راجي عفو ربه مشرف
عدد الرسائل : 831 بلد الإقامة : أرض الله احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7489 ترشيحات : 24
| موضوع: الزمن الجميل ج3 18/8/2009, 23:33 | |
| ولذلك فكرت (المخابرات المصرية) في إطلاع الملحق على الخطر الذي من الممكن أن يقع فيه، و تقوم بتجنيده ليكون عميل مزدوج، أو في حالة إستبداله بشبيه آخر، سيكون بمثابة الطعم الذي سيتم به إصطياد فريق الإغتيالات بالكامل...
و الواقع، أن (رجال الصمت) توقعوا الإحتمال الثاني، خاصة و ان الإسرائيلين ليسوا بالغباء الذي يدفعهم لتجنيد رجل سوف يقوموا بدراسة ملفة النفسي بكل تفاصيلة من أجل تنفيذ عملية بهذة الدرجة من الصعوبة، فضلا على أن رجل ليس مؤكد من ولاءه، لأنه أساس معارضته للنظام المصري ليست قادمة من خيانة أو عمالة و إنما قد تكون من وطنية قوية، مما يهدد العملية بالكامل. و لذلك فمن المؤكد أن هناك بديل، و هو بديل قوي و يشبه الملحق الدبلوماسي إلى حد كبير، و إلا ما فكر الإسرئيليون في مراقبته و جمع معلومات عنه تتعلق بتفاصيل حياته و تصرفاته الشخصية، و خاصة و أن المعلومات التي جمعت عن الدبلوماسيين الآخرين لم تكن بنفس الدقة و لا التعمق....
و لقد توقع (رجال الصمت) أيضا، أن يقوم فريق الإغتيالات الشهير في (الموساد) بتكليفه بالمهمة، و هنا وجد رجال (المخابرات المصرية) فرصة ذهبية لقلب الطاولة على العدو الإسرائيلي، حيث إبطال مفعول العملية، و تحديد مكان الفريق الخطير الذي كلف أمن الدول العربية بالخارج الكثير و الكثير، ثم تصفيته....
و بدأت اللعبة، و جندت (المخابرات المصرية) الدبلوماسي المصري، و لم تطلعه على خطورة العملية، فقط أطلعته على المحاولة التي ستحاول جهة غامضة بها إختطافه و المطلوب منه، هو أن يقوم فور حدوث عملية إختطافه أن يبقى على حالته و على توتره و قلقه، حتى ميعاد وصول الرئيس (السادات) إلى السفارة المصرية في(سويسرا) ثم يقوم بإرسال إشارة لاسلكية عبر جهاز إرسال مدمج في كعب حذائة، إلى الضابط المسئول عنه، و بعدها سينتهي كل شيء....
ولأن (المخابرات الإسرائيلية) لم تتوقع أبدا، أن يكون الدبلوماسي المصري الذي إختطفوه، عميل لصالح (المخابرات المصرية) و في كعب حذائة جهاز إرسال و تعقب، و أن فور حدوث عملية الإختطاف سيتم تعقب أحد افراد فريق الإختطاف الذي سيقوم بإبلاغ الضابط المسئول فورا، أصبحت العملية الإسرائيلية مكشوفة و واضحة و ضوح الشمس ل(المخابرات المصرية) و في إنتظار اللحظة المناسبة من (رجال الصمت) للإنقضاض على الصياد الذي تحول فجأة لفريسة أسهل من السهولة!!!!
و حدثت اللعبة، و تم الإختطاف، و تتبعت (المخابرات المصرية) العميل الإسرائيلي، و أيضا تتبعت عميلها المصري، حتى تركت العميل الإسرائيلي لليوم التالي وهو يستعد لإستقبال الرئيس (السادات) و قامت فورا بالقبض عليه، قبلها كانت إستطاعت تحرير أسر العميل المصري، و تصفية مختطفيه، ثم وصلوا بسهولة شديدة عبر إشارة الاسلكي من المختطفين إلى مقر الإسرائيلين، و قاموا بزرع نفس القنبلة هناك، لتصبح إشارة التفجير الإسرائيلية، هي إشارة إرسال فريق الإغتيالات للجحيم المصريَ!!!!!
و كانت قمة البراعة من (المخابرات المصرية)، حينما طلبت من عميلها الدبلوماسي، أن يقوم بإرسال إشارته في الميعاد المعروف له كميعاد وصول الرئيس (السادات)، و لم يكن هذا سوى ميعاد مزيف حيث وصل الرئيس بعدها ب30 دقيقة كاملة، و هي المدة التي قام فيها (رجال الصمت) بتحرير عمليهم، و تحديد إشارة الاسلكلي الأخيرة الصادرة من المكان لمقر القيادة الأصلي التي يوجد به فريق الإغتيال، و أيضا لإستبدال الدبلوماسي المزيف بالدبلوماسي الحقيقي، الذي ظهر في السفارة المصرية، ليؤكد إتمام العملية بعد أن أرسل العميل المزيف قبل القبض عليه رسالة تقول بإن الرئيس سيتأخر موكبه، ثم ظهر الدبلوماسي الحقيقي، و أرسل بنفسه إشارة تمام زرع القنبلة، ليقوم رجل المخابرات الإسرائيلي، بإرسال نفسه و رفاقة أعضاء أهم و أخطر فرقة إغتيالات في تاريخ (الموساد) إلى مثواهم الأخير!!!!
و إنفجر الطابقين اللذين كانا مشغولان بالفريق الإسرائيلي في المبنى بالكامل، و تم إحباط العملية و أبادة فرقة الإغتيالات الخطيرة عن بكرة أبيها، لترسل بنهايتها أجمل و أرق و أحلى التحيات من (المخابرات العامة المصرية) إلى شعب (مصر) الغالي، و الذي دائما و أبدا سيظل مهما أن زادت الآلام و المحن أعظم شعب في شعوب الأرض....
و صدمت (المخابرات الإسرائيلية) حينما علمت بالخبر، و إنقلبت أورقتها رأسا على عقب، خاصة و أن الطريقة التي خسروا بها العملية، جعلتهم يشكوا في شعور رأوسهم، لأن نتيجة العملية جعلت الكل يعتقد ان جميع عملاء (المخابرات الإسرائيلية) و ضباط مخابراتها، هم في الحقيقة عملاء مزدوجين ل(المخابرات المصرية)، و أصيب قادة الجهاز المخابراتي العبقري بالذهول الشديد، و إنقلبت كل افكارهم على بعضها، و طالب بعض قادتها بإبادة جميع العملاء و الشبكات التجسسية في (اوروبا) نظرا لإختراق (المخابرات المصرية) لها جميعا، و البعض الآخر طالب بإيقاف نشاط جميع العملاء و التحقيق معهم فرد فرد، حتى يتم معرفة من العميل....
أما الدبلوماسي المصري، فقد تمت مكافئته على تعاونه، و على الرغم من معارضته للنظام السياسي و السياسة الخارجية المصرية، إلا إنه أصبح محل إحترام و تقدير من الجميع على تعاونه و وطنيته....
و أسدل الستار على واحدة من أمتع و أروع المواجهات المخابراتية، بين (رجال الصمت) و (المخابرات الإسرائيلية)........ |
|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الزمن الجميل ج3 18/8/2009, 23:38 | |
| |
|