العمر : 65عدد الرسائل : 9511بلد الإقامة : الفيوماحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231ترشيحات : 29الأوســــــــــمة :
موضوع: معنى الاستغفار؟ وكيف يكون؟ 24/3/2008, 23:08
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد كل لله
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
السادة الكرام الأفاضل
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
معنى الاستغفار؟ وكيف يكون؟ وما هي شروطه ووسائل قبوله؟ ================================
أن الله قد أمرنا بالإنابة إليه، والاستغفار من ذنوبنا في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه ب(الغفار) و(غافر الذنب) و(ذي المغفرة)..، وأثنى على المستغفرين ووعدهم بجزيل الثواب، وكل ذلك يدلنا على أهمية الاستغفار، وفضيلته، وحاجتنا إليه..
جاء في الحديث القدسي قول سبحانه وتعالى(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم)).. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله(ص)ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إن داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار)[رواه البيهقي]
فما هو معنى الاستغفار؟ وكيف يكون؟ وما هي شروطه ووسائل قبوله؟
1. معنى الاستغفار: الاستغفار معناه طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب، وستر العيوب، وشرطه أن يصحبه إقلاع عن الذنوب والمعاصي. وأما الذي يقول: أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار. قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين"، وقال آخر: "استغفارنا ذنب يحتاج إلى استغفار !" وهو يعني: أن من استغفر ولم يترك المعصية، فاستغفاره ذنب يحتاج إلى استغفار. فلننظر في حقيقة استغفارنا، لئلا نكون من الكذابين الذين يستغفرون بألسنتهم، وهم مقيمون على معاصيهم.
ولكن قبل ذلك دعونا ننظر إلى الذين سبقونا بالإيمان من الأنبياء والمرسلين، كيف كان استغفارهم وكيف كان إقبالهم على الله جل وعلا..
2. الأنبياء يستغفرون الله تـعــالى: لقد قص الله علينا عن أنبيائه أنهم يستغفرون ربهم، ويتوبون إليه، فذكر عن الأبوين عليهما السلام أنهما قالا: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )[الأعراف:23]. وذكر لنا عن نوح عليه السلام أنه قال: (وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين )[هود:47]، وقال أيضارب اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات)[نوح:28]. وذكر عن موسى عليه السلام أنه قالرب إني ظلمت نفسي فاغفر لي)[القصص:16]، وذكر عن نبيه داود عليه السلام أنه قالاستغفر ربه وخرّ راكعاً وأناب)[ص:24]، وذكر عن نبيه سليمان عليه السلام أنه قالرب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي)، وأمر خاتم رسله نبينا محمداً(ص) بقولهواستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
وأمرنا نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام بالاستغفار فقالفاستقيموا إليه واستغفروه)[فصلت:6]..
3. فــوائــد الاستغفار: عباد الله، للاستغفار فوائد عظيمة، نذكر منها:
§ أولا، أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، كما في الحديث: ((فاستغفروني أغفر لكم ))، وكما قال تعالىومن يعمل سوءً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً)[النساء:110]. وفي حديث قدسي آخر(قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنَان السماء ثم استغفرتني غفرت لك))..
§ ومن فوائد الاستغفار: أنه يدفع العقوبة ويدفع العذاب عن صاحبه، قال الله تعالىوما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)..
§ ومن فوائد الاستغفار كذلك: أنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق والخروج من المضائق.. ففي سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ص): (( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)).
§ ومن فوائد الاستغفار: أنه سبب لنزول الغيث والإمداد بالأموال والبنين ونبات الأشجار وتوفر المياه.. قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومهفقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً* يرسل السماء عليكم مدراراً*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) [نوح:10-12]، وقال عن هود عليه السلام أنه قال لقومهويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم)[هود:52].
4. أوقات بندب فيها الاستغفار: أيها المسلمون، والاستغفار مشروع في كل وقت. وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل..
- فيستحب الاستغفار بعد الفراغ من أداء العبادات؛ ليكون كفارة لما يقع فيها من خلل أو تقصير..
- كما شُرع بعد الفراغ من الصلوات الخمس، فقد كان النبي(ص)إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثا؛ لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو..
- كما شُرع الاستغفار في ختام صلاة الليل، ووقت السحر، قال تعالى عن المتقينكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)[الذاريات:17-18]. وقال تعالىوالمستغفرين بالأسحار). وقوله(ص):{تسحروا فإن في السحور بركة}، قال أنس رضي الله عنه: أراد به الاستغفار في الأسحار..أي أن بركة السحور هي في طلب المغفرة من الله تعالى أولا، وصلاة الصبح في جماعة ثانيا، وتناول وجبة السحور ثالثا لتكون قوة للصائم سائر يومه..
- وشُرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفة والفراغ من الوقوف بها.. قال تعالى: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) [البقرة:199].
- وشرع الاستغفار في ختم المجالس.. حيث أمرنا النبي (ص)عندما نقوم من مجالسنا أن نقول: (( سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك ))، فإن كان مجلس خير كان كالطابع عليه، وإن كان غير ذلك كان كفارة له..
- وشرع الاستغفار في ختام العمر، وفي حالة الكبر، فقد قال الله تعالى لنبيه (ص) عند اقتراب أجله: بسم الله الرحمن الرحيمإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً)[سورة النصر]. فقد جعل الله فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجا، علامة على قرب نهاية أجل النبي(ص)، وأمره عند ذلك بالاستغفار..
فينبغي لنا أيها المسلمون ملازمة الاستغفار في كل وقت، والإكثار منه في الأوقات والأحوال المذكورة، لنحوز هذه الفضائل، وننال هذه الخيرات.. فقد كان نبينا(ص) يكثر من الاستغفار..فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال(إننا لنعد لرسول الله(ص) في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" ))، وقد كان رسول الله (ص) يقول: ((طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا))[وفي سنن ابن ماجه بسند جيد]..
يقول أبو حامد الغزالي في الإحياء:" يحكى عن إبليس لعنه الله أنه بث جنوده في وقت الصحابة رضي الله عنهم فرجعوا إليه محسورين فقال:ما شأنكم؟ قالوا: ما رأينا مثل هؤلاء ما نصيب منهم شيئا وقد أتعبونا!! ..فقال: إنكم لا تقدرون عليهم قد صحبوا نبيهم وشهدوا تنزيل ربهم ولكن سيأتي بعدهم قوم تنالون منهم حاجتكم..
فلما جاء التابعون بث جنوده فرجعوا إليه منكسين فقالوا:ما رأينا أعجب من هؤلاء نصبب منهم الشيء بعد الشيء من الذنوب، فإذا كان آخر النهار أخذوا في الاستغفار فيبدل الله سيئاتهم حسنات.. فقال: إنكم لن تنالوا من هؤلاء شيئا لصحة توحيدهم واتباعهم لسنة نبيهم ولكن سيأتي بعد هؤلاء قوم تقر أعينكم بهم تلعبون بهم لعبا وتقودونهم بأزمَّة أهوائهم كيف شئتم، إن استغفروا لم يغفر لهم ولا يتوبون فيبدل الله سيئاتهم حسنات..
فجاء قوم بعد القرن الأول فبث فيهم الأهواء وزين لهم البدع فاستحلوها واتخذوها دينا، لا يستغفرون الله منها ولا يتوبون عنها فسلط عليهم الأعداء وقادوهم أين شاءوا.."
إذا كان هذا شأن القرن الأول، فما بال القرون التي تبعتها؟ وما بال القرن الذي نحن فيه ؟
اللهم ثبتنا على الخير، واجعلنا من عبادك المقبولين عندك، ولا اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، إنك على كل شيء قدير.
5 . صيغ الاستغفار: عباد الله، هناك ألفاظ للاستغفار وردت عن النبي (ص) ينبغي للمسلم أن يقولها، منها:
- قوله (ص): (( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ))
- وقوله عليه الصلاة والسلام: (( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ))
- وقال (ص): (( سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة. ومن قالها من الليل وهو موقن به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )) رواه البخاري.
والاستغفار قال فيه نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله (ص):{أنزل لزم أمانين لأمتي(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون))[الأنفال 33] فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة}[رواه الترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه]
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله(ص) أنه قال:{يقول الله عز وجل:"يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أعطكم وكلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم أني ذو قدرة على أن أغفر له، غفرت له ولا أبالي"}[رواه مسلم والترمذي وحسنه وابن ماجه والبيهقي]
نحن أحوج إلى الإنابة والرجوع إلى الله تعالى في كل فترة، ونحن بحاجة إلى طلب الغفران منه جل وعلا على ما اقترفت أيدينا من ذنوب، وما استقر في قلوبنا من الضغائن، وما فرطنا في جنب العلي القدير..
يروى أن ابن المنكدر رحمه الله عندما نزل به الموت بكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال:" والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته ولكني أخاف أن أكون قد أذنبت ذنبا حسبته هينا وهو عند الله عظيم"
وقال سليمان التيمي: دخلت على بعض أصحابنا وهو في الموت فرأيت من جزعه ما ساءني فقلت:هذا الجزع كله لماذا وقد كنت تحمد الله على كذا- يعني على حالة صالحة-؟ فقال: ومالي لا أجزع ومن أحق مني بالجزع، والله لو أتتني المغفرة من الله عز وجل لأهمني الحياء منه فيما أفضيت به إليه"
يا عبد الله، استغفر ربك عن تفريطك في حقه، وفي تفريطه في أداء العبادات على حقها المطلوب..
يا عبد الله، استغفر ربك عن تقصيرك في أداء شكر النعم التي ترفل فيه صباح مساء..
يا عبد الله، أستغفر ربك عما بدر من لسانك من كلام غيبة ونميمة وهتك لعرض بدون وجه حق..
يا عبد الله، استغفر ربك عما كان منك من تفريط في حق لمن هم حولك كالزوجة والأبناء والأبوين والأقرباء والجيران..
يا عبد الله، استغفر ربك عما كان منك من عدم أداء الأمانات، وعدم القيام بالواجب المطلوب منك في وظيفة أو عمل فيه مصلحة عامة..
يا عبد الله، استغفر ربك، عما في قلبك من حقد أو غل أو حسد اتجاه الغير..
استغفر ربك، ثم استغفره، ثم استغفره.. تجد الله غفورا رحيما..