العمر : 57عدد الرسائل : 23180بلد الإقامة : مصراحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123ترشيحات : 136الأوســــــــــمة :
موضوع: لمحة عن فن الموتيف 6/10/2009, 11:06
الموتيف بصورة مختصرة، عبارة عن تخطيطات تعبيرية ينفذها الرسامون بسرعة لتعبر عن النصوص الادبية من شعر وقصص تنشر في الصحف والمجلات وهي تعبر عن روح النص او جانب منه. لاشك في ان الباحث حين يتصفح الصحف والمجلات الكوردية الصادرة على مدى 108 أعوام من عمر الصحافة الكوردية، سوف يعثر على كم هائل من اعمال الموتيف، والموتيف مثل الكاريكاتير فن ملازم للصحافة ولا وجود له تقريبا خارج اطار الصحافة ويختلف كليا عن الكاريكاتير والتخطيطات (السكيجات) التي يعدها الفنان لانجاز لوحة او منحوتة، ويعتمد الموتيف على حركة الخطوط بشكل رئيس والطراوة والعفوية في الحركة واستعمال الخطوط المجردة والاشكال قد تكون رمزية او واقعية او هي زخارف وتشكيلات تجريدية، الهدف منه بلورة لقطة جمالية مركزة عن فحوى النص، لترفد خيال القارىء وتشحذ ذاكرته وتحثه للاقبال على قراءة النص والتعمق في ثناياه، وهي في ذات الوقت تلبي احدى اهم رغبات ومتطلبات الصحافة التي تشترط تلازم الكلمة والصورة، اي ان الموتيف يحل محل الصورة لاضفاء الجمالية على صفحات المطبوع الصحفي وتبني جزء من رسالة النص المنشور.
والموتيف كفن ثانوي ضمن مجموعة الفنون التشكيلية، يعتمد بشكل رئيس على الخط باعتباره عنصراً تشكيلياً، وقلما تستخدم الالوان في اعداد الموتيف، وفي الاونة الاخيرة دخلت تقنية الكومبيوتر في عملية اعداد الموتيف ومساعدة الفنان لانجازه، وهو ايضا (أي الموتيف) ينجز بطابع خاص يحمل بصمات ريشة معده، اي يمكن تتبع خصوصية الموتيف حسب الفنان الذي انجزه.
وفي حالة التصدي لفن الموتيف في الصحافة الكوردية او الكوردستانية عموماً (الصادرة بالكوردية والعربية والتركمانية والسريانيةوالانكليزية والفارسية والتركية وربما لغات اخرى)، سيواجه الناقد والمتتبع صعوبات جمة ويحتاج جهوداً غير محدودة للاطلاع على اكثر من الفي جريدة ومجلة صدرت على مدى 108 أعوام في اجزاء كوردستان الاربعة وفي العراق وايران وتركيا وسوريا ولبنان وارمينيا والعديد من البلدان الاجنبية، مثل هذه الفرصة ليست متاحة بالشكل الذي يمكن ان يلم به شخص او عدة اشخاص.
لذا سيقتصر مقالي على تناول اعمال خمسة فنانين موتيف تيسر لي التعامل معهم خلال عملي الصحفي في العقد الاخير من القرن العشرين، وبالذات في (برايتي ئه ده ب وهونه ر) الاسبوعية الثقافية الفنية التي كانت تصدرها مؤسسة برايتي خبات الصحفية في اربيل بالكوردية انذاك.
سيروان شريف كان من بين الماهرين في اعداد الموتيف وكان يولي عناية فائقة في اعداده، السمكة هي احدى مفرداته المفضلة وكانت لاتخلو اعماله الموتيفية من السمك اطلاقاً.
يرافق ذلك الشبكة وتشكيلات نباتية واحياء بحرية متفرقة واحياناً ملامح وجوه تبدي الحيرة او الوجل، اضافة لزخارف وتشكيلات تجريدية وآلات موسيقا ونماذج نوطات، غالبا ماكان يستخدم التظليل بشكل واسع ويراعي الدقة في اعماله الى ابعد الحدود وقد تعمق سيروان شريف بفن الموتيف لدرجة انه افتتح معرضا بموتيفاته في السليمانية مسقط رأسه.
الفنان المعروف دارا محمد علي انخرط في اعداد الموتيف دون ان ينفصل عن عالمه الخاص كرسام، مفردات لوحاته وجدت طريقها نحو اعماله الموتيفية وكذلك اسلوبة الخاص في الرسم، كان قوي الحضور في الموتيف، وبعد تجارب في فن الموتيف توصل دارا محمد علي الى اسلوب خاص ومطور في الموتيف هذا الاسلوب يرتكز بشكل متواز على الخط والتظليل، الفراغ يشغل ادنى حد له في التكوينات المفرداتية، وتتراجع الخطوط الخارجية احيانا حتى تتماهى بين امواج الظل الذي يفرض حضوراً قوياً في اعمال دارا الفنان.
نرمين احمد اسود فنانة ذات باع في الموتيف وهي مثل دارا محمد علي كان لمفرداتها التشكيلية حضور في موتيفاتها ومن يدري، ربما الفصل بين عالمي الرسم والموتيف امر غير وارد اصلاً، مع هذا فالفنان الذي يعد الموتيف قبل امتلاكه تجربة تشكيلية جيدة، ربما يختط له اسلوباً خاصاً بالموتيف، وقد ينعكس ذلك على نتاجاته التشكيلية تالياً، وفي موتيفات نرمين نجد المرأة والرجل كأفضل مفردتين يتكرر وجودهما معاً او على انفراد، اضافة لزخارف وتشكيلات نباتية وتجريدية.
وتمتاز خطوطها بالرهافة والدقة والمرونة وهي وان بدت تسرف في الخطوط، الا ان التوزيع المتوازن لها يحفظ لموتيفاتها العبق والثراء، وهي احياناً تستعمل التظليل لكن بشكل محدود.
ويمكن ان نعتبر فلك الدين امين انموذجاً للفنان الذي بدأ بالموتيف وانتقل تاليا الى عالم الرسم، ولوحاته تعطي الدليل لما ذهبنا اليه من حيث انتقال المفردات التشكيلية الواردة في موتيفاته الى عالم لوحاته، وخصوصية فلك الدين تنبع من اعتماده الكبير على الخطوط الدقيقة والمرونة المتناهية لحركتها والرمزية الزخرفية البادية على اعماله، وللميثولوجيا حضورها عبر الرموز التي تدخل في موتيفاته اضافة لمفردات تراثية من الازياء وتشكيلات معمارية، في بعض اعماله يصل منتهى الاقتصاد في الخطوط، فيما يسرف في خطوطه في اعمال اخرى دون ان يفقد العمل طاقته التعبيرية والجمالية.
واخيراً يمكن الاشارة الى تجربة (نريمان) في مجال اعداد الموتيف لما يضفي عليه من خصوصية وما يوليه من عناية، موتيفات نريمان تأخذ شكل كتل تخطيطية ثقيلة، وهو يلعب ويعبث بالخطوط حسب مزاج مولع بابراز المفردة والتركيز على الانشاء في اعماله، الخط يفقد خصوصيته كسلسلة متواصلة من النقاط المتتالية، ليتحول الى خطوط عريضة وبقع ومساحات تتباين وتتفاوت مع كل حركة وانعطافة.
ويجسد الاشكال الادمية وبالذات ملامح الوجه والطيور وبعض التشكيلات التي ربما هي تجريدية او رمزية مجسمة، والموتيف لدى نريمان كتلة متواصة متداخلة لاتبوح بسر بدايات خطوطها، كتلة تهضم الفراغات الداخلية وتهمشها وتتحدى الفضاء المحيط بها، ولشدة الحضور القوي للخطوط دون تظليل، تبدو موتيفاته وكأنها منحوتات جسدت بالخطوط. م لقلوبكم التحية
كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488بلد الإقامة : المدينة الفاضلةالعمل : الحالة : نقاط : 17058ترشيحات : 47الأوســــــــــمة :
موضوع: لمحة عن فن الموتيف 
6/10/2009, 11:06
