عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: دور القلب في الخيل 10/9/2009, 22:12 | |
| السلام عليكم
"الجمال الداخلي للخيل "القلب" دور القلب كلاعب رئيسي في عملية الجري السريع اكتساب اللياقة يزيد من كمية الدم التي تخرج مع كل نبضة تحدثنا في الموضوع السابق كيف أن المولى عز وجل أكرم الخيل بمنظر خارجي سحر الألباب وشغل الأبصار وأسر القلوب وجعلها من المشتهيات التي زينها الله لبعض خلقه. سنتناول في هذا الموضوع الجمال الذي لا نراه في الخيل وسنركز بالتحديد عن تلك المضخة العجيبة المسماة "القلب"، والذي بفضل تطور العلم والتكنولوجيا عرفنا الكثير من خصائصها التي جعلت الخيل أحد أهم المخلوقات الرياضية على وجه الأرض لذلك فمن المفيد التوقف قليلاً عند القلب علنا نتمكن من تحديد أسرار قوة هذا المحرك لنستخدمها كأداة تتنبأ بالمستوى الرياضي الذي سيكون عليه في مضامير السباق.
مدخل لكي تحدث الحركة لابد من وجود تحالفات بين أجهزة الجسم المختلفة وخصوصاً الجهاز العضلي، والتنفسي، والقلبي. هذا التحالف يؤدي إلى تناغم بين الأعضاء الداخلية والتي تمكن "العاديات" من العدو السريع والهروب للأمام والمحافظة على أقصى سرعة لأطول فترة ممكنة ومن ثم الفوز بالسباق. يعتبر القلب اللاعب الرئيسي في عملية الجري السريع لأنه المضخة التي تربط الجهاز التنفسي بالجهاز العضلي عن طريق نقل الدم منهما وإليهما. أن زيادة قدرة القلب على ضخ الدم المؤكسج إلى العضلات تعتبر في غاية الأهمية لأنه كلما توفرت كميات أكبر من الأكسجين، كلما تأخر ظهور التعب على الحصان، بينما قلة الأكسجين فإنها تجبر العضلات على توفير الطاقة من التمثيل اللا هوائي وهذا يعني تراكم اللاكتيت وارتفاع نسبة الحموضة وبداية ظهور الإجهاد ومن ثم خسارة السباق.
خصائص القلب يصل متوسط وزن القلب في خيول الثروبريد حوالي 6 كجم (1.2% من وزن الجسم، أو 12 جم/كجم مقارنة ب 5جم/كجم في الإنسان)، أما بالنسبة لعدد النبضات فالمعروف إن القلب في وضع الإسترخاء يصل حوالي 30 نبضة/الدقيقة (أو أقل)، ولكن أثناء العدو بأقصى سرعة، كما هو الحال في السباقات القصيرة، فإن القلب الرياضي يستطيع بلوغ 230 نبضة/الدقيقة (أو أكثر) وهذا يسمى HRmax أو "النبضات القصوى" (في الإنسان يصل إلى 208- (العمر X 0.7). . أيضاً من الأشياء الرئيسية التي يجب معرفتها عن القلب هو ال Stroke Volume (SV) أو Cardiac Output (Q) وهي كمية الدم التي تخرج من القلب مع كل خفقة والتي تتراوح، في خيول الثروبريد, بين 0.9 – 1.3 لتر دم/نبضة. إن من الخصائص المهمة للقلب هو وجود علاقة طردية بين القلب و السرعة بمعنى أنه إذا زاد الخيل من سرعته زاد القلب من خفقانه إلى أن يصل إلى الحد الأعلى من النبض كما هو موضح في الرسم التالي:
إن الوصول إلى منطقة النبضات القصوى ليس بالأمر السهل لأن هذه المنطقة تتطلب الكثير من الجهد لذلك لابد للخيل أن يكون في قمة لياقته لتجنب وقوع الإصابات الرياضية كحدوث تمزق في العضلات، إصابة الأوتار، إلتهاب المفاصل، أو شروخ في الغضاريف والعظام.
تأثير القلب على الأداء الرياضي لتوضيح الدور الحيوي للقلب وتأثيره على نتائج السباقات نورد المثال التالي: لو افترضنا أن جوادين متقاربين في الوزن يملك الأول قلبا يستطيع أن يصل إلى 230 نبضة/الدقيقة ويضخ 0.9 لتر دم مع كل نبضة، هذا يعني أنه في دقيقة واحدة يستطيع ضخ 230 X 0.9=207 لتر دم (Q). أما الحصان الثاني فإنه يملك قلبا يصل إلى 217 نبضة/الدقيقة كحد أقصى لكنه يضخ 1.2 لتر دم في كل نبضة، إذا كمية الدم التي يستطيع ضخها في الدقيقة هي 218 X 1.2=261 لتر. عند مقارنة الحصان الأول بالثاني نجد أن قلب الثاني يضخ 54 لتر دم أكثر من قلب الأول وهذه ستعطيه أفضلية في مضامير السباقات لذلك قد تكون النصيحة بأن تشتري الحصان الأول. في المثال السابق رأينا أحد فوائد معرفة خصائص القلب حيث وبالاعتماد على ثلاثة مؤشرات فقط (HRmax, SV, Q) أصدرنا الحكم بسهولة على أيهما أفضل والحقيقة أنه كلما زادت المؤشرات كلما كان الحكم أكثر دقة وواقعية.
القلب يخبرنا عن مقدار الجهد الذي يبذله الحصان! ينظر الطب الرياضي إلى القلب كمؤشر معتمد في تحديد سهولة وصعوبة التدريب وخصوصاً مع تطور أجهزة مراقبة دقات القلب حيث أصبح من المتاح تصميم خطة تدريب متوازنة بمقاييس علمية من خلال تحديد عدد النبضات التي يجب أن يصل إليها القلب. إن سرعة القلب أثناء التدريب تعكس بدقة متناهية مقدار الجهد الذي يبذله الحصان (لأن الفؤاد لا يكذب) فلو افترضنا أن حصانا يملك نبضات القصوى 220, وكانت دقات قلبه أثناء التدريب 88 نبضة/الدقيقة، يمكن القول حينها إن هذا الحصان يتدرب بجهد يساوي 40% من إمكانياته، ولو افترضنا أن القلب وصل إلى 190 نبضة/الدقيقة فهو يتدرب بحهد يصل إلى 90% من طاقته الحقيقية
هل يتغير سلوك القلب عندما يكتسب اللياقة؟ لقد أثبتت الدراسات أن التدريب واكتساب اللياقة لا يغيران من عدد دقات القلب أثناء الاسترخاء (كما هو الحال في الإنسان) لكنه يغير التالي: 1. تأخير وصول القلب إلى أقصى نبض (HRmax) كلما زادت لياقة الحصان ولكنه لا يغير من قيمة النبضات القصوى، بمعنى إذا كان أعلى نبض يصله القلب هو 235 نبضة/الدقيقة فإن هذا الرقم لن يتغير (بل سيقل مع التقدم في العمر). 2. تقل عدد نبضات القلب أثناء السرعة التي تسبق وصول القلب إلى أقصى خفقان والمعروفة بSubmaximal , فلو افترضنا أن عدد ضربات القلب في بداية الموسم (قبل اكتساب اللياقة) تصل إلى 200 نبضة عند سرعة 40كلم، فإن هذا العدد سيقل بمجرد تطور مستوى لياقة الحصان حيث تنخفض عدد النبضات لتصل إلى حوالي 190 نبضة عند نفس السرعة (40كلم) وهذا دليل على تحسن لياقة عضلة القلب. 3. اللياقة تزيد من كمية الدم التي تخرج من القلب مع كل خفقة (SV) والتي كما أشرنا سابقاً قد تصل إلى 1.3 لتر دم، هذه الزيادة تتراوح بين 10% - 20%. 4. يقل وقت تعافي القلب بعد الانتهاء من التدريب (Recovery Index) فعلى سبيل المثال لو أن حصانا أجرى حصة تدريبية بجهد 80 % ووصل قلبه إلى 176 نبضة/الدقيقة ثم توقف، فإن الطبيعي أن ينخفض القلب بشكل تدريجي. إذا قسنا الفترة الزمنية التي يستغرقها القلب من لحظة التوقف عن التدريب إلى لحظة وصول دقات القلب إلى 100 هذا الزمن يقل باكتساب اللياقة ويزيد عندما تقل اللياقة، أما إذا افترضنا أنه يوجد جوادان الأول احتاج إلى دقيقتين ليصل القلب إلى 100 نبضة، والثاني احتاج إلى دقيقة واحدة فقط، يكون هذا دليل على أن لياقة الثاني أفضل من الأول إذا تطابقت ظروف التدريب لكليهما (بمعنى أن نوع ومدة ومسافة التدريب ووزن الفارس ودرجة الحرارة والرطوبة كانت كلها متطابقة) كما هو موضح في الرسم التالي:
هل تعلم: 1. أن دقات قلب الحصان اللائق تنخفض بصورة أسرع بالمقارنة مع الحصان غير الائق بدنياً، تبرز أهمية هذه الخاصية بشكل واضح في خيول القدرة لذلك فإن الرقم 64 هو الرقم الذهبي الذي يحدد النجاح في اختبار لياقة القلب أو الخروج من المنافسة. 2. أن منطقة النبضات القصوى (HRmax) هي من أخطر مراحل التدريب بحيث يجب أن تقتصر على الخيول اللائقة بدنياً ويجب أن لا يستمر التدريب أكثر من دقيقة بسبب سرعة دخول الحصان في مرحلة الإجهاد التي إن استمرت لمدة أكثر فإنها قد تتسبب بحدوث إصابات رياضية جسدية أو نفسية. 3. ان القلب الرياضي يستطيع أن يضخ حوالي 300 لتر دم في الدقيقة (230 x 1.3) وهذا يعتمد على حجم القلب (صفة وراثية)، عدد النبضات القصوى (صفة وراثية)، وأخيراً على التدريب (صفة مكتسبة). 4. إن حجم القلب هو الذي يحدد كمية الدم التي تخرج مع كل نبضة (SV)، وكمية الأكسجين التي ينقلها الدم، والمستوى العام للأداء الرياضي ولقد أوضحت بعض الدراسات وجود علاقة بين حجم البطين الأيسر و VO2 max. 5. إن حجم القلب (وكذلك الطحال) في خيول الثروبريد أكبر من حجمهما في سلالات الخيل الأخرى مما يدل على دورهما الفعال في السرعة. وقفة مع بطل: لن نبالغ إذا قلنا أن "سكرتاريات" (Secretariat) هو أعظم خيول الثروبريد التي ركضت في مضامير السباقات القصيرة في العالم. ولد هذا البطل عام 1970 وتوفي عام 1989. في عمر الثلاث سنوات فاز بتاج الثلاثي الأمريكي بأوقات قياسية لازالت صامدة منذ أكثر من 36 سنة. من أعاجيب هذا الحصان أنه في سباق "الكنتاكي داربي" والذي يمتد على مسافة ميل وربع (2000 متر) ركض "سكرتاريات" كل ربع ميل بأسرع من الربع الميل السابق، بمعنى أن الربع الثاني كان أسرع من الأول، والثالث أسرع من الثاني وهكذا إلى أن أنهى مسافة السباق في زمن قياسي 01:59.2 في ظاهرة لم نسمع عنها من قبل. أما في سباق البلمونت فقد أنهى مسافة الشوط والتي تمتد ميل ونصف (2400 متر) في زمن قياسي عالمي بلغ 2:24.4 وبفارق 31 طول من أقرب منافسيه وبعد هذا الانتصار لم يكن يوجد مخلوق رياضي على وجه الأرض أكثر شهرة من "سكرتاريات" لأنه شغل الدنيا وجذب الإعلام وتصدر عناوين الصحف والأخبار وظهرت صورته على غلاف أعرق المجلات (Times & Newsweek) في ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد، ومنذ أيامه في 1973 بدأت الصحافة بعمل الحبكة الإعلامية التي مازالت تصاحب المرشحين لبطولة التاج الثلاثي وخصوصاً جولة الكنتاكي داربي، وتم تصنيفه من قبل قناة ESPN الرياضية رقم 35 في قائمة أفضل 100 رياضي في القرن الماضي والعجيب أنه الوحيد الذي يمشي على أربعة لأن الباقي كانوا كلهم آدميين.
لقد أهدى الله سبحانه وتعالى هذا الحصان تركيبة وراثية عجيبة فقد كان يمتلك قلبا ضخما وصل إلى ضعف حجم القلب العادي حيث تم تقدير وزن قلبه بحوالي 10 كجم (أي 2% من وزنه, أو 20 جم/كجم، مقارنة ب 12 جم/كجم في الخيل العادي، أو 5جم/كجم كما في الإنسان). وكمية الدم التي كان قادراً على توصيلها (بين الرئة و العضلات) تبلغ 540 لتر دم/الدقيقة أي بأكثر من 200 لتر مقارنة بالحصان العادي، وقدر ال VO2 max بأكثر من 120 لتر/الدقيقة أي بأكثر من الخيل العادي بنسبة 60%. إن أعاجيب هذا الحصان لم تمر مباشرة إلى أولاده لكنها ظهرت في قلة من أحفاده من جهة الأم ولا أدري هل لصفة القلب الكبير إرتباط بجنس المولود (الأنثى) أم لا، لكن المتتبع في ذرية "سكرتاريات" يجد أعظم الفحول الأمريكية كأمثال ""AP Indy و "Gone West" و ""Storm Cat هم أحفاد لسكرتاريات من طريق الأم أي أنه أعطى بناته ما لم يعطه لأولاده الذكور (وهذا موطن تدبر). خاتمة إن مراقبة القلب أثناء التدريب أصبحت ضرورة لا غنى عنها حيث بات من الممكن تصميم خطة تدريب، ومراقبة الأداء، وإجراء تقييم، وكشف علامات الدخول في مرحلة الإجهاد كل هذا أصبح ممكن من خلال قراءة مؤشرات القلب لكننا نحتاج إلى إلمام بأساسيات فسيولوجيا و ميكانيكة تلك المضخة. هذا من بعض ما علمناه عن سلوك القلب وما خفي على الكاتب كان أعظم. نسأل خالق القلوب أن يفيض علينا من علمه إنه سميع قريب مجيب |
|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10157 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: دور القلب في الخيل 21/9/2009, 11:41 | |
| بارك الله فيكِ أستاذة عبير لا حرمنا الله منكِ ولا من روعه ما تقدميه لنا دومتى بود |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| |
نوبي أصيل عضو مجتهد
عدد الرسائل : 381 بلد الإقامة : الكويت نقاط : 6562 ترشيحات : 4
| موضوع: رد: دور القلب في الخيل 20/10/2009, 14:53 | |
| |
|