الحياة الزوجية مثلها مثل كل المراحل التي يمر بها الإنسان يحتاج نموها وديمومتها إلى العناية بها بكافة أشكال الاهتمام. وبالرغم من أن الود والانسجام والتفاهم هو أساس لهذه العلاقة السامية إلا أن هناك عوامل أخرى تساعد على نجاح هذه العلاقة واستمراريتها وتحقيق السعادة فيها.
ونسبة لتأثير العوامل الأخرى الكبير في العلاقات الزوجية، فلا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها وهي مثل الاهتمام بالمظهر الخارجي. نجد أن معظم النساء يهتممن بمظهرهن الخارجي في الشهور الأولى من الزواج؛ حتى إذا دخلت في مرحلة الحمل والإنجاب تهمل مظهرها وينصب اهتمامها على الطفل الصغير دون أن تراعي أن هناك أطرافاً أخرى تراقب عملية التغير هذه وتتأثر بها. وكذلك الرجل إذا انتهت شهور الزواج الأولى يندمج في عمله مرة أخرى ويتناسى الاهتمام بمظهره داخل البيت فيقابل زوجته بملابس العمل وتقابله هي بملابس المطبخ.
وإذا كان هناك عبء يقع على الزوجين في عملية التجديد وإنعاش الحياة الزوجية؛ فالعبء الواقع على المرأة أكبر لأن الرجل تعود دوماً أن يكون الطرف المنتظر من المرأة أن تريه كيف تسعى وتجتهد للاحتفاظ بقلبه، وذلك بالمظهر اللائق وتفجير عواطفه تجاهها. ويعمل قليل فقط من الأزواج على مساعدة المرأة في عملية التجديد هذه ويكونون دائماً من الرجال المتفهمين لطبيعة العلاقة بين الزوجين وأن هذه الحياة الزوجية هي فن.
وليس المظهر الخارجي للزوجين فقط هو الذي يحتاج للتجديد وإنما أيضاً الاهتمام بنظام المنزل وترتيبه وتوفير سبل الراحة والهدوء فيه حتى يشيع الرضا والراحة على الزوجين معاً والسرور في أعماق أفراد الأسرة. وهذه لا تحتاج بالضرورة
إلى تغيير أثاثات المنزل وشراء الثمين منها؛ وإنما بتوزيع الأثاثات نفسها بلمسات راقية وبشكل يشعر بالتغيير ويبعد الملل من الشكل المألوف.
هذه المسائل قد تكون مهمة ولكنها ليست بقدر أهمية العوامل الأخرى التي لو لم تكن موجودة أساساً لما نفع التغيير المظهري كله. وهذه العوامل هي رعاية الزوجين لبعضهما البعض وإظهار الود والانسجام والاحترام العميق لبعضهما، والمحاولة دائماً أن يكونا مبتسمين في حضرة بعضهما لأن الابتسام يطمئنهما أن حياتهما بخير ويبعد شبح الخلافات والنزاعات.
إذن جمال الحياة في تكامل الاهتمام بجمال المظهر وجمال الجوهر لأن هذا التكامل المتحقق يظهر مقومات الشخصية وثرائها الفكري والعاطفي وسعيها في تحقيق الانسجام واستمرار السعادة الزوجية. وإذا كان لجمال المظهر تأثيراته المؤقتة والزائلة فجمال النفس والروح أسمى وأبقى