الكتابة نشاط للذوق و الذي هو بـ الأساس معتمد على الاختلافات عند البشر لذا واجب احترام آراء الآخرين مهما كانت .
( إن الادب واحد من الاماكن التي يكمن فيها الشعور )
جان ريشار
كثيراً ما ننتقد ونُتقد و نمارس النقد و يتجلا ذلك في الردود و المداخلات والنقد الناجح ذلك الذي يبنا على الكيفية لا على الغاية لأن النقد في حد ذاته يفحص تقنية الكاتب ( إن النقد يبرز أشياء جديدة و يقيم عليها النجاح ) قد تكون نوع من المجازفة أن دعي النقد ونحول النص إلى علامات متفرقة دونما نظرية و إن كانت ضمنية, تأليف, تجريد,.... و من هنا يكون عكس ما أراد منه أن يكون .
إن اجتزاء النصوص و التربص للهفوات و النقد كـ رد فعل عن نقد سابق
لا يبني بل يهدم و يزيد من هوة المتلقي و المرسل و هذا ما يعرف بـ تجارة اجتزاء النصوص حيث حرفة مضمونة , و شهرة للمغمور فيها إنها تسلق القزم على كتف العملاق حتى يراه الناس المغمور كيف له أن يعرف و ما يعرفه لا يتعدى محيطه أو محتواه لا يرفعه أكثر من ذلك , ولكن هجومه ..! نعم الهجوم هذه هي الوصفة السحرية و ما سيستخدمها للشهرة حيث شن الهجوم على من هو أشهر منه لنيل الشهرة و الأشد خطورة من ذلك هو الهجوم على الكاتب لا على النص حيث الشتم و السب و الاتهام و التطاول وأن دخلوا النصوص بتروها وألحقوها بتفسيرات و أوهام وتخرصات القراءة الناقصة دائما تعطي تفسير مغلوط و توقع القارئ في دوامة الفكر الخاطئ إن شن الهجوم على الكاتب في حد ذاته و التطاول على النص يخلق لدى الكاتب نوع من رد فعل قد يكون أكبر من أن يعنون برد إن هدف النقد هو إبداء رأي في قيمة النص و محواه هناك من يتضرع بـ نقد الحركة (( الدعاية الأدبية )) وهي تلك المجموعة التي تقوم على هجوم عنيف على كل ما هو مخالف لمنهجهم هكذا كما بينها (( ألبير تيبوديه ))
هناك من يبتعد في نقده عن النص أتفق معكم حولك ذلك وينحني لنقد الكاتب ولكن أنتقاده للكاتب قد يتطلب الأمر ذلك كما أسلفت فـ النقد يكشف إذ كان النص جيد أو كان ضعيف أو كان تافه و رخيص ومن كونه تافه و رخيص و يزيد من سوء الحال توجب توجيه النقد و الانتقاد له لا ربما يتدارك هكذا يأتي دور الناقد ليوجه كلامه و انتقاده للكاتب ربما يختلف ناقد عن ناقد في طريقة تناوله أو توضيحه.
و أخيرا و ليس أخراً
أن ننتقد أليس هذا يعني أن نفهم أولاً ؟
يجب أن نفهم ما يرمي له الكاتب قبل أن ننتقد ما كتبه كما يجب أن نتجاوز تناقضات المنهجية و العلمية كي لا نكون قد أعتمنا و ربما ضلمنا كما يتوجب على الناقد أن يكون محل النص ظرفاً و زماناً و الذي بواسطته يتجلا القصد و هذا ما يسمى ( القصد الادبي ) فـ في هذه الفرضية يعبر الادب دائماً عن تجربة ما في زمناً ما حيث تنصهر في قوالب الفكر و تنسكب وتكون على أسطر كـ حالة كينونية .