بقلم مدير التحرير/ أكرم عبدالقوي
مديرر التحرير *****
الشعوب العربية لم تكن معدة لتلقي الثورات وفلسفتها من الناحية الأيدلوجية والسيكولوجية ( شوية مصطلحات لزوم اثبات أني مثقف ) وبالتالي أصيبت هذه الشعوب بــ ( صدمة الحرية ) . فكانوا كفقير يعيش في نجع من النجوع وفجأة دون مقدمات وجد نفسه في نيويورك فأصيب بصدمة حضارية ..
وكذلك هذه الشعوب أثبتت أنها غير رشيدة لا تعدو فكريا سوي أنها ترتع في مرحلة الطفولة ولم يأن فطامها ولعل حال الشعوب الثورية العربية
ذكرني بأوبريت قديم للأطفال قامت به ( نيلي ) اسمه ” اللعبة ” ويبدأ هذا الأوبريت بطفل وطفلة يتصارعان علي دمية ويدعي كل منهما ملكيتها . قائلين أوعي سيبي اللعبة بتاعتي
ما تشدش .. لأ دي بتاعتي
لأ دي بتاعتي . ما تشدش
ما تشديش أنت
وأثناء الشد والجذب في اللعبة تتمزق الدمية نصفين وتخرج منها نيلي هذه هو حال الثورات العربية باختصار .. الكل يشد في الثورة – جماعات وفصائل وأحزاب
أوعي سيبي الثورة بتاعتي ..
ما تشدش لأ . دي بتاعتي ..
ما تشديش أنت
فتمزقت الثورات العربية وخرجت منها أمريكا بدلا من نيلي ولما خرجت أمريكا الحنون قالت بعقل وحكمة .. مالك يا حبيبي أنت وهو
وعلي الرغم من اطلالة أمريكا بشكل سافر وتمزق عنها القناع وتمزق الثورات والأوطان إلا أن أطفال العرب مازالوا يتعاركون وبسبب الطفولة الثورية وعدم الإدراك وتعلو وجه أمريكا ابتسامة رضا بما يحدث من هؤلاء الأطفال الثورييون ..
وتتدخل قائلة .. يا ولاد عيب . كل واحد يلعب بالثورة شوية ويديها لأخوه
فترد عليها أصناف بشرية تدعي أنها مفجرة الثورة … بس الثورة دي بتاعتي
أمريكا : معلش يا حبيبي أنت الكبير . العبوا بالثورة مع بعض لحد ما أعمل ثورة تانية ( أنفخ ) بيها أخوك
وبالفعل تقعد ماما أمريكا مع بابا روسيا ومع طنط انجاترا وفرنسا للتخلص من هذا الصداع الطفولي حول أحقية وملكية الثورات ويبحثان مسألة داعش وبقية الواغش …
وهنا وعلي طريقة نيوتن يخرج الساحر اليهودي من مطبخ الثورات ويجري وهو يصيح . وجدتها . وجدتها . وجدتها …. احنا نعمل فيهم زي العراق والسودان … نقسمهم كلهم وكل واحد ياخد ثورته ويلعب بيها قدام دولته منعا للمشاكل وصداع العيال دي
ويتم التنفيذ بعجالة ومهارة . حتي لم تعد تعرف اليوم ملامح سوريا ولا اليمن ولا ليبيا بعد ثوراتهم وعلي طريقة أمل وعمر .. ( خذ الثورة .. هات الثورة .. الثورة جرت )
ولكن الطفل العربي مازال يتمسك بلعبته الثورية حتي إذ استقرت أموره بما لايرضيه يقول ( ماليش دعوة فيها لاخفيها .. احنا نلعب من الأول )
وفي خضم هذه الطموحات الثورية تتنقص قيمة كل العملات العربية ومن قبلها قيمة المواطن العربي نفسه فلا هو حافظ علي كابوسه الذي كان يحياه ولا هو حقق أحلامه التي صدع العالم من أجلها
الخلاصة
لم يتبقي هذا الوطن إلا فتات من الدول فهل كما رينا تفتتها نري قبل أن نموت وحدتها مرة أخري
المقال في موقع الجريدة
http://almadinanews.com/?p=6732