الموقع:
182 تقع دولة الكويت في غربي آسيا على الجانب الشمالي الغربي للخليج العربي، عاصمتها مدينة الكويت. يحدها من الشمال والشمال الغربي العراق، ومن الجنوب والغرب المملكة العربية السعودية، ومن الشرق الخليج العربي.
معظم الأراضي صحراوية وفيها سهول رملية متموجة تتخللها بعض السلاسل الجبلية أهمها جبال الأحمدي.
تبلغ مساحة دولة الكويت 17,818 كلم2. وعدد سكانها حوالي 2 مليون نسمة أهم المدن إلى جانب العاصمة الكويت: السالمية ـ الحولي ـ الفرواتية.
إضافة إلى عدة جزر مهمة مثل: وربة، بوبيان، فيلكا، أم المرادم
نبذة تاريخية:
183 184 كان يسكن المنطقة المعروفة اليوم بالكويت في الجاهلية وصدر الإسلام قبائل عربية تركت من آثارها أسماء لا تزال معروفة حتى اليوم.وفي عام 633م. وقعت قرب مدينة كاظمة معركة حربية بين العرب المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وبين الفرس بقيادة هرمز على عهد الخليفة أبو بكر الصديق أنتصر فيها المسلمون ولقد ظلت هذه المنطقة خاضعة للدولة الإسلامية سواء في المدينة المنورة أو في دمشق أو في بغداد. حتى نهاية القرن الثالث الهجري، حيث خضعت هذه المنطقة لسيطرة القرامطة فعاثوا في الأرض فسادا، وأفسدوا العقائد، وأساؤوا إلى الحياة الاجتماعية.
ولما جاء السلاجقة إلى الحكم العباسي، وأنهوا نفوذ آل بويه (البويهيين) في بغداد عام 447 هـ. طمع عبد الله بن علي العيوني أحد رجالات بني عبد القيس في البحرين بالقضاء على القرامطة فيها، فطلب دعم السلاجقة له، فأرسلوا له أربعة آلاف مقاتل عام 467 هـ، واستطاع بذلك الدعم أن يقضي على القرامطة ودولتهم، وأن يؤسس دولته التي عرفت بالعيونية نسبة إليه، أو نسبة إلى بلدة العيون التي ينتمي إليها بالإحساء واستمرت هذه الدولة حتى عام 642 هـ حيث خلفها في الحكم أسرة بني عقيل الذين حكموا الإحساء حتى عام 933 هـ.
الغزو الخارجي والخلافات الداخلية:
وصل البرتغاليون إلى الكويت بقيادة الفونسو البوكيرك، وكانت تسمى (القرين)، واحتلوا جزيرة (فيلكا)، وأقاموا فيها حصناً وذلك في الوقت الذي دخلوا فيه البحرين، غير أن البرتغاليين خرجوا عام 932 هـ، ثم استغلوا خلاف راشد بن مغامس مع العثمانيين فرجعوا إليها عام 952 هـ. وفي النهاية طردوا منها عام 957 على يد العثمانيين.
وعند ضعف الدولة العثمانية استغل بنو خالد هذا الضعف، واستقلوا بالإحساء ثم سيطروا على المنطقة كلها عام 1081. وفي أيامهم أخذت الكويت اسمها، وذلك نسبة إلى حصن صغير كان موجوداً فيها قيل بناه (براك بن بن غرير) زعيم بني خالد وناؤوا حركة ابن عبد الوهاب في أول نشأتها بنجد. ولما توفي رئيسهم سعدون بن محمد انقسم آل عريعر فيما بينهم، وتطاحنوا حتى استقر الأمر لعريعر بن دجين، والتف حوله أمراء بني خالد في الوقت الذي بدأت فيه حركة ابن عبد الوهاب تكبر وتتسع بالدرعية. فسار بجيش لقتال محمد بن سعود، ولكنه انهزم. وتفككت القبيلة وثار عليها سكان الإحساء حتى اضطرت لتركها وهاجرت إلى الشمال. وكانت أسرة آل الصباح ممن هاجروا معهم وكان هؤلاء يقطنون الهدار بنجد قبل أن يهجروها مع أبناء عمومتهم آل خليفة (حكام البحرين الحاليين) إلى قطر، حيث رحب بهم أمراؤها آل مسلم، إلا أن الخلاف دب فيما بينهم، فركب على أثره آل الصباح وآل خليفة السفن إلى مشرقي الخليج العربي حيث نزلوا الأراضي العراقية، ولما أمرتهم السلطات التركية بالنزوح، عادوا إلى سفنهم التي أقلتهم إلى الصبية التي تبعد التي تبعد عن مدينة الكويت حوالي 24 كم، ولكنهم لم يستطيعوا البقاء، فهاجروا هجرتهم الأخيرة إلى كويت بني عريعر.
وفي أواسط القرن الثامن عشر الميلادي اختار أهل الكويت أول أمير لهم وهو رأس الأسرة الحاكمة حالياً الشيخ صباح بن جابر، ولم تتأثر الكويت بالحركة الوهابية، وأدرك آل سعود أهمية الكويت باعتبارها ميناء تموين لنجد، فقامت مناوشات صغيرة بين نجد والكويت في عامي 1793 م 1796م. وحاول الإنجليز استغلال الموقف، فعرضوا على الكويت أن توضع تحت حمايتهم لكي يجنبوها هجمات الوهابيين، ولكن الأمير عبد الله الأول لم يقبل، ولم يكن للأتراك منذ أن قامت الكويت أية صلة بها إلا بعد تولي الأمير عبد الله الثاني الحكم عام 1866 م 1288 هـ حين قبل رفع العلم العثماني.
وبعد وفاة عبد الله الثاني آل الصباح خلفه ابنه محمد الذي حكم 4 سنوات حيث قام عليه أخوه مبارك وقتله. وعلى أيامه ضعف حكم آل سعود وسيطر آل رشيد على نجد، وكانت الإحساء بيد العثمانيين. ووقعت العداوة بين مبارك آل الصباح وبين آل رشيد. وكان يوسف آل إبراهيم ينافس الشيخ مبارك، ويستعين عليه بحكام قطر وحكام حائل، وقد اتفق مع محمد آل رشيد على حرب الشيخ مبارك إلا إن ابن رشيد قد توفي عام 1315 هـ وهو يستعد للسير إلى الكويت. وكرد فعل، جهز الشيخ مبارك حملة للتوجه إلى حائل، واستنهض معه قبال المنتفق العراقية، والظفير، وقد غنم في هذه الحملة، ثم سير حملة أخرى استنهض معه قبائل مطير، والعجمان، ومره، وقد سار معه في هذه الحملة هذه المرة عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ومعه ابنه عبد العزيز، والتقى الجمعان في الصريف قرب القصيم فانتصر ابن الرشيد.
في عام 1367 هـ 1899 م وقع الشيخ مبارك على وثيقة الحماية البريطانية، وألا يقيم علاقات مع أية دولة دون موافقة بريطانيا. وفي هذا الوقت استطاع عبد العزيز آل سعود أن يدخل مدينة الرياض وينتزعها من حكم آل رشيد، وهذا ما أضعف إمارة حائل فخف ضغطها على الكويت.اتفق الشيخ مبارك مع الملك عبد العزيز ضد إمارة حائل وهزماها عام 1321 هـ 1903م. لكنهما هزما أمام الشيخ سعدون شيخ قبائل المنتفق وذلك في عام 1328 هـ. ثم جرى الصلح بين الشيخين مبارك وسعدون. وعينت إنكلترا مندوباً سياسياً لها في الكويت عام 1322.توَّلى حكم الكويت بعد وفاة الشيخ مبارك ابنه جابر، الذي لم يلبث في الحكم سوى عام واحد توفي بعده وخلفه أخوه سالم الذي ساءت العلاقة على أيامه بين الكويت والإنكليز بسبب مساعدته العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى.كما ساءت العلاقات بينه وبين آل سعود وحدثت بينهما معركتين عنيفتين الأولى معركة حمض (1919 م) وقد انتصر فيها السعوديون، فوضعت الحدود بين البلدين برأي من إنكلترا وشيد الكويتيون سوراً لحماية مدينتهم الكويت.والثانية معركة الجهرة 1920 حيث قاد فيصل الدويش أحد قادة السعوديين جيشاً لمحاربة الكويتيين، وبعد معركة شديدة انسحب الدويش إلى نجد بعد أن ألحق بالكويتيين. خسائر فادحة، غير أن الكويتيين قد وصلتهم نجدات من ذويهم في المدينة فقلبوا هزيمتهم إلى نصر. وجرت بعد ذلك ذلك محاولات للصلح بين البلدين العربيين، وسافر من الكويت وفد لمقابلة ابن سعود عام 1921 م برئاسة الأمير أحمد ابن جابر ابن أخي الحاكم. وأثناء المحادثات مات الشيخ سالم (1921)، فرأى ابن سعود أن المشاكل القائمة بين البلدين قد انتهت بوفاة خصمه، وعاد الشيخ أحمد أميراً للكويت في 2 أذار 1921 ومكث في الحكم 30 سنة. وأهم ما عمل عليه ازالة سوء التفاهم بين البلدين الكويت والمملكة السعودية. وحددت التخوم بين البلدين عام 1922، وعقدت اتفاقية حسن الجوار والصداقة وتبادل التجارة. وفي عام 1923 اعترفت بريطانيا بالحدود بين الكويت والعراق. وقد اكتشف في هذه الفترة البترول، وبُدء في تنظيم الأمور الإدارية وفتحت المدارس التعليمية.
عهد الأمير عبد الله السالم الصباح 1950 ـ 1965 م:
تولى الحكم بعد وفاة الشيخ أحمد الجابر ولي عهده وابن عمه الأمير عبد الله السالم الصباح. وفي عهده استكملت الكويت سيادتها على أرضها ونالت استقلالها في عام 1961، وأنشىء أول مجلس تأسيسي يتألف من 34 عضواً، وقد أفتتح عام 1962، ثم انضمت الكويت إلى جامعة الدول وتم تشكيل أول مجلس وزراء. في 30 حزيران 1961، طلب أمير الكويت مساعدة الجيش البريطاني ضد تهديد العراق بضم الكويت إليه. وقد لبت الحكومة البريطانية الطلب الكويتي. وفي 10 أيلول 1961 بدأ وصول القوات العربية (الأردنية ـ السعودية ـ السودانية التونسية ـ الجمهورية ـ الجمهورية العربية المتحدة) إلى الكويت لتحل محل القوات البريطانية المنسحبة. وبعد ثورة 8 شباط 1963 في العراق اعترف هذا الأخير باستقلال الكويت.
عهد الشيخ صباح السالم الصباح (1965 ـ 1977 م):
توفي الأمير عبد الله السالم وتسلم مقاليد الحكم شقيقه الأمير صباح السالم الذي أكمل مسيرة سلفه في فتح المدارس التعليمية وتطوير المناهج ودعم الاقتصاد وتحسينه. وتم على عهده افتتاح جامعة الكويت عام 1966. وانضمت الكويت بعد ذلك إلى معاهدة الدفاع المشترك، ومجلس التعاون الخليجي، وساهمت مادياً في دعم دول المواجهة العربية في حرب 6 تشرين 1973.
وفي سنة 1975 أعلن عن تأميم النفط الكويتي، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً شعبياً وعربياً كبيرين.
عهد الشيخ جابر الأحمد الصباح (1977 .... م):
185 186 بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح تسلم إمارة البلاد سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح وعين الشيخ سعد العبد الله الصباح ولياً للعهد. وقد عاشت البلاد فترة من الرخاء والازدهار الاقتصادي الذي انعكس إيجاباً على حياة المواطنين.إلا أن عدة حوادث إرهابية قد هزت الكويت واستهدفت عدة مواقع للدولة من ضمنها بعض المنشآت النفطية وذلك في عام 1983. وبعد عامين تعرض الأمير جابر لمحاولة اغتيال، وألقي القبض على الفاعلين بعد عدة تحقيقات، ثم قام أنصارهم باختطاف طائرة ركاب كويتية قادمة من تايلاند وقد حول الخاطفون خط سير الطائرة إلى إيران ثم إلى الجزائر، وعمدوا إلى قتل بعض الركاب الكويتيين من أجل الضغط على الحكومة الكويتية للإفراج عن زملائهم منفذي محاولة الاغتيال.
الكويت تحت الاحتلال العراقي
أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران عام 1980. وقفت الكويت إلى جانب العراق وأمدته بالأموال والبترول، وبعد انتهاء الحرب وقع خلاف بين العراق والكويت بشأن الديون المتوجب دفعها على العراق فقام هذا الأخير باجتياح عسكري للكويت وذلك في 2 آب (اغسطس) 1990، فلجأت الحكومة الكويتية إلى السعودية وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل، فصدر قرار رقم 660 عن مجلس الأمن الدولي ينص على الانسحاب الفوري للجيش العراقي من الكويت. وقد استنكرت غالبية الدول العربية عملية الاجتياح (ما عدا الأردن ـ اليمن ـ منظمة التحرير الفلسطينية الفلسطينية والسودان).
وقد أعلن العراق عن تشكيله حكومة كويتية مؤقتة. وفي 25 آب سمح مجلس الأمن باستخدام القوة لفرض الخطر على العراق. فأعلن هذا الأخير في 28 آب عن تحويله الكويت إلى محافظة عراقية تحمل الرقم 19.
القوة العسكرية العالمية ضد العراق لتحرير الكويت:
في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) 1990 حشدت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 200,000 جندي أمريكي في منطقة الخليج، وأضافت عليهم 200,000 آخرين في تشرين الثاني وقد ضم التحالف الدولي ضد العراق كلاً من: الولايات المتحدة الأمريكية ـ فرنسا ـ بريطانيا ـ اليونان ـ المجر ـ إيطاليا ـ إسبانيا ـ أستراليا ـ بلجيكا ـ كندا ـ كوريا الجنوبية ـ الدانمارك ـ الأرجنتين ـ بنغلاديش ـ نيوزيلاندا ـ هولندا ـ رومانيا ـ باكستان ـ النيجر ـ السنغال. سيراليون ـ السويد ـ تشيكوسلوفاكيا.
وأما الدول العربية المشاركة فهي: المملكة العربية السعودية ـ مصر ـ سوريا ـ الإمارات ـ المغرب ـ عمان. وفي 16 كانون الثاني (يناير) 1991 بدأت عملية عاصفة الصحراء العسكرية لتحرير الكويت. وقد استخدمت في هذه الحرب أحدث الأسلحة العالمية (طيران ـصواريخ ـ بوارج ـ مدرعات....).
وفي 27 شباط فبراير 1991 تدخل القوات الكويتية مدعمة بقوات التحالف الدولي إلى العاصمة الكويت بعد انسحاب الجيش العراقي وفي اليوم الثاني تعلن إذاعة بغداد أن قواتها المسلحة قد أوقفت إطلاق النار بعد أن تكبدت خسائر فادحة بلغت أكثر من 20 ألف قتيل و 60 ألف جريح عراقي (حسب المصادر العراقية) و100 ألف قتيل حسب مصادر الحلفاء.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال العراقي للكويت قد دام سبعة أشهر.
الكويت بعد التحرير :
187 188 189 190 عملت الحكومة الكويتية بعد تحريرها للكويت على إزالة آثار الاعتداء العراقي الهائلة. وأهمها إطفاء نيران آبار النفط الكويتية التي أشعلها العراق قبل انسحابه، وكذلك ايقاف ضخ بعض الآبار الأخرى للنفط في البحر الأمر الذي أدى إلى حدوث كارثة بيئية وقد طلبت الكويت من القوات الأمريكية والبريطانية ابقاء قواتها العسكرية على الأراضي الكويتية تحسباً لأي تحرك من الجانب العراقي. وفعلاً، فإن استنفاراً شديداً وقع بين البلدين على الحدود في عام 1994. إلا أن القوات العراقية قد تراجعت إلى داخل أراضيها بعد التهديدات الأمريكية بضربها.
وفي عام 1999 حُلَّ البرلمان الكويتي للمرة الثالثة في تاريخه إلا أن هذه المرة لم يعمد الأمير لتعطيل الحياة النيابية، بل دعا لانتخابات جديدة وفقاً للمهلة التي حددها الدستور والبرلمان الجديد الذي أتى كانت غالبيته من القوى المعارضة للتوجهات الحكومية.
وقد أصدر أمير الكويت قراراً بتعديل قانون الانتخاب ليصبح مسموحاً للمرأة الكويتية المشاركة ترشيحاً وتصويتاً في كافة الانتخابات العامة التي تجري في الكويت ابتداءً من العام 2003م.