله ذلك على موسى عليه السلام وعلى غيره ، وبأن إبراهيم الخليل أمر بذبح ابنه ثم قال له : لا تذبحه؛ وبأن موسى أمر بني إسرائيل أن يقتلوا من عَبَد منهم العجل ، ثم أمرهم برفع السيف عنهم؛ وبأن نبوّته غير متعبَّد بها قبل بعثه؛ ثم تُعبّد بها بعد ذلك ، إلى غير ذلك . وليس هذا من باب البداء بل هو نقل العباد من عبادة إلى عبادة ، وحكم إلى حكم؛ لضربٍ من المصلحة ، إظهاراً لحكمته وكمال مملكته . ولا خلاف بين العقلاء أن شرائع الأنبياء قُصد بها مصالح الخلق الدّينية والدنيويّة؛ وإنما كان يلزم البداء لو لم يكن عالماً بمآل الأمور؛ وأما العالم بذلك فإنما تتبدّل خطاباته بحسب تبدّل المصالح؛ كالطبيب المراعي أحوال العليل؛ فراعى ذلك في خليقته بمشيئته وإرادته ، لا إله إلا هو؛ فخطابه يتبدّل ، وعلمه وإرادته لا تتغيّر ، فإن ذلك محال في جهة الله تعالى .


وجعلت اليهود النسخ والبداء شيئاً واحداً؛ ولذلك لم يجوّزوه فضَلُّوا .


قال النحاس : والفرق بين النسخ والبداء أن النسخ تحويل العبادة من شيء إلى شيء قد كان حلالاً فيحرّم ، أو كان حراماً فيُحلَّل . وأما البداء فهو ترك ما عزم عليه؛ كقولك : امض إلى فلان اليوم؛ ثم تقول لا تمض إليه؛ فيبدو لك العدول عن القول الأوّل؛ وهذا يلحق البشر لنقصانهم . وكذلك إن قلت : ازرع كذا في هذه السنة؛ ثم قلت : لا تفعل؛ فهو البداء .


الخامسة : اعلم أن الناسخ على الحقيقة هو الله تعالى ، ويسمَّى الخطاب الشرعي ناسخاً تجوّزاً ، إذ به يقع النسخ ، كما قد يتجوّز فيسمّى المحكوم فيه ناسخاً ، فيقال : صوم رمضان ناسخ لصوم عاشوراء؛ فالمنسوخ هو المزال ، والمنسوخ عنه هو المتعبَّد بالعبادة المزالة ، وهو المكلَّف .


السادسة : اختلفت عبارات أئمتنا في حدّ الناسخ؛ فالذي عليه الحُذَّاق من أهل السُّنة أنه إزالة ما قد استقرّ من الحكم الشرعي بخطاب وارد متراخياً؛ هكذا حدّه القاضي عبد الوهاب والقاضي أبو بكر ، وزادا : لولاه لكان السابق ثابتاً؛ فحافظا على معنى النسخ اللغوي ، إذ هو بمعنى الرفع والإزالة ، وتحرّزاً من الحكم العقلي ، وذكر الخطاب ليعم وجوه الدلالة من النص والظاهر والمفهوم وغيره؛ وليخرج القياس والإجماع ، إذ لا يتصوّر النسخ فيهما ولا بهما . وقيّدا بالتراخي؛ لأنه لو اتصل به لكان بياناً لغاية الحكم لا ناسخاً ، أو يكون آخر الكلام يرفع أوّله؛ كقولك : قم لا تقم .



السابعة : المنسوخ عند أئمتنا أهل السُّنة هو الحكم الثابت نفسه لا مثله؛ كما تقوله المعتزلة بأنه الخطاب الدال على أن مثل الحكم الثابت فيما يستقبل بالنص المتقدّم زائل . والذي قادهم إلى ذلك مذهبهم في أن الأوامر مرادة ، وأن الحس صفة نفسيّة للحسن ، ومراد الله حَسَن؛ وهذا قد أبطله علماؤنا في كتبهم .


الثامنة : اختلف علماؤنا في الأخبار هل يدخلها النسخ؛ فالجمهور على أن النسخ إنما هو مختص بالأوامر والنواهي ، والخبر لا يدخله النسخ لاستحالة الكذب على الله تعالى . وقيل : إن الخبر إذا تضمّن حكماً شرعياً جاز نسخه؛ كقوله تعالى : { وَمِن ثَمَرَاتِ النخيل والأعناب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً } [ النحل : 67 ] . وهناك يأتي القول فيه إن شاء الله تعالى .



التاسعة : التخصيص من العموم يُوهِم أنه نسخ وليس به؛ لأن المخصّص لم يتناوله العموم قطّ ، ولو ثبت تناول العموم لشيء مّا ثم أخرج ذلك الشيء عن العموم لكان نسخاً لا تخصيصاً؛ والمتقدّمون يطلقون على التخصيص نسخاً تَوَسُّعاً ومجازاً .


العاشرة : اعلم أنه قد يرد في الشرع أخبار ظاهرها الإطلاق والاستغراق؛ ويرِد تقييدها في موضع آخر فيرتفع ذلك الإطلاق؛ كقوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ } [ البقرة : 186 ] . فهذا الحكم ظاهره خبر عن إجابة كل داعٍ على كل حال؛ لكن قد جاء ما قيّده في موضع آخر؛ كقوله :


{ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ } [ الأنعام : 41 ] . فقد يظنّ من لا بصيرة عنده أن هذا من باب النسخ في الأخبار وليس كذلك ، بل هو من باب الإطلاق والتقييد . وسيأتي لهذه المسألة زيادة بيان في موضعها إن شاء الله تعالى .


الحادية عشرة : قال علماؤنا رحمهم الله تعالى : جائز نسخ الأثقل إلى الأخف؛ كنسخ الثبوت لعشرة بالثبوت لاثنين . ويجوز نسخ الأخف إلى الأثقل؛ كنسخ يوم عاشوراء والأيام المعدودة برمضان؛ على ما يأتي بيانه في آية الصيام . ويُنْسَخ المِثْل بمثْله ثِقلاً وخِفة ، كالقِبلة . ويُنسخ الشيء لا إلى بدل كصدقة النَّجْوَى . ويُنسخ القرآن بالقرآن . والسُّنةُ بالعِبارة؛ وهذه العِبارة يراد بها الخبر المتواتر القطعي . ويُنسخ خبر الواحد بخبر الواحد .


وحُذّاق الأئمة على أن القرآن يُنسخ بالسُّنة ، وذلك موجود في قوله عليه السلام : " لا وصية لوارث " وهو ظاهر مسائل مالك . وأَبى ذلك الشافعي وأبو الفرج المالكي؛ والأوّل أصح ، بدليل أن الكل حكم الله تعالى ومن عنده وإن اختلفت في الأسماء . وأيضاً فإن الجلد ساقط في حدّ الزنى عن الثيّب الذي يُرجم ، ولا مسقط لذلك إلا السُّنة فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيّن .


والحذّاق أيضاً على أن السُّنة تنسخ بالقرآن وذلك موجود في القِبلة ، فإن الصلاة إلى الشام لم تكن في كتاب الله تعالى . وفي قوله تعالى : { فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكفار } [ الممتحنة : 10 ] فإن رجوعهن إنما كان بصلح النبيّ صلى الله عليه وسلم لقريش .


والحذّاق على تجويز نسخ القرآن بخبر الواحد عقلاً ، واختلفوا هل وقع شرعاً؛ فذهب أبو المعالي وغيره إلى وقوعه في نازلة مسجد قُبَاء ، على ما يأتي بيانه؛ وأبى ذلك قوم . ولا يصح نسخ نصّ بقياس؛ إذ من شروط القياس ألا يخالِف نصًّا .


وهذا كله في مدّة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وأما بعد موته واستقرار الشريعة فأجمعت الأمّة أنه لا نسخ؛ ولهذا كان الإجماع لا ينسخ ولا يُنسخ به إذ انعقاده بعد انقطاع الوحي؛ فإذا وجدنا إجماعاً يخالف نصاً فيُعلم أن الإجماع استند إلى نص ناسخ لا نعلمه نحن ، وأن ذلك النصّ المخالف متروك العمل به ، وأن مقتضاه نُسخ وبقي سنة يُقرأ ويُروى؛ كما آية عدّة السَّنة في القرآن تُتْلَى؛ فتأمّل هذا فإنه نفيس ، ويكون من باب نسخ الحكم دون التلاوة؛ ومثله صدقة النَّجْوَى . وقد تُنسخ التلاوة دون الحكم كآية الرجم . وقد تُنسخ التلاوة والحكم معاً؛ ومنه قول الصدّيق رضي الله عنه : كنا نقرأ «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر» ومثله كثير .


والذي عليه الحُذّاق أن من لم يبلغه الناسخ فهو متعبّد بالحكم الأوّل؛ كما يأتي بيانه في تحويل القبلة .


والحُذّاق على جواز نسخ الحُكم قبل فعله ، وهو موجود في قصة الذبيح ، وفي فرض خمسين صلاة قبل فعلها بخمس؛ على ما يأتي بيانه في «الإسراء» و «الصافات» ، إن شاء الله تعالى .



الثانية عشرة : لمعرفة الناسخ طُرُق؛ منها : أن يكون في اللفظ ما يدل عليه؛ كقوله عليه السلام : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأَدم فاشربوا في كل وعاء غير ألاّ تشربوا مُسْكِراً " ونحوه . ومنها أن يذكر الراوي التاريخ؛ مثل أن يقول : سمعت عام الخَنْدق ، وكان المنسوخ معلوماً قبله . أو يقول : نُسخ حكم كذا بكذا . ومنها أن تجمع الأمة على حُكم أنه منسوخ وأن ناسخه متقدّم . وهذا الباب مبسوط في أصول الفقه ، نبّهنا منه على ما فيه لمن اقتصر كفاية ، والله الموفّق للهداية .



الثالثة عشرة : قرأ الجمهور «مَا نَنْسَخ» بفتح النون ، من نَسَخ ، وهو الظاهر المستعمل على معنى : ما نرفع من حكم آية ونُبقي تلاوتها؛ كما تقدّم . ويحتمل أن يكون المعنى : ما نرفع من حكم آية وتلاوتها؛ على ما ذكرناه . وقرأ ابن عامر «نُنسخ» بضم النون ، من أنسخت الكتاب؛ على معنى وجدته منسوخاً . قال أبو حاتم : هو غلط . وقال الفارسي أبو عليّ : ليست لغة؛ لأنه لا يقال : نَسَخ وأنسخ بمعنىً ، إلا أن يكون المعنى ما نجده منسوخاً؛ كما تقول : أحمدت الرجل وأبخلته ، بمعنى وجدته محموداً وبخيلاً . قال أبو عليّ : وليس نجده منسوخاً إلا بأن ننسخه ، فتتفق القراءتان في المعنى وإن اختلفتا في اللفظ . وقيل : «ما ننسخ» ما نجعل لك نسخه؛ يقال : نسخت الكتاب إذا كتبته ، وانتسخته غيري إذا جعلت نسخة له . قال مَكيّ : ولا يجوز أن تكون الهمزة للتعدّي؛ لأن المعنى يتغيّر ، ويصير المعنى ما ننسخك من آية يا محمد؛ وإنساخه إياها إنزالها عليه ، فيصير المعنى ما ننزل عليك من آية أو ننسِها نأت بخير منها أو مثلها ، فيؤول المعنى إلى أن كل آية أنزلت أتى بخير منها؛ فيصير القرآن كله منسوخاً وهذا لا يمكن؛ لأنه لم يُنسخ إلا اليسير من القرآن . فلما امتنع أن يكون أفعل وفَعَل بمعنىً إذ لم يسمع ، وامتنع أن تكون الهمزة للتعدّي لفساد المعنى ، لم يبق ممكن إلا أن يكون من باب أحمدته وأبخلته إذا وجدته محموداً أو بخيلاً .



الرابعة عشرة : قوله تعالى : { أَوْ نُنسِهَا } قرأ أبو عمرو وابن كَثير بفتح النون والسين والهمز ، وبه قرأ عمر وابن عباس وعطاء ومجاهد وأُبَيّ بن كعب وعبيد بن عُمير والنَّخعِيّ وابن مُحَيْصِن ، من التأخير؛ أي نؤخّر نسخ لفظها ، أي نتركه في آخر أم الكتاب فلا يكون . وهذا قول عطاء . وقال غير عطاء : معنى أو ننسأها : نؤخرها عن النسخ إلى وقت معلوم؛ من قولهم : نسأت هذا الأمر إذا أخرته؛ ومن ذلك قولهم : بعثه نَسْأً إذا أخّرته . قال ابن فارس : ويقولون : نسأ الله في أجلك ، وأنسأ الله أجلك . وقد انتسأ القوم إذا تأخّروا وتباعدوا ، ونسأتهم أنا أخرتهم .


فالمعنى نؤخّر نزولها أو نسخها على ما ذكرنا . وقيل : نذهبها عنكم حتى لا تقرأ ولا تذكر . وقرأ الباقون «ننسها» بضم النون ، من النسيان الذي بمعنى الترك ، أي نتركها فلا نبدّلها ولا ننسخها؛ قاله ابن عباس والسُّدى؛ ومنه قوله تعالى : { نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة : 67 ] أي تركوا عبادته فتركهم في العذاب . واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم ، قال أبو عبيد : سمعت أبا نُعيم القارىء يقول : قرأت على النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام بقراءة أبي عمرو فلم يغيّر عليّ إلا حرفين؛ قال : قرأت عليه «أَرْنا» فقال : أَرِنا؛ فقال أبو عبيد : وأحسب الحرف الآخر «أو ننسأها» فقال : «أو ننسها» . وحكى الأزهري «ننسها» نأمر بتركها؛ يقال : أنسيته الشيء أي أمرت بتركه؛ ونسيته تركته؛ قال الشاعر :


إن عليّ عُقْبة أقضِيها ... لستُ بناسِيها ولا مُنْسِيها


أي ولا آمر بتركها . وقال الزجاج : إن القراءة بضم النون لا يتوجّه فيها معنى الترك؛ لا يقال : أنسى بمعنى ترك ، وما روى عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس «أو ننسها» قال : نتركها لانبدّلها؛ فلا يصح . ولعل ابن عباس قال : نتركها؛ فلم يضبط . والذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر أن معنى «أو ننسها» نبح لكم تركها؛ من نسى إذا ترك ، ثم تعدّيه . وقال أبو عليّ وغيره : ذلك مُتّجه؛ لأنه بمعنى نجعلك تتركها . وقيل : من النسيان على بابه الذي هو عدم الذكر ، على معنى أو ننسكها يا محمد فلا تذكرها؛ نقل بالهمز فتعدّى الفعل إلى مفعولين : وهما النبيّ والهاء ، لكن اسم النبيّ محذوف .



الخامسة عشرة : قوله تعالى : { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا } لفظة «بخير» هنا صفة تفضيل؛ والمعنى بأنفع لكم أيها الناس في عاجلٍ إن كانت الناسخة أخف ، وفي آجلٍ إن كانت أثقل ، وبمثلها إن كانت مستوية . وقال مالك : مُحْكَمة مكان منسوخة . وقيل : ليس المراد بأخير التفضيل؛ لأن كلام الله لا يتفاضل ، وإنما هو مثل قوله : { مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } [ النمل : 89 ] أي فله منها خير ، أي نفع وأجر ، لا الخير الذي هو بمعنى الأفضل ، ويدلّ على القول الأوّل قوله : «أو مِثلِها .....
-----
يتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجي عفو ربه
مشرف
مشرف
راجي عفو ربه

ذكر
عدد الرسائل : 831
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 210
بلد الإقامة : أرض الله
احترام القوانين : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 111010
العمل : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Profes10
الحالة : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Mzboot11
نقاط : 7335
ترشيحات : 24

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة   الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة I_icon_minitime19/12/2009, 22:33

الناسخ والمنسوخ لابن حزم

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن حزم رحمه الله :

الحمد لله العزيز الجبار الملك القهار العظيم الغفار الحليم الستار وسلاته وسلامه على نبيه محمد نور الأنوار وقائد الغر المحجلين إلى دار القرار وعلى آله الأخيار وصحبه الأبرار

(ثم أعلم) أن هذا الفن من العلم من تتمات الإجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الإجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الإشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني .

- عن أبي جرير قال سئل حذيفة عن شئ فقال إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ قالوا ومن ثعرف ذلك قال عمر أو سلطان فلا يجد من ذلك بدا أو رجل متكلف


- عن الضحاك بن مزاحم قال مر ابن عباس رضي الله عنهما بقاض يقضي فركضه برجله قال أتدري ما الناسخ من المنسوخ قال ومن يعرف النسخ من المنسوخ قال وما تدري ما الناسخ من المنسوخ ؟ قال لا قال هلكت وأهلكت والآثار في هذا الباب تكثر جدا، وإنما أوردنا نبذة قاليلة ليعلم منها شدة اعتناء الصحابة رضي الله عنهم بالناسخ والمنسوخ في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شأنهما واحد


- عن المقداد بن معد يكرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (ثلاثا) ألا يوشك رجل يجلس على أريكته - أي على سريره - يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وقبل الشروع في المقصود لا بد من ذكر مقدمة تكون مدخلا إلى معرفة المطلوب يذكر فيه حقيقة النسخ ولوازمه وتوابعه ،

إعلم أن النسخ له اشتقاق عند أرباب اللسان وحد عند أصحاب المعاني وشرائط عند العالمين بالأحكام، أما أصله فالنسخ في اللغة عبارة عن إبطال شئ وإقامة آخر مقامه وقال أبو حاتم الأصل في النسخ هو أن يحول العسل في خلية والنحل في أخرى، ومنه نسخ الكتاب وفي الحديث ما من نبوة إلا وتنسخها فترة ثم إن النسخ في اللغة موضوع بإزاء معنين أحدهما الزوال على جهة الانعدام، والثاني على جهة الانتقال .


أما الناسخ بمعنى الإزالة فهو أيضا على نسخ إلى بدل نحو قولهم نسخ الشيب الشباب، ونسخت الشمس الظل أي أذهبته وحلت محله، ونسخ إلى غير بدل، ورفع الحكم وإطاله من غير أن يقيم له بدلا يقال نسخت الريح الديار أي أبطلتها وإزالتها وأما النسخ بمعنى النقل فهو من قولك نسخت الكتاب ما فيه وليس المراد به إعدام ما فيه ومنه قوله تعلى * (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * [ 29 مكية / 45 الجاثية ] يريد نقاله إلى الصحف أو من الصحف إلى غيرها ،
غير أن المعروف من النسخ في القرآن هو إبطال الحكم مع إثبات الخط وكذلك هو في السنة أو في الكتاب أن تكون الآية الناسخة والمنسوخة ثابتتين في التلاوة إلا أن المنسوخة لا يعمل بها ،
مثل عدة المتوفى عنها زوجها كانت سنة لقوله * (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) * [ 234 / 2 البقرة ] ،
وأما حده فمنهم من قال أنه بيان انتهاء مدة العبادة وقيل انقضاء العبادة التي ظاهرها الدوام وقال بعضهم أنه رفع الحكم بعد ثبوته ،
وأما شرائطه فما دارك معرفتها محصورة


(1) منها أن يكون النسخ بخطاب أنه بموت المكلف ينقطع الحكم والموت مزيل للحكم لا ناسخ له


(2) ومنها أن يكون المنسوخ أيضا حكما شرعيا لأن الأمور العقلية التي مسندها البراءة الأهلية لم تنسخ وإنما ارتفعت بإيجاب العبادات


(3) ومنها أن لا يكون الحكم السابق مقيدا بزمان مخصوص نحو قوله عليه الصلاة والسلام لا صلاة في الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، فإن الوقت الذي يجوز فيه أداء النوافل التي لا سبب لها مؤقتة فلا يكون نهيه عن هذه النوافل في الوقت المخصوص لما قبل ذلك من الجواز لأن التوقيت يمنع النسخ


(4) ومنها أن يكون الناسخ متراخيا عن المنسوخ وبيان النسخ منتهى الحكم لتبدل المصلحة على اختلاف الأزمنة ،
كالطبيب ينهى عن الشئ في الصيف ثم يأمر به في الشتاء، وذلك كالتوجه إلى بيت المقدس بمكة وهو اختيار اليهود، وكإيجاب التصدق بالفضل عن الحاجة في الابتداء لنشاط القوم في الصفاء والوفاء وكتقدير الواجب بربع العشر الفاضل إلى الانتهاء تيسيرا للأداء وصيانة لأهل النسخ من الاباء

1 – فصل

أنكر اليهود النسخ وقالوا إنه يؤذن بالغلط والبراء وهم قد غلطوا لأن النسخ رفع عبادة قد علم الآمر أن بها خيرا ثم أن للتكليف بها غاية ينتهي إليها ثم يرفع الايجاب والبراء هو الانتقال عن المأمور به بأمر حادث لا يعلم سابق ولا يمنع جواز النسخ عقلا لوجهين أحدهما لأن للآمر أن يأمر بما شاء وثانيهما أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بأذعان الأنقياد لطاعة الأمر وقد وقع النسخ شرعا لأنه ثبت أن من دين آدم عليه السلام في طائفة من أولاده جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم والعمل في يوم السبت ثم نسخ ذلك في شريعة الاسلام

2 –فصل

والنسخ إنما يقع في الأمر والنهي ولا يجوز أن يقع في الأخبار المحضة، والاستثناء ليس بنسخ إنما يقع في الأمر من بعد بخلاف وقوع النسخ في الخبر المحض وسمى بعضهم الاستثناء، والتخصيص نسخا والفقهاء على خلاف ذلك


3-فصل

وهو على ثلاثة أنواع :

1 - نسخ الخط والحكم * عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما احفظ منها إلا هذه الآية * (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) *



2 - والثاني نسخ الخط دون الحكم * عن عمر رضي الله عنه قال كنا نقرأ * (ألا ترغبوا الرغبة عنهما) * بمعنى الاعراض عن آبائكم، ومن ذلك * (الشيخ والشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) * معناه المحصن والمحصنة


3 - والثالث نسخ الحكم دون الخط أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * [ 115 مدنية / البقرة / 2 ] فنسخ ذلك والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجال * (فول وجهك شطر المسجد الحرام) * [ 144 مكية / البقرة / 2 ] ونظارها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله


4-فصل
السور التي لم يدخلها ناسخ ومنسوخ هي ثلاث وأربعون سورة منها


(أم الكتاب)، و (يوسف) عليه السلام و (يس) و (الحجرات) وسورة (الرحمن) و (الحديد) والصف) و (الجمعة) و (والتحريم) و (الملك)


و (الحاقة)، و (نوح) عليه السلام و (والجن) و (المرسلات) و (النبأ) و (النازعات) و (الانفطار) و (المطففين) و (الانشقاق) و (البروج) و (الفجر) و (البلد) و (الشمس) و (الليل) و (الضحى) و (ألم نشرح) و (التين) و (القلم) و (القدر) و (لم يكن) و (الزلزلة) و (العاديات) و (القارعة) والتكاثر) و (الهمزة) و (قريش) و (الماعون) و (الكوثر) و (والنصر) و (تبت) و (والإخلاص) و (الفلق) و (الناس(

باب قسمة السور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ

وعددها أربعون سورة (40) (الأنعام) و (الأعراف) و (يونس) و (وهود) و (الرعد) و (الحجر) و (النحل) و (بنو إسرائيل) و (الكهف) و (طه) و (المؤمنون) و (النمل) و (القصص) و (العنكبوت) و (الروم) و (لقمان) و (الضاجع) و (الملائكة) و (الصافات) و (ص) و (الزمر) و (فصلت) و (الزخرف) و (الدخان) و (الجاثية) و (الأحقاف) و (محمد) عليه السلام، و (ق) و (النجم) و (القمر) و (الامتحان) و (ن) و (المعارج) و (القيامة) و (الانسان) و (عبس) و (الطارق) و (الغاشية) و (التين) و (الكافرون

- باب قسمة السور التي داخلها الناسخ والمنسوخ

وعددها خمس وعشرون سورة (25) أولها (البقرة) و (آل عمران) و (النساء) و (المائدة) و (الأنفال) و (التوبة) و (ابراهيم) عليه السلام) و (مريم) و (الأنبياء) و (الحج) و (النور) و (الفرقان) و (الشعراء) و (الأحزاب) و (المؤمن) و (الشورى) و (الذاريات) و (الطور) و (الواقعة) و (المجادلة) و (المزمل) و (المدثر) و (التكوير) و (العصر)


باب الإعراض عن المشركين


في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة أولها:


1 - البقرة: * (وقولوا للناس حسنا) * نسخ عمومها (لنا أعمالنا)


(فإن انتهوا) نسخ معنى لأن تحته الأمر بالصفح (قل قتال) (لا إكراه)

2 - آل عمران: * (فإنما عليك البلاغ) * (منهم تقاة)

- النساء: (فاعرض عنهم) في موضعين (وما ارسلناك عليهم حفيظا) (لا تكلف إلا نفسك) (إلا الذين يصلون)

4 - المائدة: [ ولا آمين ] [ على رسولنا البلاغ ] [ عليكم أنفسكم إذا اهتديتم ] أي أمرتم ونهيتم

5 - الأنعام: [ قل لست عليكم بوكيل ] [ ثم ذرهم ] [ وما أنا عليكم بحفيظ ] [ واعرض ] [ وما أرسلناك عليهم حفيظا ] [ ولا تسبوا ] [ فذرهم ] في موضعين [ ويا قوم اعملوا على مكانتكم ] [ قل انتظروا ] [ لست منهم في شئ ]

6 - الاعراف: (واعرض) (واملي)

7 - الانفال: (وإن استنصروكم) يعني المعاهدين

8 - التوبة: (فاستقيموا لهم)

9 - يونس: (فانتظروا) (فقل لي عملي) (واما نرينك) (أفأنت تكره) (فمن اهتدى) معنى الامهال والصبر

10 - هود: (إنما أنت نذير) معنى أي تنذر (ويا قوم اعملوا على مكانتكم) (وانتظروا)

- الرعد: (عليك البلاغ)

12 - الحجر: (ذرهم) (فاصفح) (ولا تمدن) (انا النذير) (واعرض)

13 - النحل: (فإنما عليك البلاغ) (وجادلهم) (واصبر) مختلف فيه

14 - بني اسرائيل: (ربكم اعلم بكم)

15 - مريم: عليها السلام (وانذرهم) معنى: فليمدد (فلا تعجل)

16 - طه: (فاصبر) (قل كل)

17 - الحج: (وإن جادلوك)

18 - المؤمنون: (فذرهم) (ادفع)

19 - النور: (فإن تولوا)

20 - النمل: (فمن اهتدى) معنى
21 - القصص: (لنا أعمالنا)

22 - العنكبوت: (وإنما انا نذير) معنى

23 - الروم: (فاصبر)

24 - لقمان: (ومن كفر).

25 - السجدة: (وانتظر).

26 - الاحزاب: (ودع أذاهم).

27 - سبأ: (قل لا تسألون).

28 - فاطر: (إن أنت إلا نذير).

29 - يس: (فلا يحزنك) مختلف فيه.

30 - الصافات: (فتول) و (تول) (وما بينهما).

31 - ص: (فاصبر) (إنما أنا منذر) معنى.

32 - الزمر: (إن الله يحكم بينهم) معنى (فاعبدوا ما شئتم) (يا قوم اعملوا) (من يأتيه) (فمن اهتدى) معنى (انت تحكم) معنى لانه تفويض.

33 - المؤمن: (فاصبر) في موضعين.

- السجدة: (ارفع).

35 - حمعس ق: (وما أنت عليهم بوكيل) (لنا أعمالنا) (فإن اعرضوا).

36 - الزخرف: (فذرهم) (فاصفح).
37 - الدخان: (فارتقب).

38 - الجاثية: (يغفر).

39 - الاحقاف: (فاصبر).

40 - محمد عليه السلام: (فأمامنا).

41 - ق: (فاصبر) (فذكر).

42 - المزمل: (واهجرهم) (وذرني).

43 - الانسان: (فاصبر).

44 - الطارق: (فهل).
45 - الغاشية: (لست عليهم بمسيطر).

46 - والتين: (أليس الله بأحكم الحاكمين) معنى.

47 - الكافرون: (لكم دينكم).
48 - نسخ الكل بقوله عز وجل: * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) *.في سورة التوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجي عفو ربه
مشرف
مشرف
راجي عفو ربه

ذكر
عدد الرسائل : 831
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 210
بلد الإقامة : أرض الله
احترام القوانين : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 111010
العمل : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Profes10
الحالة : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Mzboot11
نقاط : 7335
ترشيحات : 24

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة   الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة I_icon_minitime19/12/2009, 22:37

دلائل النسخ في القرآن والشريعة


....


مقدمة


لن نكثر في هذه الرسالة المختصرة من إيراد جميع الآيات المنسوخة والناسخة على غير عادة كثير من الكتب


والتي لم تفرق بين أمر له دليل صحيح أو غير صحيح ، أو قول صحابي مسند أو قول تابعي أو اجتهاد،


فأورث ذلك سوء فهم أو عدم تصديق بالناسخ والمنسوخ ،


فكان همنا الأول هو بيان الدلائل القوية والصحيحة والصريحة على وجود أمر النسخ في القرآن والشريعة الإسلامية وغيرها.

في صحيح البخاري

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ،
قَالَ أَنَسٌ أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ ..
...
وقد ترجم أئمة الحديث في كتب الصحاح أبواب في النسخ
مثل مسلم والبخاري والترمذي وأبو داود
...
هذا الرد مجرد مقدمة
لما سأكتبه من أدلة صحيحة على لسان صحابة رسول الله
والله المستعان .
_________________
أمر آخر
...
تعريف النسخ : رفع حكم شرعي متقدم بدليل شرعي متأخر .


حكمته : التخفيف وتذكير المؤمنين بنعمة الله
نعود مرة أخرى


فنقول إذن أنه قد تم رفع الحكم الشرعي بالتوجه نحو المسجد الأقصى في الصلاة


بخطاب آخر من الشارع وهو الله عز وجل وهو آية تحويل القبلة نحو البيت الحرام .


إذن


ما توصيف ما حدث ؟


هو النسخ .


تم نسخ حكم التوجه نحو القدس


بالتوجه نحو الكعبة


..


والغريب والمبهر والمعجز في تلك القضية


هي نفس الاتهامات للدين والشرع


حين يبدل الله أوامره ونواهيه


ألم تسمعي قول الله تعالى بين يدي تلك القصة


(سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُالَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا
قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)


وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا


وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ


وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )


..


إذن فالنسخ ،


نسخ الأحكام من أوامر ونواهي


هو من ابتلاء من الله


ليعلم المؤمن من المنافق


وهي أيضا


فيها تدريج وتربية الأمة


فانظري كيف تدرّج الشرع بالأمة في تحريم الخمر


حيث كانت الخمر منتشرة في الجاهلية


ويصعب على الناس التحريم مرة واحدة


بل تبدأ الآيات في التدرج


1- قال تعالى في سورة البقرة


(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)



2- ثم قال الله تعالى في سورة آل عمران



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)



3- وفي النهاية قال تعالى في المائدة


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَم( ×××× ) وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ


رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)


إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)



..


المشكلة أختي الفاضلة


في المسألة


هو في تجاوز بعض العلماء والمشايخ


في ادعاء النسخ في بعض الأحكام والآيات ،


وقد تكون دعوى أحد العلماء أن آية كذا أو حكم كذا


قد نسخت آية كذا وحكم كذا ،


ثم بعد التحقيق من جانب العلماء


نجد أن العالم قد أخطأ في المسألة وأن دعوى النسخ ها هنا باطلة


إذن المشكلة تكمن في اجتهاد العالم


وليست المشكلة أبدا في بطلان قضية النسخ بالكلية


فدعوى النسخ


لها شروط قد وضعها علماء الأصول


منها معرفة تواريخ نزول الآيات وزمن الحديث الشريف وزمن إسلام قائل الحديث


وغيرها ،


وهذا هو سر إنكار البعض لقضية النسخ عامة


فهناك قلة أنكرت النسخ مطلقا جاهلة أو عامدة


وعلى النقيض


هناك قلة ركبت قضية النسخ وجعلته مطية لتعبث في الشريعة


ولكن الوسط


وهو جمهور العلماء يتقدمهم الصحابة


قد أقروا مسألة النسخ أصلا وهي واضحة وضوح الشمس ،


فما كان بدليل صحيح وافقوه


وما كان بدليل باطل رفضوه .
والله الموفق والمستعان .
وللحديث بقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجي عفو ربه
مشرف
مشرف
راجي عفو ربه

ذكر
عدد الرسائل : 831
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 210
بلد الإقامة : أرض الله
احترام القوانين : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة 111010
العمل : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Profes10
الحالة : الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Mzboot11
نقاط : 7335
ترشيحات : 24

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة   الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة I_icon_minitime19/12/2009, 22:39

سؤال
كيف يعرف العلماء النسخ ؟
بمعنى
كيف يعرفون أن آية كذا نسختها آية كذا ؟
وأن حديث كذا نسخه حديث كذا ؟
...

ما يعرف به النسخ – كتاب "روضة الناظر" لابن قدامة ، قال :
اعلم أن ذلك لا يعرف بدليل العقل ولا بقياس بل بمجرد النقل وذلك من طرق



أحدها

أن يكون في اللفظ كقوله كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ،
كنت رخصت لكم في جلود الميتة فلا تنتفعوا بها



الثاني
أن يذكر الراوي تاريخ سماعه فيقول سمعت عام الفتح ويكون المنسوخ معلوما بقدمه



الثالث
أن تجمع الأمة على أن هذا الحكم منسوخ وأن ناسخه متأخر



الرابع

أن ينقل الراوي الناسخ والمنسوخ فيقول رخص لنا في المتعة فمكثنا ثلاثا ثم نهانا عنها



الخامس

أن يكون راوي أحد الخبرين أسلم في آخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم والآخر لم يصحب النبي صلى الله عليه و سلم إلا في أول الإسلام
كرواية طلق بن علي الحنفي وأبي هريرة في الوضوء من مس الفرج والله تعالى أعلم .انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم و في الشريعة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الناسخ والمنسوخ
» الناسخ والمنسوخ
» القرآن الكريم
» القرآن الكريم
» القرآن الكريم PDF

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام :: منتدى القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: