صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة الأنفال 25/3/2010, 17:54 | |
|
سورة الأنفال ( 8 ) : الدرس 5/6 لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الموضوع : الإعداد للعدو ، الآية 60. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين . أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الستون من سورة الأنفال ، يقول الله تعالى : الحقيقة أنّ هذه الآية مِن أدق الآيات المتعلقة بالعلاقات الدولية في المنهج الإسلامي . الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين فقال : "وأعدوا "، أما "هم" فتشير إلى أعداء المؤمنين ، الكفار ، "وأعدوا لهم" ، هذا أمر ، أمر تكليفي ، وكل أمرٍ في القرآن الكريم ، يقتضي الوجوب ، "وأعدوا لهم" ، طبعاً حينما يوجه الأمر إلى مجموع الأمة ، هو موجهٌ في الأصل إلى أولي الأمر ، لأنهم يمثلون مجموع الأمة . إذاً ؛ هذه الآية موجَّهة إلى أولياء الأمور في العالم الإسلامي ، هذه الآية موجه إليهم بالذات ، "وأعدوا لهم ما استطعتم" ، هذا الفعل ، يفيد استنفاذ الجهد ، وقد يفهم إنسانٌ هذه الآية فهماً على عكس ما أراد الله ، "ما استطعتم" ، بين أن تفهم الآية ، في أن تبذل بعض الجهد ، و بين أن تفهم الآية ، في أن تبذل كل الجهد ، المعنى الذي أراده الله عز وجل ليس المعنى الشائع السوقي ، بل المعنى اللغوي الدقيق ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : "بلسانٍ عربيٍ مبين " . ( سورة الشعراء : 195 ) ومعنى ، "ما استطعتم" ، أي يجب أن تستنفذوا كل استطاعتكم في حشد القوة ، وقوله : "من قوةٍ "، القوة جاءت نكرة ، وهذا التنكير في اللغة ، يفيد الشمول ، يعني كل أنواع القوة ، المعلومات قوة ، الإعداد قوة ، التدريب قوة ، التوجيه الإعلامي قوة ، الأقمار الصناعية قوة . إذا أردت أن تفهم الآية ، فهماً دقيقاً ، أصولياً ، فهماً نظامياً ، لغوياً وَفق قواعد علم أصول الفقه ، يجب أن نستعد لأعدائنا بكل أنواع القوى ، وما أكثر القوى ، التي تستخدمها المجتمعات كسلاحٍ على أعدائهم ، فالمعلومات قوة ، التغطية الفضائية قوة ، التدريب قوة ، الأسلحة المتفوقة قوة ، الأسلحة التي تحقق إصابات محكمةً قوة . " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ "، لكن أدق ما في الآية كلمة (من) ، هذه (من) أيها الإخوة ، تفيد استغراق أفراد النوع ، ولنضرب مثلاً ، لو أنّ رجلاَ سأل شخصًا آخر ، أعندك مالٌ لإنشاء مشروعٍ تجاري يكلف مليونين ، يقول المسؤول منهما: ما عندي مالٌ ، قد يقصد بهذا الجواب ، ما عندي مالٌ كافٍ لهذا المشروع ، فهو معه مئة ألف مثلاً ، بينما اطلبْ منه مليونًا ، والمشروع يحتاج إلى مليونين ، أما إذا قال لك المسؤول : ما عندي من مالٍ ، أضاف "من" ، فالمعنى الدقيق ، يعني ما عندي ولا ليرة سورية واحدة ، إذًا "من" تفيد استغراق أفراد النوع . فربنا عز وجل قال : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ" ، يعني أيَّ شيءٍ ؛ العلم قوة ، التفوق في العلم قوة ، استطلاع المعلومات قوة ، هذا طبعاً يعني أنّ إخواننا الذين يدرسون في الأكاديميات العسكرية ، يعرفون ما معنى القوة أما الآية الكريمة ، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ". إنّ هذه القوى ، المال قوة ، العلم قوة ، السلاح قوة ، التدريب قوة ، القيادة الحكيمة قوة ، المعلومات قوة ، هذه القوى ، يجب أن تستغرق كل أنواع القوى ، فكلمة "من" ، "ما استطعتم من قوةٍ "، يمكن أنْ تكون القوة الآن طائرة ، فعلى عهد النبي لم توجد طائرات ، فلكي يفهم أصحابه الكرام ما معنى قوة ، قال علماء الأصول : أحياناً نعطف بعض الشيء على ذاته ، قال : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، رباط الخيل قوة ، لكنْ هذه القوة مألوفة في عهد النبي ، فحتى يفهم أصحاب النبي ما القوة ، "ومن رباط الخيل "، من باب عطف الشيء على ذاته ، لكن هذه الآية تصلح بعد ألف سنة ، بعد ألفين ، بعد خمسة آلاف سنة ، فأيّة قوة يستخدمها المجتمع البشري ، لتكون سلاحاً ضد أعدائه فهذه قوة ، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ". الآن يتبادر سؤال ؟ نحن أحياناً نقول : المسلمون ضعاف في العالم ، أما هؤلاء الأجانب الذين يخططون للنيل منهم أقوياء ، فمهما أعددنا من القوى لن نستطيع أن نصل إلى قوى تكافئ قوتهم ، إذًا ما الحل ؟ الجواب أنكم مأمورون أن تعدوا لهم ما استطعتم فقط ، فإن كانت استطاعتكم لا تبلغ القوة المكافئة لهم ، فالله سبحانه وتعالى يتولى ترميم النقص ، أنت عليك أن تعد نفسك ، المسلم عليه أن تكون معنوياته عالية ، فلو نظر إلى أعدائه على أنهم أقوياء ، لا ، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "، لأن الإسلام مستهدف في كل أنحاء العالم الآن ، فما الذي يضعفنا ؟ ضعف معنوياتنا ، فأنتم يا عبادي ، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ، وأنْ يكون الاقتصاد قوة ، وأنْ يكون الإنتاج قوة ، وأنْ تكون السياسة الحكيمة التي تقود المركبة إلى جانب شاطئ السلام قوة . فالإنسان مأمور أن يعد كل أنواع القوى ، استغراقاً ، لا اصطفاءً ، حتى نفهم ما هي القوة ، في عهد النبي كانت الخيل ، "ومن رباط الخيل "، قال سبحانه : هذه القوة قد لا تستخدمونها ، لكن لها وظيفة كبيرة ، هي أنكم ، "ترهبون به عدو الله وعدوكم" . المشكلة يجب أن تكون هذه القوة موجهه إلى عدو الله وعدوكم ، يجب أن يكون عدوكم هو عدوٌ لله وعدوكم في وقتٍ واحد . فإن كان الأخ يحارب أخاه ، فهذا خلاف المفهوم من القرآن ، فليس معقولاً أنّ المؤمنين يتقاتلون ، دقق معنى العدو ، "ترهبون به عدو الله وعدوكم " ، يعني لا يكون هذا عدواً لكم إلا إذا كان عدواً لله ، لأنكم مؤمنون ، أما أن تتوهَّموا أنه عدوكم وهو مؤمن ، وتقيموا حرباً طاحنةً قذرةً بين المؤمنين ، فهذا شيءٌ مخالفٌ لأصل الدين لذلك ، لو كان لدى المجتمع وعي كبير ، فلو أُعطي الأمر للمسلم أن يضرب أخاه المسلم ، فعليه ألاّ ينفذ ، لا ينفذ ، لأن هذا مخالف للدين ، وهذه القوى تفتت الأمة داخلياً إن فُهِم الأمرُ مغلوطًا ، وهذا ما يحصل الآن في الأفغان ، وما يحصل في اليمن ، يجب أن يكون عدوكم عدواً لله عز وجل ، "ترهبون به عدو الله وعدوكم " ، وفي الآية نقطة دقيقة ، أنّ السلاح أحيانًا لا نستخدمه ، لكن نُرهب به ، فمثلاً كم دولة في العالم عندها سلاح نووي ، لا أحد يستطيع أن يتعرَّض لها ، مع أنها لم تستخدم هذا السلاح النووي إطلاقاً ، لكن هذا السلاح قوة ردع كما يسمونها ، فالسلاح ليس المهم أن نستخدمه ، لكن وظيفته الأولى أن نُرهب به عدوَّنا . لذلك :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" . هذه الآية أيها الإخوة ؛ أصل في العلاقات بين المسلمين ، وبين غيرهم ، يعني لا وجودَ لمسلم ضعيف ، المسلمون حينما فهموا هذه الآية رفرفت راياتهم في مشارق الأرض ومغاربها ، حينما فهموا هذه الآية كانت كلمتهم هي العليا ، حينما فهموا هذه الآية ما استطاع عدوُّهم أن ينال منهم ، لكن حينما تواكلوا ، وقصَّروا في تطبيق هذه الآية ، غُزُوا في عقر دارهم . أقول لكم : إنّ الإسلام نظام متكامل ، لو نفذت بعض جوانبه لقطفتَ الثمار ، لكن لا تقطف الثمار اليانعة الكاملة ، إلا إذا أحاطَ المسلمون بكلِّ جوانبه . طبعاً هذه الآية من أجل أن نعرف أنه لو طبَّقها المسلمون دائمًا لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن مِن هوان . " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ". هذه آية ثانية : أتمنى أن نقف عندها قليلاً ، قال تعالى يخاطب النبي : "وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم" . ( سورة الأنفال : 62 ـ 63 ) . يعني أنّ بين المؤمنين مودة ، إخواننا الكرام ؛ دققوا في معنى الآية، هذه المودة من خَلْق الله ، الله يخلقها ، "وألف بين قلوبهم" ، لو أنفقت يا محمد ، "ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ". أحيانًا إنسان يتألف قلب إنسان بمالٍ ، فاعلم أنّك لو أنفقت أموال الدنيا من أجل الولاءات فلن تفلح ، لكن حينما يكون الإيمان بين رجلين فهذا الإيمان يؤلِّف بينهما ، وهذا أساس القوة . الدين إذاً جعل بين المؤمنين مودة ، ومحبة ، وتراحمًا ، وتعاونًا وتعاضدًا ، وإخلاصًا ، وتضحية ، وإيثارًا ، وكلُّه مِن خَلْقِ الله ،" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ". يكفي أن تكون مؤمناً حقاً ، ويكفي أن يكون أخوك مؤمناً حقاً ، تجد اللقاء العفوي ، المحبة ، التعاون ، الإخلاص ، التضحية ، الإيثار ، ويصبح المؤمنون صفاً واحداً ، "كأنهم بنيان مرصوص " . ( سورة الصف : 4 ) يصبح المؤمنون " كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ، هذا الذي أراده الله عز وجل . أمّا المعنى المخالف : إن رأيت بين المؤمنين عداوةً ، بغضاء تحاسدًا ، تدابرًا، تقاطعًا ، كيدًا ، إن رأيت هذا بين المؤمنين ، فاعلم أن أحد الطرفين ، أو كليهما ضعيف الإيمان ، ومن ضعف إيمانه عادى أخاه ، ولو كان مؤمناً حقاً ، وكان أخوه مؤمناً حقاً ، لانطبقت عليهم الآية الكريمة: "وألف بين قلوبهم " ، إذًا أنت يا محمد أنت ، "لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ". ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : المؤمنون بعضهم لبعضٍ نصحةٌ متوادون ولو ابتعدت منازلهم ، والمنافقون بعضهم لبعضٍ غششتٌ متحاسدون ولو اقتربت منازلهم. وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي : وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ ، والمتباذلين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتحابون في جلالي ، على منابر من نور، يغبطهم عليها النبيون يوم القيامة . والحمد لله رب العالمين
|
|
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |