كشف أحد الكتاب التونسيون بجريدة الصريح عن مدى حب وعشق الدول العربية لمصر عندما خصص مقاله للحديث عن أم الدنيا وما حدث من تجاوزات في حقها وإعتداءات غادرة عليها من الجماهير الجزائرية .
ووجه الكاتب التونسي " الحبيب الأسود " رسالة صريحة إلى الجماهير الجزائرية مفادها أن بلد الفن والجمال والعروبة والثقافة والفكر لا تهون على أي عربي واعي ومثقف ويعلم قيمة هذه الدولة العظيم التي ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من موضع .
ونشرت في 21 من الشهر الجاري الجريدة التونسية المقال المميز للكاتب العربي المتميز الحبيب الأسود الذي جاء في الجزء المخصص للكاتب والذي يسمى بعين المشاهد بعنوان مصر لا تهان .
رسالة للجزائريين
ماقاله الكاتب التونسي في حق مصر ورسالته إلى أشقائه الجزائريين :-
في سهرة الخميس وعلي امتداد يوم الجمعة بثت قنوات "المصرية" و "النيل سبورت" و "الحياة" و "دريم" و "المحور" وغيرها من الفضائيات المصرية العامة والخاصة برامج مفتوحة خصصتها للحديث عن أحداث الخرطوم وما جري أثناء وبعد مقابلة الفصل بين المنتخبين المصري والجزائري.
المتداخلون من فنانينا وإعلاميينا ورياضيينا ومثقفي وجمهور مصر قالوا في أكثر من مناسبة أنهم تعرضوا للإهانة وقد أجهش بعضهم بدموع حارة وغزيرة تعبيراً عن إحساسهم بوجيعة القلب والروح.
لهؤلاء الأشقاء أقول إن مصر لا تهون ولا تهان، فهي بلد الحضارة والتاريخ العظيم وبلد الفكر والفن والجمال وبلد العروبة والثورة والقومية وساحة القوة والمجد والعنفوان.
مصر شهدت أول ثورة في تاريخ البشرية بقيادة اخناتون وعرفت أول ابجديات التوحيد، لجأ الأنبياء إلي عرينها، وورد ذكرها في القرآن خمس مرات وقال الرسول الكريم أن بها خير أجناد الأرض وصاهر قبطها وسماها كنانة الله.
مصر شهدت انطلاق المشروع القومي العربي علي يد ثورة 23 يوليو 1952، والقائد المعلم جمال عبدالناصر، وقدمت الآلاف من أبنائها شهداء الواجب في فلسطين واليمن وعلي رمال سيناء الحامية.
مصر بلورت وجدان الأمة بما أبدعه وأنجزه وصنعه فنانوها وأبناؤها ومفكروها وكتابها وشعراؤها الكبار، ومن خلال الكتاب والصحيفة والمجلة والمسرحية والأغنية والفيلم.
مصر كانت علي الدوام قبلة المضطهد في بلده والحالم بالنجاح والطامح إلي السكينة والساعي إلي المعرفة.
لمصر أياد بيضاء علي كل العرب لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل أو جبان، لذلك لا أعتقد أن هناك من يسعي إلي إهانة مصر والثمانين مليون مصري، أو إلي الإساءة إلي دور مصر الريادي والحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي في المنطقة، فالعرب بدون مصر كالجسد بدون قلب وبدون وجدان.
يبقي أن بعض الفنانين المصريين الذين تحدثوا عن كفرهم بالعروبة وبالقومية العربية يحتاجون إلي إعادة النظر في مواقفهم، و إلي استبعاد التشنج والإندفاع، لأن الفنان المصري سيفقد الكثير من بريقه ومن شرعيته عندما يعتقد أنه قادر علي الحركة والعمل والنجاح خارج الإطار القومي.
وسيبقي عزاؤنا أن الإساءات المتبادلة بين أقلية من هنا وأخري من هناك لا تعبر عن حقيقة الشعبين العظيمين في مصر والجزائر، فالشعوب أعظم من أن يعبر عنها بعض المنحرفين أو المتشنجين أو الغوغاء ممن لا يخلو منهم مكان أو زمان.