عدد الرسائل : 1800بلد الإقامة : بلدى الحبيباحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8604ترشيحات : 10الأوســــــــــمة :
موضوع: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 23/10/2009, 23:12
( تحيا مصر )
للقاصة والروائية المصرية : وفاء شهاب الدين
أمسك بالقلم محاولاً التقاط تلك المعاني التي تعانقت بداخل عقله في سريالية جعلته يشعر أن كل معاجم اللغة قد نفدت. نظر إلى الساعة، عاتب شفتيه النحيلتين بعضة، لطم رأسه الممتلئ الفارغ، وأخذ يتحسر على كلمات لم تولد بعد يحاول بها استدرار عطف خطيبته التي هجرت درب الحب، جعلت تبحث عن زوج يمتلك أربعة جدران تحجب عنها نظرات المتلصصين، تنعم عليه الحكومة براتب يبدل الذل الذي استوطن عينيها إلى نظرة رضا. خط بالقلم خطاً مستقيمأ ثم أحاطه بدائرة ،جلس يسترجع كل ما درسه في علم الهندسة، وبعد أن خذلته الدوائر رمى بالقلم ولجأ إلى الشوارع يشكو ظروفاً خلقت من كرامته ممسحة، جيبا لم يسعده الحظ بمائة جنيه كاملة طوال حياته، غرفة سكنها منكر ونكير معه، ينقض عليه الشجاع الأقرع غرة كل شهر يطالبه بسداد إيجارها المتأخر، يشكو وظيفة حكومية لن تدق بابه المهتريء مطلقاً، وزوجة لن تسكن ضلوعه سوى بالجنة التي أصبح يشك بقوة أن يراها ولو من بعيد. جلس على الرصيف ينتظر وسيلة مواصلات تقله إلى أي مكان بعيدا عن ذكريات استنفذت فترة صلاحيتها، كلما اقترب أتوبيس قفز قلبه متمنياً أن يجد مكانا له، إلى أن طرقت قلبه مطرقة اليأس.. أخذ يتمشى مرافقاً ذكريات أبت أن تفارقه، قال هازئاً " إنها المرة الأولى التي أعلم فيها أن الذكريات لا تسكن الأماكن، ولكنها تستوطن القلب والجوارح فلا خلاص منها سوى بالموت" حتى الموت لم يكن خياراً جيداً له؛ فلم يمتلك بعد ثمن قبر يليق بجثته وأبت بداخله كرامة متطلعة أن يدفن بمقابر الصدقة . تنامت إليه أصوات هتاف عالية فاتجه مشدوهاً إلى مصدر الصوت فوجد عدداً كبيراً من الناس قد جلسوا أمام شاشة تلفاز عملاقة يشاهدون مباراة لكرة القدم. اقترب منهم وقد رثى لحالهم، فقد تجاهلوا رغيف الخبز الذي هجر بيوتهم، والسكر الذي تنزل منزلة الدواء، والأرز الذي لا يزورهم سوى بالمناسبات وجلسوا جميعاً يتابعون مباراة! جلس بجوار أحدهم وسأل في فضول"لم تهتم كل ذلك الاهتمام بتلك المباراة"؟ رد الرجل وقد تنافرت أوردته من فرط الحماس"إنها المباراة النهائية لكأس إفريقيا بين مصر وإحدى الدول السمراء" خرجت ابتسامة من بين أسنانه نصف ساخرة ونصف يائسة ،بعد قليل تعلقت عيناه بأقدام اللاعبين، وتحركت الكرة من ملعبها لتستقر بأعمق أعماقه وسيطر عليه حماس سحر كل حواسه فأخذ يصرخ باللاعبين يستحثهم على اللعب بضراوة ولم يهدأ سوى عندما انتزعوا الكأس . ونافست الشوارع في تماوجها بالبشر أكبر المحيطات،وأنضم لطوفان البشر الذي لون الليل بلون العلم المصري، نسى خيبته وحزنه وأخذ بنصيبه من السعادة التي تغلغلت بدمائه بعد أن استنشقها للمرة الأولى . بين الجموع الهادرة رأي خطيبته" السابقة" وقد صبغت خدها الأيسر بعلم مصر وأمسكت بالعلم وأخذت تحركه يمنه ويسره في سعادة بدت له أنها تستحقها، نظر إلى العلم الذي راقصه الهواء وغازلته أنفاس الآلاف، فابتسم وخرجت الكلمات من رئتيه تقرع كطبول النصر صائحاً في سعادة"تحـــــــــيا مصـــــــــــر".
أسامة مصطفى عضو لامع
عدد الرسائل : 1079بلد الإقامة : جمهورية مصر العربيةاحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6990ترشيحات : 10الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 24/10/2009, 14:35
ههههههههههه بمعنى أن فى آخر المطاف نجد مايلهينا عن همومنا قصة روعة لكاتبة رائعة
ريما مراقب عام
عدد الرسائل : 821بلد الإقامة : السعوديةاحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7055ترشيحات : 45
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 24/10/2009, 14:57
كلما جعل الإنسان الهموم أمام عينيه كلما تفاقمت
لكنها سرعان ما تتلاشى مع انشغال الخاطر بغيرها
حولنا الكثير مما يستحق أن نسعد به بعيدا عن الأحزان
شكرا وفاء لدرسك الرائع
دمت بخير
wafaa عضو ماسي
عدد الرسائل : 1800بلد الإقامة : بلدى الحبيباحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8604ترشيحات : 10الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 25/10/2009, 14:45
أستاذ أسامة نعم على رأى المثل الدنيا تلاهى
والكاتبة هنا جعلت البطل يلتقى بماضبه الجميل فى نهاية القصة
ويلتحم معه فى لحظة إنفعالية قد تغير مجريات الأحداث القادمة
والتى تركتها الكاتبة لخيال القارئ
wafaa عضو ماسي
عدد الرسائل : 1800بلد الإقامة : بلدى الحبيباحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8604ترشيحات : 10الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 25/10/2009, 14:51
ريما كتب:
كلما جعل الإنسان الهموم أمام عينيه كلما تفاقمت
لكنها سرعان ما تتلاشى مع انشغال الخاطر بغيرها
حولنا الكثير مما يستحق أن نسعد به بعيدا عن الأحزان
شكرا وفاء لدرسك الرائع
دمت بخير
العالية ريما أحسنت بهذه الأضافة الراقية
وجعلتى القصة تنزل إلى أرض الواقع لنستفاد منها وتصل لنا رؤية الكاتبة
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65عدد الرسائل : 9511بلد الإقامة : الفيوماحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13232ترشيحات : 29الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 18/11/2009, 19:16
سلمت يداك دائما على ما تقدمه من موضوعات رائعة وجميلة
لك منى كل التحية والتقدير وأجمل وأرق الدعوات المباركات
وفقك الله إلى كل ما هو رائع كعادتنا معك دائما
وجعله فى ميزان حسناتك ولا حرمك الله الأجر
لكِ منى تحية معطرة بشذى الورد والريحان
wafaa عضو ماسي
عدد الرسائل : 1800بلد الإقامة : بلدى الحبيباحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8604ترشيحات : 10الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 16/5/2010, 07:01
الاستاذ رافت انا متشكرة جدا لوجودك وتشجيعك الدائم
أشرف السيد البدرى عضو محترف
عدد الرسائل : 404بلد الإقامة : مصراحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6438ترشيحات : 0الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 1/11/2010, 00:13
ابن سينا مستشار أدبي
عدد الرسائل : 1928بلد الإقامة : الكويتاحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8152ترشيحات : 129الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 1/11/2010, 12:08
جميل هو نقلك لهذه القصة التي تتحدث عن واقع الحياة ومشاكلها المتعددة وقد أعجبتني جدا بأسلوبها في الوصف بالكلمات للملامح البشرية في الحزن والفرح وسرعة النسيان وهل بيدنا شئ نعمله غير النسيان وبسرعة حتي لاتركبنا الهموم من الواقع ,تقبل مروري وتحيتي.
أخوك - ابن سينا.
كاريمان البهنسي عضو متميز
عدد الرسائل : 560بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6341ترشيحات : 7
موضوع: رد: تحيا مصر للقاصة والروائية وفاء شهاب الدين 29/11/2010, 17:44