بسم الله الرحمن الرحيم
اتباع الهوى
( الأسباب - والمظاهر – والعلاج)
معنى الهوى :
مصدر : هويا- يهوى –هوا :هو ميل النفس الى الشيء الذي تريده
هذا الميل خلقه الله فى الإنسان جعله الله جبله فيه فهو ضرورة إلى بقائه كميله للمطعم والمشرب
والمنكح لكن ان من يتبع الهوى فى الغالب لا يقف عند الحد المشروع لذا كان اكثر ما يستعمل الهوى فى الحد
المذموم قال الله تعالى
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)
إ
إلا ان الله عز وجل لم يذكره فى كتابه إلا وقد ذمه ولكن فى السنه جاء الهوى مقيد
كما جاء فى الصحيحين عن عائشه رضى اله عنها قالت
كانت خوله بنت حكيم من الائى وهبن أنفسهن للنبى صلى الله عليه وسلم
فقالت عائشه رضى الله عنهااما تستحى المرأه ان تهب نفسها للرجل فلم نزلت
(ترجى من تشاء منهن وتؤوى من تشاء)
قالت قلت يا رسول الله ما ارى ربك إلا يسارع فى هواك
فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مذموم ولكنه مقيد هنا
أقسام الهوى
1- الهوى فى الشبهات
وهذا يكون فى (الآراء – والمعتقدات – والأفكار )
وهذا اشد القسمين خطر لانه ربما يترتب عليه الخروج من الاسلام صاحبه بعيد عن التوبه
لأنه لايعرف انه على خطاء فبينما يتكلم السلف عن الهوى وذم الهوى واهل الاهواء فبينما يقصدون
هذا القسم
2- الهوى فى الشهوات
وينقسم الى قسمين
أ – الهوى فى الشهوات المحرمه
وهذا من اسمه يتبين حكمه فحكمه انه محرم ويمكن ان يؤدى فى الغالب الى سوء الخاتمه
ب- الهوى فى الشهوات المباحه
الشىء الذى تهواه فى الاصل مباح إلا انه ممكن ان ينتقل الى محذور وهوعندما تصل الشهوه مباحه
الى محرم او ان تكون هذه الشهوا المباحه تقود الى التقصير فى الطاعه او التكاسل فيها
مثل الشبع يخشى منه الا يقوم الى قيام الليل فقاد الى التقصير فى الطاعة
ايضا يمكن ان تكون هذه الشهوه المباحه تنتقل الى المذموم حينما نكثر منها إكثارا يستغرق وقتا
كان من الافضل ان يصرف هذا الوقت فيما ينفع المسلمين
التحذيرات من الهوى
والتحذيرات التى وردت فى كتاب الله وسنه نبيه صلي الله عليه وسلم كثيره منها
قال الله تعالى (فأما من طغى واثر الحياه الدنيا فإن الجحيم هى المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى
النفس عن الهوى فإن الجنه هى المأوى)
وايضا قوله جل وعلا (ولمن خاف مقام ربه جنتان )
قيل فى تفسير هذه الايه ان العبد يهوى المعصية فينكر مقام الله عز وجل ورقابته عليه
اخبر الله جل وعلا ان إتباع الهوى يضل عن سبيل الله فقال
(يا داود ان جعلناك خليفه فى الارض فحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيله )
ايضا اخبر الله عز وجل ان لإتباع الهوى ممكن يطبع على القلب فقال سبحانه وتعالى
(أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم )
الله عز وجل فى ايات كثيره فى القرآن حزر من اتباع اصحاب الاهواء
فقال فى بعض ايات القران
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولإن اتبعت
أهوآءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير )
كذلك الله عز وجل امر بعدم اتباع الهوى فى الحكم مما يعى ان اتباع الهوى يسبب الجور فى الحكم
(يأيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن
غنيا او فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا )
وهناك اكثر من حديث حذر من ذلك منها من زكره الامام احمد والطبرانى وصححه الالبانى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخوف ما اخاف عليكم شهوات الغى فى بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
وعند سنن ابو داود
ان النبى صلى الله عليه وسلم قال انه سيخرج من امتى اقوام تتجارى بهم الاهواء
كما تتجارى الكلبُ بصاحبه
معنى الكلبُ :هو نوع من انواع المرض صححه الالبانى
مظاهر اتباع الهوى
هناك مظاهر كثيره فى تصرفتناوحياتنا لو تأملنا لوجدنا ان الباعث الحقيقى هو اتباع الهوى
من هذه المظاهر
1- التعلق بالاشخاص والصور ويسمى العشق
وهو ما يكون من حب مزموم وعشق بين جنس واخر او حتى بين جنس متماثل وتكلم عنه العلماء
كثيراوحذروا منه
2- وهو التعلق بالاشخاص ليس حبا لشخصه وانما التعلق بالشخص حبا لعلمه او لدينه مما لا شك
ان محبه الصالحين مما يتقرب بها لله عز وجل لكن ان تكون هذه المحبه من اتباع الهوى اذا وصل التعلق
بهذا الشخص من دون الله فيجعل هذا المتعلق يسمع لهذا الشخص حتى لو كان على خطاءويعادى الناس من
من اجله ويجعل سبب هذا العداء تحت رايه انه يكره فى الله ويبغض فى الله وليس هذا انتقاما لحرمات الله
3- من المظاهر ايضا إتباع السقطات
هناك اناس كأنهم نذروا انفسهم لإتباع سقطات الاخرين ويعدون هذا دفاعا عن الحق وربما احيانا دفاعا
عن الامه فيأتون الى هذا الشخص اوالشيخ او الداعيه اوغيره فيتبعون اخطائهم او سقطاتهم ويقولون
هؤلاء اخطائوا فى الشىء الفلانى وهذا فعل ةهذا فعل فبعضهم يقضون اوقات ليست باليسيره لتتبع سقطات
الاخرين وان كان هذا التتبع نقدن بناء ليستفاد منه فلا مانع
4- من المظاهر ايضا انكار بعض المنكرات دون البعض لهوى فى نفسه
مثلا ان تهوى نفسه شىء قد يكون منكر يقلل من شانه ويهون منه وربما اتخذا لنفسه معاذير فى فعله
وما لاتهواه نفسه ينكره وبشده وربما يحتد فى انكاره وربما اتهم من يفعله بضعف الايمان
5- تضخيم بعض الامور مع التساهل فى غيرها
فتجده يمدح فى ما تهواه نفسه ويضخمه ويبالغ فى ذم ما لا تهواه نفسه هذا يختلف عن المظهر السابق
فالمظهر السابق فى المنكرات وامعاصى اما هذا فى الاشياء المباحه وربما تكون فى المستحبات
وربما تهوى نفسه مظهرا او عمل من اعمال الخير فتجده يضخم هذا الجانب الى درجه انه اهمل الجوانب
الاخرى
6- الجدل بالباطل وعدم الاعتراف بالخطاء
تجده لايتقبل النصيحه ولا النقد ويفسر دائما ان الناصحين له انهم يكرهونه وليس هذا مناقض فى النقد الغير
بناء ولكن نريد الاعتدال
7- من المظاهر التقصير فى محاسبه النفس ورؤيتها بعين الكمال
8- من المظاهر حب التسيب وعدم الانضباط
فهو لا يريد شىء منضبط اذا كان مثلا هناك برنامج ما لنشاط ما فهو لا يريد الانضباط يريد ان يذهب
متى يشاء وكيف يشاء
9- من المظاهر إضاعه الوقت بما تهواه نفسه
م
الاثار التى ممكن ان تظهر عن هذه المظاهر
1- الاستقامه الجوفاء فتجد انه فى ظاهره انسان مستقيم ولكن هو فى الداخل عنده تقصير كبير
لان من اتبع الهوى فى الغالب يتبع شهواته ويدفع ما يخالفها والجنه محفوفه بالمكاره
2- مرض القلب وقسوته
لان من يتبع هواه انما يقوده ذلك الى فعل المعصيه ومعلوم ان فعل المعصيه يهمل فى القلب نقطه وربما
تراكمت وتراكمت هذه النقط حتى يسود القلب
3- الاستهانه بالذنوب
من اتبع شهوته من البدايه يشعر ان هذا ذنب فيحاول ان يقلل منه او لايفعله لكن من يتبع هواه فيفعل هذا
الامر فيبدء يستهين بالذنوب ومثال السفر الى بلد كافراو بلد يشبه البلاد الكافره فى الاصل ان السفر ليس
محرم فهو امر مباح ولمكن من تبع هواه يبدء فى التنازلات مثل غض البصر وبعد ذلك سماع الموسيقى الى......
4- اضلال الاخرين وابعادهم عن الحق
وهذاقد يكون اكثر لو كان فى الشبهات فيضل الاخرين لانه يرى انه على حق فإذا ارادوالخير منعهم منه
لانه يرى ان هذا الخير بدعه فى نظره وقد لايكون كذلك
5- من الاثار العقوبه الاخرويه
فإن من يتبع هواه فى الدنيا لا ينال المراتب العاليه حتى فى الدنيا فلابد ان يخالف هواه فالطالب الذي لا
يذاكر فيتبع هواه هل يمكن ان ينجح يتفوق لا يمكن الانسان الذى يريد النجاح لابد ان يصبر
6-من الاثار الحرمان من توفيق الله عزوجل
لان توفيق الله ينال بطاعته لا بمعصيته
6- من الاثار انه يضعف العزيمه
لان الانسان كل ما هوا شىء اراده فهذا لايكون له عزيمه قويه
7- من الاثار الهوى مدخل للشيطان ومدخل واسع جدا
والشيطان ياتى للانسان من الباب الذى يهوى
8- من الاثار سوء الخاتمه
اسباب اتباع الهوى
1- الدلال والدلع من الصغر
2-مجالسه اهل الاهواء لانه سوف يقتدى بهم
2- ضعف المعرفه بالله والدار الاخره
لان لو عرفنا الله حق المعرفه وقدرنا ربنا حق قدره ما اثرنا هوانا على ما يحب ويرضى الله سبحانه
وتعالى ولو ادركنا حق الادراك الدار الاخره وما فيها وما اعد الله عزوجل فيها لاهل الاهواء ما تبعوا هواهم
3- تقصير الاخرين فى نصيحته وبالتالى قد لا يرى انه مخطىء
4- ان يجهل اثار الهوى
5- عدم ادراك هذا الموضوع
فلا يميز بين باعث الهوى وما ليس كذلك
علاج إتباع الهوى
لايتصور ان نصف وصفه طبيه ولكنها فى الحقيقه تنصب فى مجاهده النفس فى علاج هذا الامر
اول ما يمكن اتباعه
1- الخوف من الله عزو جل
2- من العلاج اكتشاف المرض
3- الاراده والعزيمه القويه على إصلاح نفسه
4- استحضار عواقب الهوى
5- تعويد النفس على مخالفتها فيما تهوى ولو فى اشياء مباحه لاتحريما لها انما تعويدا لها
6- ان يتصور تلك الاهواء التى فى حق غيره هى فى نفسه
7- الالتفاف حول الصالحين
8- محاسبه النفس على الدوام
9- البعد عن مصاحبه اهل الاهواء
10- الوقوف على سير اهل الاهواء وما فعلت بهم
11- استحضار ان السعاده الدنيوية والاخرويه فى ترك اتباع الهوى
12- من العلاج الصبر على الشهاوات والصبر على الطاعات
13- من العلاج غض البصر
14- من العلاج الدعاء كما ورد عن النبى على الله عليه وسلم
(اللهم انى اعوذ بك من منكرات الاهواء والاعمال والاجواء