كيف تبداء استثمارك؟
يتوق الكثير من الناس للاستثمار في بعض المشاريع التي يتوقعون منها أن تعود عليهم بعائدات مالية مجزية. ويبدأوا أحلامهم وهم يتوقعون أن دخول السوق عملية سهلة ويسيرة ولا تحتاج أكثر من أن تتوفر السيولة المالية المتوقعة لبدء مشروعاتهم. وينجح بعضهم لحسن حظه وتفانيه وعلاقاته المثمرة، ويفشل البعض الآخر حاملاً معه آلاماً مالية واجتماعية من الصعب شرحها وتوضيحها ولكن المجربين يعلمون ذلك جيداً أكثر مني.
وهنا أود أن أوضح لهؤلاء المستثمرين الجدد أن هناك طريقة أساسية لبدء استثماراتهم في أي مشروع تجاري مهما صغر أو كبر. وتتكون هذه الطريقة من مراحل ثلاث، حيث يمكن للمستثمر نفسه القيام بها إن كان متمكناً من ذلك، أو الاتفاق مع جهة متخصصة في تأسيس وتنفيذ مثل هذه المشاريع للقيام بذلك.
المرحلة الأولى: مرحلة إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية والتسويقية والفنية
وتتألف هذه المرحلة من الخطوات التالية حسب الترتيب المذكور أدناه. وعادة ما تأخذ هذه المرحلة وقتاً لإنجازها يتراوح بين ستة إلى عشرة أسابيع حسب طبيعة المشروع. ويقوم الكثير من المستثمرين بهذه الدراسة بنفسه أو يفوض جهة ما بذلك، ولكن هناك –وخصوصاً أصحاب المشاريع الصغيرة- من لا يقوم بأية دراسة لمشروعه وهنا تمكن المغامرة الخطرة لاستنفاذ رأس المال المتفر لدى صاحب المشروع.
وخطوات هذه المرحلة هي كالتالي:
تجهيز بيانات التسويق و البيانات الفنية.
التخطيط طويل الأمد للمشروع.
دراسة وتحديد التمويل للمشروع وإعداد مخطط القروض وجدول إعادة القروض.
إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية .
• إعداد دراسة الجدوى التسويقية والمالية.
• إعداد دراسة الجدوى الفنية.
إيجاد المؤشرات الاقتصادية للمشروع.
رسم خطة العمل الاستراتيجية.
المرحلة الثانية: الأشراف على تنفيذ المشروع
وهذه المرحلة هي التي يتم إنشاء المشروع فيها، حيث تبدأ عملية الإنتاج التجريبي ومن ثم الإنتاج الفعلي للمشروع. ويستطيع أن يقوم المستثمر نفسه بالإشراف على التنفيذ أو يعين من يراه مناسباً لذلك.
وتتكون هذه المرحلة من الخطوات التالية:
إعداد مستندات التنفيذ للمشروع من وثائق وخرائط والمخططات الفنية وتوزيع المكائن والمساحات.
اقتراح حوالي خمسة شركات لكل من التالي:
• تنفيذ الأعمال الإنشائية
• الأثاث والديكور الداخلي
• تجهيز المكائن وتنصيبها وتشغيلها التجريبي.
إعداد الخطط التكتيكية للتسويق وتجهيز أو تدريب الكوادر الإنتاجية والإدارية والتسويقية .
الأشراف على تنفيذ جميع مراحل الإنشاء والتأسيس إلى مرحلة التشغيل التجريبي والفعلي.
المرحلة الثالثة: الاستشارة الدائمة لتطوير العمل والتسويق وزيادة الكفاءة والإنتاج
وهنا تكمن أصعب مراحل إنشاء المشاريع، حيث تتم فيها عمليات التوسع مع لزوم ضمان نتائج الحركة التوسعية في المشروع. وهي مرحلة حاسمة في حياة المشاريع، فإما التوسع في تلبية وإشباع احياجات العملاء المتزايدة، أو التقهقر أمام هذه المرحلة والعود لمرحلة البداية، مما يجعل المستثمر محاصر بين تسديد التزاماته المالية المتزايدة وبين قبول الهزيمة أمام المشاريع الجديدة التي ستدخل السوق لتنافسه وتوفر منتجات مشابهة تلبي احتياجات عملائه الذين كانوا معه، والعملاء الجدد الذين سيأتون إليهم. ومن المهم هنا أن يستشعر المستثمر أهمية الإستشارة في هذه المرحلة وذلك لخطورتها، حيث يمكنه استشارة المسؤولين عنده أو أي جهة أخرى يمكن أن تقدم له ما يحتاج من استشارات.
وتتكون هذه المرحلة من الخطوات التالية:
إعداد الخطط الاستراتيجية للتوسع في الإنتاج.
إعداد مخطط التسويق والأشراف على تنفيذه.
إعداد البرامج التنفيذية للتوسع .
إيجاد الحلول للمشاكل الإنتاجية والإدارية والتسويقية التي يمكن أن تنتج نتيجة للتوسع.
تدريب الكوادر الفنية والإدارية الجديدة.
تأهيل وإعادة هيكلة المصنع عند الحاجة.
أتمنى لجميع المستثمرين صغاراً وكباراً كل التوفيق في مشاريعهم التي سوف تخدمهم وتخدم أسرهم وأوطانهم.__________________