محمد عبد القوى مشرف
عدد الرسائل : 7866 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 15657 ترشيحات : 10
| موضوع: الاستقرار الانفعالى 9/11/2009, 21:52 | |
| ويذكر زينب محمود شقير 1998 أن الانفعال يمثل حالة معقدة أو مركبة من حالات الكائن العضوى تنطوى على تغيرات جسدية وانفعالية حيث التهيج والاضطراب يجعل الفرد يتميز بشعور قوى، ويؤلف فى العادة دافعاً نحو شكل محدد من أشكال السلوك وأنماطه. (46: 3) ويوضح جابر عبد الحميد، علاء الدين كفافى 1988أن الانفعالية Emotivity هى الإفراط الانفعالى أو التهيج الانفعالى الزائد مما يعتبر علامة على عدم الاتزان الانفعالى. (40: 1122) ويشير فاخر عاقل1985 إلى أن مصطلح التقلب Instability يعنى: 1- التقلب الانفعالى: هو الخضوع لانفعالات متباينة متغيرة بسرعة. 2- والتقلب العصبى: هو فقدان الكفاءة فى الوظائف التى تشتمل على التنظيم وثبات الهدف وضبط الذات. (137: 58) ويشير جابر عبد الحميد، علاء الدين كفافى 1988 إلى أن الشخصية متقلبة المزاج Cycloid Personalility هى نمط من الشخصية يتسم بالتأرجح فى النشاط والمزاج، وهى فى واقعها شخصية سوية . ويضيفا أن الانقلاب الوجدانى Affect Inversion هو تحول الفرد من حالة وجدانية إلى نقيضها بصورة مفاجئة. كما أن مصطلح متغير، متحول، غير ثابت Labile قد اتسع معناه ليشمل غير مستقر وغير ثابت. ويستخدم اللفظ على نطاق واسع فى علم النفس، ويشيع بدرجة أكبر ليصف التعبير المتغير عن الانفعالات، والمعنى المقصود هنا سالب ويتضمن نقصاً فى الثبات الانفعالى. (40 : 86، 841، 1904) ويضيف كمال دسوقى 1988أن الاستقرار الانفعالى Emotional Stability هو التخلص من التباينات أو التبديلات الانفعالية العريضة فى المزاج الوقتى Mood، وهو خاصية اكتساب الضبط الانفعالى الجيد Emotional Control كما أنه خصيصة شخص لا يستجيب بإفراط للمواقف الانفعالية أو المثيرة للانفعال. (117: 472 ، 1408) ويشير أحمد زكى بدوى1980إلى أن الاستقرار الانفعالى هو: قدرة المرء على إنجاز كل ما يطلب إليه فى أية حالة أو وضع دون اضطراب نفسى، وقدرته على التكيف الشخصى والاجتماعى بدون عناء نفسى شديد. (5 : 116)، ويذكر عبد المطلب المقريطى، عبد العزيز الشخص1992 أن الاستقرار الانفعالى يعنى ثبات الاستجابات الانفعالية لدى الفرد واستقرارها إزاء المواقف المتشابهة (88 : 9) وضبطها والتعبير عنها بصورة مناسبة ومقبولة اجتماعياً. ويرى مجدى عبد الكريم حبيب 1996 أنه مما لاريب فيه أن عدم الاستقرار فى المجال السيكولوجى يؤدى إلى أحداث توترات تؤثر بالتالى فى نفس هذا المجال على العمليات المعرفية والإدراكية وعلى كل تصرفات الفرد. ذلك أن المجال السيكولوجى للفرد ليس جامداً بل يخضع دائماً لمتغيرات ترجع فى المقام الأول للتفاعل الدينامى بين أجزائه، ولهذا فمن المتوقع أن يصبح هذا المجال فى أى لحظة غير ثابت. (123 : 1، 2) والاستقرار الانفعالى صفة هامة فى الإنسان الواعى الناضج، ولذا عندما سأل أحد الصحابة رضوان عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظه، قال عليه الصلاة والسلام: لا تغضب، ولما كرر الصحابى أن يزيده عليه الصلاة والسلام من العظة، كرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: لا تغضب، ومرة ثالثة: لا تغضب. وفى حديث آخر عن الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام: " ليس الشديد بالصرعة (أى بقوة البدن)، وإنما الشديد من تملك نفسه ساعة الغضب"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. (96 : 50) إلا أن كل من جابر عبد الحميد، علاء الدين كفافى 1988 يؤكدان على أن السلوك الاندفاعى يعتبر من دلائل عدم الاستقرار الانفعالى، حيث أنه نشاط يتم الانخراط فيه بدون تفكير مسبق، وبدون تعقل أو تقدير للنتائج ويسمى أيضاً اندفاعية Impulsiveness ، كما يشير إلى أن الشخصية الاندفاعية Impulsive Character نمط شخص يتميز بالنزوع إلى السلوك بتوسع وبدون تفكير (40 : 1689) والتفكير أساساً مرتبط بالذكاء – المجرد – الذكاء الانفعالى – الاجتماعى (من قبيل التوافق)، وما ذلك إلا تأكيد للترابط بين جوانب الشخصية. وقد ذكر نبيل محمد زايد 2000 أنه إذا كان لعلم النفس من فائدة تطبيقية، فإن أولى مهامه أن يساعد المعلم فى تكيفه الشخصى، والمعلم يحتاج لهذه المساعدة لأنه يواجه أثناء عمله بفاعليات انفعالية، وأن مهنته الشاقة وتصرفات الطلاب يمكن أن تسبب له ضيقاً وتوتراً، فيجب أن يحاول المعلم تصريف هذا الضيق والتوتر تصريفاً سوياً، ويضيف زايد إن نوعاً من الأفراد يستثار انفعالياً لأقل الأسباب، بيد أن الشخصية السوية لا تتقلب بين الحالات المزاجية المتباينة بغير سبب وجيه يدعوها لذلك، ومن ثم يجب على المعلم ألا يتقلب من حالة لأخرى لأن ذلك يؤثر – بالتبعية وبشكل مباشر على طلابه، حيث أنهم يلتفتون إلى سلوكياته. وأن يتسم بالاتزان الانفعالى وأن يتسم بالهدوء وعدم الاستثارة، وأن يكون ثابتاً فى مسلكه مع الطلاب ومع الآخرين الذين يتعاملون معه، وألا يتصف بالتردد فى مواجهة الأمور. (174 : 60 ، 61) ومما سبق جوانب الشخصية متفاعلة فيما بينها على المستوى الانفعالى - الاجتماعى، والمعرفى- العقلى، والأدائى- النزوعى، حيث يؤثر كل منها فى الآخر. فالشخص غير المستقر إنفعالياً منخفض القدرة على مواجهة الضغوط تكون حيويته مستنزفة.. وهذا الشخص لا ينتظر منه أن يكون توافقه الاجتماعى على درجة كبيرة، والأمر ذاته ينسحب على المسئولية الاجتماعية والكفاءة الاجتماعية ... كما أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يتعداه ليشمل الجانب المعرفى- العقلى، والأدائى النزوعى وإن كان ثمة تعارض مع تصور الباحث للتداخلية التبادلية التأثيرية لتلك الجوانب والذى أوضحه محمد على حسن (1971م) ، طالب خزعل جارم القطان (1984م) حيث أوضح الأخير فى دراسته أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المتفوقين والعاديين فى التحصيل الأكاديمى كجانب معرفى عقلى – من حيث الخصائص الانفعالية. (83) |
|