الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لعباده، وذلك في قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" [المائدة3] .
والإسلام: عقيدة وشريعة، وملخّص عقيدة الإسلام تأتي في عبارة (لا إله إلا الله)،
أما الشريعة فهي ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا معنى قولنا (محمد رسول الله) وهاتان الشهادتان هما الركن الأول من أركان الإسلام (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله).
عقيدة الإسلام:
إن عقيدة الإسلام تقتضي بأن يكون الله سبحانه وتعالى هو المعبود، ولا أحد سواه، ولا يجوز لمسلم أن يقدم العبادة والولاء والإخلاص إلا لله أولاً، وأي ولاء أو إخلاص آخر لا يكون صحيحاً إذا كان متعارضاً مع الولاء لله سبحانه وتعالى.
إن عقيدة الإسلام تحرر الإنسان من حالة الاستعباد والاستبداد التي يمارسها بعض البشر على غيرهم من الناس، ولذا لخّص ربعي بن عامر رضي الله عنه في حديثه لكسرى عقيدة الإسلام وشريعته بقوله (الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام).
إن هدف الإسلام هو تحرير الإنسان من عبادة العباد، وتحريره من الخوف على رزقه وأجله ونفسه، لذا فإن الحرية تعتبر في الإسلام قيمة عقائدية ليست قابلة للتعديل أو التبديل أو التنازل، ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون1-6].
شريعة الإسلام:
إن مقاصد الشريعة في الإسلام خمسة:
حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ المال، وحفظ العرض (النسل).
فالشريعة في الإسلام تعتبر النفس الإنسانية واجبة الحماية لا يجوز المسّ بها، سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة، والشريعة كذلك تؤكد على حفظ العقل وإبعاده عن كل ما يخرجه عن حالة الوعي من مسكرات ومخدرات وغيرها، فضلاً عن الاهتمام بالعقل واحترامه وتقديره واعتباره مناط التكليف.
أما حفظ الدين فإن الإسلام حريص على عقائد الناس (مسلمين وغير مسلمين) وأن يكون الجميع قادراً على ممارسة عقائدهم وعباداتهم وشعائرهم دون المس بها، لذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذمياً فقد آذاني).
وأخيراً حرصت الشريعة على حفظ أموال الناس وأعراضهم وذراريهم، وعدم الاعتداء عليها، بل وحمايتها من كل ما يُهدرها، ولا تؤخذ الأموال من الناس إلا بالحق، ، ولا تصرف إلا لما فيه الصالح العام وضمن مصارف حددها الشرع (إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم).
ويمكننا القول إن شريعة الإسلام التي تحفظ نفوس الناس وعقولهم وعقائدهم وأموالهم وأعراضهم وتحميها وتمنع الاعتداء عليها تهدف إلى توفير أسباب السعادة والطمأنينة للناس جميعاً، وتهيئة البيئة المناسبة لذلك.