كشفت نتائج دراسة دنماركية حديثة، عن وجود 23 خرزة من "القاشاني الأزرق" عثر عليها في دفنة امرأة بجنوب كوبنهاجن فى الدنمارك، وترجع إلى العصر البرونزي في أوروبا، ومن خلال التحليلات الكيميائية لتلك الخرز، ثبت أنها تشبه مكونات وعناصر الخرز الموجود في مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون، مما يثبت وجود علاقات تجارية بين الفراعنة وقبائل الفايكنج، التي كانت تسكن شمال أوروبا.
وقد قام العلماء بدراسة هذه الخرزات بمجهر البلازما، لمعرفة التركيب الذري لموادها، وثبت أنه يشبه عناصر الخرز المصري المستخدم في عصر العمارنة، وتوت عنخ آمون.
وأكد عالم المصريات الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تعليقًا على نتائج تلك الدراسة، أن هذا الاكتشاف يشير إلى وجود علاقات بين مصر الفرعونية وشمال أوروبا، منوهًا إلى وجود اعتقاد بين بعض الأوروبيين أن المصريين القدامى زاروا شمال أوروبا.
وأوضح صالح، أن إمكانية وصول الفراعنة المصريين إلى شمال أوروبا غير مستبعدة، فعلاقات مصر بجنوب أوروبا كانت قوية طيلة التاريخ الفرعوني، لاسيما جزر البحر المتوسط، مثل صقلية وكريت وقبرص، وأيضًا تركيا واليونان، والعلاقات كانت تجارية في الغالب، كما أن مصر في العصر البطلمي سيطرت على جزر البحر المتوسط، وقامت كليوباترا السابعة الطموحة بزيارة روما، بل وحاربت مع أنطونيو على شواطئ اليونان.
وأضاف، أن الوصول لشمال أوروبا ربما يدعمه أدلة من العصر المتأخر، فإذا كان الملك المصري نيكاو الثاني قادرًا على إنشاء أسطول بحري، ليلف حول قارة إفريقيا، فلربما تكون مصر قادرة علي الوصول إلي شمال أوروبا، كما أن اليونان أسست مستعمرة تجارية في نقراش (كوم جعيف) بغرب الدلتا، مما يؤكد أنه كان لابد من وجود طرق للسفر بين البلدين.
وأشار إلى أنه في التراث والأساطير الاسكتلندية والإيرلندية، توجد قصة تدور حول أميرة مصرية وصلت إلي اسكتلندا عام 1400 ق. م.، وفي الرواية أنها وصلت إلي إيرلندا عبر إسبانيا، وأنه طبقًا لهذه الأساطير، كانت الأميرة تدعي "سكوتا"، وهي ابنة فرعون مصري، وخرجت مع زوجها، لأنها تنبأت بأن أحداث سيئة سوف تحدث في مصر.
وقال إن الرواية توضح أن الأميرة المصرية لم تجد ترحيبًا في اسكتلندا، وغادرتها إلي إيرلندا، وهناك استطاعت تكوين مملكة، وغزت بعد ذلك اسكتلندا، وهي التي أعطت اسمها إلي اسكتلندا، والتي اشتقت من اسم الأميرة المصرية "سكوتا"، ومن المعروف أن الأسطورة الايرلندية كتبت في عام 1200 ق. م.
وأشار إلى أنه تم العثور على مركبتين شبيهتين بالمراكب المصرية القديمة، في ميناء يوركشاير، علي الشاطئ الشمالي الشرقي لإنجلترا، كما عثر علي خرزات من القيشاني في الدفنات البريطانية، وترجع للعصر البرونزي، كما عثر في اسكتلندا على كتل حجرية بكنائس عليها الصليب المصري، الذي تطور عن علامة الحياة الفرعونية "عنخ".