عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17865 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: دور بيئة العمل في نجاح الإدارة 31/10/2009, 15:32 | |
| دور بيئة العمل في نجاح الإدارة ليست الإدارة, كمهنة أو منصب, من المسؤوليات السهلة, بصرف النظر عن حجم نطاق الإشراف فيها وطبيعة العمل الواقع ضمن دائرتها. وبيئة العمل, أينما وكيفما كانت, تزخر بالمؤثرات الإيجابية والسلبية على الإدارة, حيث إن نجاح المدير أو فشله لا يمكن, بأي حال من الأحوال, أن يعزى له وحده دون النظر إلى ما يحيط به من موظفين, سواء ممن يعلونه أو ممن يقعون تحت إشرافه أو ممن هم في مستواه التنظيمي تنفيذيين كانوا أو استشاريين أو إشرافيين, وما يحيط به من مستلزمات سير العمل سواء في محيط العمل ذاته أو في المجتمع كجزء أو ككل. ولما لهذه المؤثرات من دور أساسي في تحديد مقدار صعوبة مهمة المدير, نجد أن المديرين, في غير الدول النامية, شديدو الحرص على حسن اختيار من يعملون معهم لكونهم من أهم تلك المؤثرات. ليس الأمر بتلك السهولة في اختيار أكثر العاملين ملائمة للعمل في الدول النامية لأسباب كثيرة ومختلفة. لذلك نجد أن مهمة المدير في الدول النامية, حتى وإن كان نطاق إشرافه ضيقاً ومقدار المسؤولية لديه محدوداً أصعب من مهمة المدير في الدول المتقدمة لما يتهيأ للأخير من عون في بيئة العمل والمجتمع بصفة عامة. من هنا لا يجد المدير في الدول النامية بداً من اختيار أحد البدائل الثلاثة التالية:
1. إما أن يكون لا مبالياً ويترك الأمور تسير كما يتهيأ لها, انطلاقاً من (ليس في الإمكان أفضل مما كان), ومن يختار هذا البديل من المديرين يجب أن تمد له يد المساعدة في حثه على التخلي عن مهمة الإدارة إذ إن استمراره سيؤدي, لا محالة, إلى الإضرار بمصلحة العمل.
2. أو أن يجهد نفسه ويحملها أكثر من طاقتها فيقوم بأداء كل صغيرة وكبيرة. ورغم ما سيبذله من جهد فلن يحقق القدر الكافي من الإنجاز المرضي إلا إذا كانت بيئة العمل مهيأة ولا ينقصها إلا البعض من الكفاءات المناسبة من الموظفين. ولهذا الاتجاه عواقب وخيمة منها أنه, مهما أوتي من قوة, فلن يستطيع عمل كل شيء, إضافة إلى أن القيام بالصغير من الأعمال سيكون على حساب الكبير والمهم, هذا إلى جانب ما قد يحدث من الأضرار والمضاعفات التي لا تحمد عقباها. يضاف إلى ذلك أن ما يطرأ على ما حققته الإدارة من إنجاز سيكون مرتبطاً به شخصياً ومتى ما ترك منصبه عادت الإدارة إلى مستواها السابق.
3. أو أن يتجه نحو الإصلاح وكل ما يتطلبه ذلك من إعادة تنظيم وتبسيط للإجراءات وتدريب للموظفين وهذا، في رأيي, أفضل الخيارات الثلاثة, وإن كان أصعبها, إلا أن المردودات المتوقعة ستكون حسنة وذات أثر إيجابي في العمل كبناء مؤسسي, وليس إنجازا مرتبطاً بشخص لا تتوافر في غيره صفات واستعدادات كان لها, بتوفيق من الله, الأثر الإيجابي في ما وصل إليه مستوى الإدارة من حيث حسن الأداء. ولكن السؤال: هل بيئة عمل كل مشرف بما فيها من تنظيم وأنظمة إدارية تتيح له فرصة كهذه؟
|
|