هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: قراءة في قصة وللجدران أحلام أخرى 27/11/2009, 06:02 | |
| قراءة في قصة " وللجدران أحلام أخرى " للكاتبة ريم مهنا بقلم أسد دواره / سوريا
الجدران العتيقة التي تعالت وغطت الأفق لم تستطع أن تمنع الحلم من التجسد الفعلي على ذاكرة السجن ولم تستطع أن تمنع انسلال الأمل كخيط ضوء قادم مع الصباح. العالم الذي يحاول وقف الزمن بصمته الرهيب وجدرانه العالية وقضبانه الحديدة تهاوى عند الرغبة بالحياة والأمل من جديد. بهذا الشعور اخترقت الكاتبة ريم مهنا جدران السجن العالية والتي وصفتها منذ بداية قصتها بالدار الواسعة العتيقة للدلالة على اتساع السجن الذي غص بمن فيه منذ الأزل. هذا السجن الذي أطبق على حرية السجناء بمحاولته قتل الأمل بالحياة من جديد من خلال هالة الصمت والعزلة والفراغ وبالتالي اليأس التي تحيط كأفعى على عنق السجين في محاولة لخنقه تماماً وقتل رغبته بالحياة. ومع هذه الصورة السوداوية التي صورتها الكاتبة عن حياة السجن اتجهت نحو الأمل الذي جاء للسجين على شكل هدية من أخته وأمه, تلك الهدية التي لم يتوقعها أولاً حملت إليه ثلاث طباشير جعلته يستسلم بسهولة لذكرياته الجميلة التي قضاها كعصفور طليق بين البيت والحي والمدرسة " كــاستيقاظه للمدرسة في مثل هذه الأيام , رائحة الصباح , كوب الحليب الساخن الذي يأتيه مع جمل من الدعوات . الأوجه المصفوفة في بداية طريق الحارة عم عبد الخالق و المكوجي صديقه فؤاد و..... . تذكر ساحة المدرسة وضجيجها اللامتناهي قبل دق جرس الطابور وفريقه الذي يحاول التفوق والتميز , ابتسم ابتسامة تتحول في الغالب إلى بكاء مرير وتصطدم عيناه بتلك الجدران العتيقة " . ثم تعود الكاتبة لوصف حياة السجن الرتيبة باسلوب القطع والوصل الذي جاء منسجماً تماماً مع سرد القصة وأحداثها التي لم تتقوقع في حدود المكان – السجن – بل استطاعت الكاتبة الخروج خارج حدود السجن عن طريق الغوص في أحلام السجين وذكرياته برغم الوقت الثقيل البطيء الذي يرخي بوطأته على ظلام السجن وجدرانه العالية " فاصل كبير بين كل ساعة وأخرى من ساعات النهار .. يوم كامل لايعرف إلا الصمت والخواء .تلفت عن يميني وأنا مازلت افترش تلك الساحة . وضعت يداي تحت رأسي وشرعت انظر للأفق . الأفق في عالمنا المهزوم هو جدران السجن العالية والعتيقة". نعم انهزم المستقبل أمام وطأة جدران السجن العالية القديمة, وهل ينمو المستقبل في تربة القمع والكبت؟ رغم هذا لم يجد اليأس طريقه إلى السجين الذي بدأ يشعر للتو بقيمة الخطوط والخربشات لمن سبقوه في هذا السجن, بعد أن حسبها مادة أخرى لا تنفصل عن بقع الأوساخ المنتشرة على الجدران " حدقت فيها لأول مرة منذ قدومي إلى هنا قبل خمسة أشهر , فإذا بي برسوم شائكة , كتابات لم تعرف للمعرفة طريقا من فرط سذاجتها وأخطائها . عالم متكامل من الأشجار ... لا لا ربما التقى بها ضروري أن امنح نفسي فسحة أمل". بعد أن هيأت الكاتبة السجين تماماً لإدراك قيمة الطباشير التي أهدتها إياه أمه والتي فتحت ذاكرته أولاً على أيام المدرسة لما كان يختلس بعض الطباشير للرسم والكتابة على جدران الحارة الدافئة التي اشتعلت بذكريات لم ينسها أبداً. بعد هذا اصبحت رسوم وخربشات من سبقوه جزءاً من حلمه الذي دخل رفاق السجن ذاته بذكرياتهم حلمه في محاولة لابعاد شبح الوحدة القاتلة ومعها بدأ السجن يخسر معركته من جديد تماماً كما خسرها أمام من سبقوه عندما تتحول الذكرى لصديق يؤنس وحشة السجين بدل أن تضعف قواه ويتحول الحلم إلى أمل بصباح جديد لا بد قادم. " للمرة الثانية نهض مفزوعا .. جبينه يتفصد عرقا . تباشير الصباح تلوح من خلال نافذة حديدية موجودة في ركن منزوي من الغرفة". في نهاية القصة يلتقط السجين طبشورة تركها أحدهم بالاضافة إلى طباشير أمه ليبدأ باختيار مساحة له كغيره ممن مروّا من هنا " .. عند أسفل الحائط كانت توجد قطعة صغيرة من الطباشير . هي ماتبقى مما استخدمه ممن أتى قبله .. تناولها تذكر قطع أمه الثلاث أخرجها وهو يتلفت كيلا يراها أحد فتذهب إليه .. وضع ذات اللون الأصفر بين أصبعيه وراح يتأمل المكان والعوالم والأشخاص ويفكر فيما سيدونه بجوار من سبقوووووووه !!!!". بهذه النهاية استطاعت الكاتبة ادخال الأمل للسجين من خلال وضع نفسه على طريق من سبقوه والذين لا بد خرجوا من هذا الظلام إلى النور الذي يحلم به وسيبقى ولو طال انتظاره, هذه النهاية التي غاصت فيها الكاتبة أولا ً بسوداوية السجن وما شكله للسجين من يأس لا يرحم وفراغ يغرقه أكثر فأكثر في انعدام الرغبة في الحياة لا بل يتعدى كل ذلك عندما يقضي على الأمل بالحرية من جديد بل وحتى جدواها إن هو خرج سالماً بمعجزة. من بين هذا اليأس شق بطل القصة طريقه إلى النور الذي أضاء جدران السجن بألوان الطباشير الزاهية بعد أن غرقت في نظره بالأوساخ والخدوش المتناثرة هنا وهناك, ليصنع لنفسه مساحة من الذكرى على جدار تجسد تماماً بعث الحياة من جديد كألوان الربيع التي حملتها الطباشير إليه. |
|
عبوووود عضو خيالي
عدد الرسائل : 2181 بلد الإقامة : العياط - مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9207 ترشيحات : 5 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: قراءة في قصة وللجدران أحلام أخرى 7/1/2010, 12:59 | |
| |
|
حسن أحمد عضو مشارك
العمر : 55 عدد الرسائل : 69 بلد الإقامة : الشرقية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 5635 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: قراءة في قصة وللجدران أحلام أخرى 7/1/2010, 19:37 | |
| الأخت الفاضلة الأستاذة هويدا عرض لقراءة جيدة أفدتنى كثير بارك الله فيك |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: قراءة في قصة وللجدران أحلام أخرى 5/2/2010, 08:34 | |
| طرح قيم
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
دمت فى حفظ الرحمن ورعايته |
|