تعز عبق التاريخ

موضوع: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:43

تعز.. عبق التاريخ:
تقع مدينة تعز ضمن منطقة هي من بين الأقدم التي كانت معمورة في بداية العصور التاريخية للحضارة اليمنية القديمة، يؤكد ذلك وقوعها على مقربة من منطقة وادي الكدرة وموزع وباب المندب وجبل خرزومنطقة صبربلحج التي وجدت بها مستوطنات بشرية يعتقد بانها كانت تمثل مرحلة زمنية واحدة،واعتمدت على الصيد في اقتصاد سكانها المعيشي، والتي يرجح انها ترجع الى نهاية العصرالحجري وبدايةالعصرالتاريخي (العزي، 2003م، 87). وفي تعز وكمحصلة لتوافر الظروف الطبيعيةلانتاج بعض السلع الرئيسيةالتي كانت محل طلب كبيروفي مقدمتهاالمُرالذي اشتهرلدى اليونان والرومان بالمُرالمعيني والذي اعتبره (بليني) (غلة الحضرموتيين والجبانيين Gebbanitae الذين عددهم (بليني) من شعوب بلاد العرب الجنوبية واكد على ذلك (جلازر) الذي قال إن الجبانيين كانوا يسكنون المناطق المجاورة لباب المندب (شهاب، 1997م، 199) وحيث الجبانيين ينسبون الى (جبا) التي قال عنها الهمداني انها تقع في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر (الهمداني،1974م).ونعرف ايضاً ان محافظة تعزكانت في عصر ممالك اليمن القديمة مستقلة عن الممالك الخمس الرئيسية الاخرى (معين، حضرموت، سبأ، قتبان، سبأ وريدان وحضرموت ويمنات)، وقد حاولت مملكة سبأ السيطرة عليها، وهو ما نعرفه بفضل وثيقة نص صرواح المنقوش في موقع معبد المقة الكبير(5493) (RES) الذي تركه لنا المكرب والملك السبئي، كرب آل وتر بن ذمار علي، الذي شن حملته الاولى على مدن المعافر ودمر شرجب وذبحان وجبا وضبر وأظلم وأروى، ومن خلال ذكر اسم (ضبر) بعد (جبا) مباشرة فمن المحتمل ان يكون اسم ضبر هو صبر الذي استبدل فيه الضاد بالصاد. (العزي، 2003م، 94)، ولم تستمر سيطرة ملوك سبأ على منطقة المعافر وباب المندب كثيراً، إذ انه عند ازدهار مملكة قتبان في منتصف القرن الرابع ق. م، فقد دخلت المناطق الجنوبية الغربية في قوقعة قتبان التي وصل نفوذها حتى البحرالاحمرغرباً وخليج عدن جنوباً،الا انه كمحصلة لضعف قتبان وللتحالف الذي نشأ بين ذي ريدان واذواء المعافر (بافقيه، 33، 5891م)، فقد انفصلت هذه المناطق عن قتبان وساهمت في انشاء مملكة حمير، ككيان سياسي جديد توافرت له مقومات الازدهار والنمو

موضوع: رد: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:46

ولعبت هذه المناطق في القرن الاول الميلادي دوراً كبيراً كنقطة وصل بين المناطق الداخلية وسواحل عدن والبحرالاحمر في الوقت الذي تحولت فيه تجارة القوافل الى التجارة البحرية،والنقوش التي عثر عليها في هذه المناطق تثبت بشكل جلي ما ذكر في كتاب «الطواف حول البحرالاريتري» عن اليمن وعن دور المدن والحواضر اليمنية الموجودة في محافظة تعز (جبا، موزع، السواء...)، وعند تدخل الاحباش في اليمن في القرنين الثاني والثالث الميلاديين لعبت هذه المنطقة دوراً كبيراً في الحياة السياسية لليمن، وهو ما نعرفه من خلال النقوش التي أكدت بأن حمير تصدت لهجمات الاحباش في القرن السادس الميلادي، وكانت اليمن في ذلك الوقت موحدة ديناً ودولة. تلكم اطلالة عامة على التاريخ القديم لمحافظة تعز التي من الصعب كتابة تاريخها بشكل دقيق نتيجة وجود ثغرات كبيرة في النصوص وفي المواد الاثرية التي لا شك ان كشف المطمور منها في المواقع المختلفة من المحافظة وكشف رموزها مستقبلاً قد يمدنا بصورة صادقة عن تاريخها،وهوامر يبدو فادحاً اكثر حين محاولة كتابة تاريخ مدينة تعز وبداياته التي ينحصر كل ما نعرفه عنها في مجموعة من النقوش، وعدد من الشواهد الاثرية التي تم العثورعليها في ضواحي المدينة وفي محيط سفح صبر الشمالي وعلى مقربة من التلة وهي شواهد ترجع قلعة القاهرة الى عصور ما قبل الإسلام وفقاً للمعطيات الاثرية التالية:
1- موجودات الموقع الاثري في قرية المحراق التي تقع في الشمال الشرقي من مدينة تعز وعلى مبعدة 51كم منها والتي عثر فيها على مقابر صخرية، وتمثال كامل ورأس تمثال من مادة الرخام، ومذبح من الحجر الكلسي.
2- ما عثر عليه في موقع جبل العسلة الذي يقع شرق مدينة تعز وعلى بعد 52كم، وهذا الموقع يتصف بضخامته واتساعه والذي عثر فيه على بقايا احجار عليها كتابات بخط المسند لم تنشر نصوصها بعد، اضافة الى مبنى مستطيل يعتقد بانه كان معبداً ويطلق عليه الاهالي «مسجد الكفار»، كما عثر في سطح الموقع على أجزاء مباخر من الرخام وفصوص من العقيق وأجزاء من عناصر زخرفية معمارية.
3- نقش رقم (6) والذي يذكر فيه الملك كرب آل وتر يهنعم في القرن الثالث الميلادي، وقد تم العثور عليه في منطقة عقاقة في الجزء الغربي من مدينة تعز.
4- النقش رقم (7) الذي عثر عليه في الموقع المعروف بحبيل سلمان غربي المدينة.
5- اضافة الى نقش آخر لم يتم نشره بعد، وقد عثر عليه في التلال الواقعة غرب المدينة القديمة، وكلا النقشين (2)، (3) يحملان حروفاً آرامية عدا نقش كرب آل وتر (العزي، 3002، 8

موضوع: رد: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:47

كما تم العثور على عدد من اللقى الاثرية في القلعة ترجع الى عصور ما قبل الإسلام ومنها تمثال من الفخار وكذلك رأس خيل يعتقد انه كان من قطع الشطرنج، كما تم العثور ايضاً على تمثال فخاري ومبخرتين من الطراز القتباني وخاتم يحمل عنقود العنب، اضافة الى النقش الذي وجد على مدخل الباب الرئيسي للقلعة ويتكون من ستة احرف، حورت اربعة احرف منها الى الخط العربي والحرفان الآخران لا يزالان على حالهما بالحرف الآرامي، اضافة الى الحصول على احجار منحوتة من الجوانب مع بروز ملحوظ في المنتصف، وهو النمط الذي شاع انتشاره في العصر الثالث للعمارة اليمنية، اضافة الى وجود عمود اسطواني على رأسه تاج لعله كان مستخدماً في معبد ما، وجميع هذه الشواهد لا تقبل الشك بأن قلعة القاهرة تعود الى عصور ما قبل الإسلام.
وقد ظل حديث التاريخ بعيداً بالمرة عن تعز حتى قيام الدولة الصليحية قبل نهاية العقد الثالث من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر للميلاد (المجاهد، 7991م)، عندما بادر شقيق الداعي الملك محمد بن محمد الصليحي ببناء قلعة على أكمة في موقع بين حصني صبر والتعكر، وغدا المكانا -الذي بدأت عملية الاستيطان البشري على سفوحه من مختلف الجهات- محطة وسط يربط بين الجند وجبا وصبر والتعكر وعدن.
ومنذ اتخذها بنو رسول عاصمة لملكهم صارت (الجند) التي تقع في الشمال الشرقي وعلى مبعدة 22كم من مدينة تعز، والتي اشتهرت كمدينة ومخلاف قبل الإسلام وبعده، من اعمال مدينة تعز بعد ان كانت الاخيرة من أعمال (الجند) التي اندثرت وبقى من معالمها جامعها التاريخي الذي يتعتبر من المساجد الاولى والاكثر قدماً من الجوامع والمساجد التي شيدت في اليمن في الصدر الأول للاسلام، والذي أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل في حدود السنة التاسعة للهجرة، وقد ظهرت (تعز) بهذا الاسم بوصول توران شاه الايوبي الى اليمن سنة (965هـ/ 3711م)، بدليل انه رتب فيها اميراً ينوبه مثلما صنع في زبيد وعدن وهو ما يعني انها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ، وان أخاه طغتكين قد أعاد بناء قلعتها التي كان يطلق عليها مسمى «حصن تعز» ثم صار الاسم يطلق على المدينة التي كانت تتكون من ثلاثة احياء هي: «المغربة» و«ذي عدينة» و«ثعبات»، (جازم، 3002م) وكانت في الغالب تفيد من موقعها الجغرافي كعقدة على طرق التجارة تخترق اليمن من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، كما انها عقدة بشرية من خلال كونها نقطة التقاء خطوط نقل متعددة الاغراض والاتجاهات (العشاوي، 2991م).
إلاّ ان ازدهارها يبدأ من مطلع الثلث الثاني للقرن الثالث عشر الميلادي، السابع الهجري عندما اصبحت عاصمة الدولة اليمنية في زمن بني رسول (المجاهد، 7991م، 12) الذي أمتد لأكثر من قرنين وربع القرن (626-858هـ/ 9221 - 4541م) والتي حكمت كل اليمن وامتدت حدودها الى مكة وعُمان، وفي ظلها عرفت البلاد فترة ازدهار حضاري وعلمي وأدبي ومعماري غير مسبوق، فاضافة الى عدد من المدارس -التي ما كان يوجد اي تفريق بين مبناها ومسجد العبادة- التي اوقفوا عليها الاموال الكثيرة وانفقوا على طلبتها، والتي بلغ عددها في مدينة تعز وضواحيها ثلاثين مدرسة، بنى كل سلطان من بني رسول فيها مدرسة (الحجري، 4891م) نسبت اليه ومن ابرزها المدرسة المعتبية، التي قامت ببنائها زوج السلطان الملك الاشرف اسماعيل بن الأفضل والتي رتبت فيها إماماً ومؤذناً (قيماً) ومدرساً يقوم بتعليم الاطفال والتلاميذ وخصوصاً الأيتام، والمدرسة في تخطيطها تمثل النمط من المدارس الرسولية التي عادة ما تكون عبارة عن قبة كبيرة وجناحين، ومع ذلك فهي عبارة عن بيت صلاة ومجموعة من الدهاليز.

موضوع: رد: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:49

ومن ابرز المدارس مدرسة الاشرفية التي تعتبر من روائع العمارة اليمنية بصورة عامة والأجود من عمارة الدولة الرسولية بصورة خاصة، وقد أنشأها الملك الاشرف اسماعيل بن العباس، وكان ابتداء عمارة هذه المدرسة السعيدة -كما كتب في قاعدة المئذنة الشرقية أعلى مدخلها- في ثاني ربيع الآخر سنة ثمانمائة.
وفي تعز مساجد عديدة تعتبر من أشهر الجوامع والمساجد الإسلامية في اليمن خصوصاً منها المساجد والجوامع التي بنيت فيما بعد العصر العباسي (بعد القرن الرابع للهجرة) (هاشم، 9991م)، واشهرها جامع المظفر المنسوب عمارته وتشييده الى حكم الملك المظفر عمر بن علي رسول (في الفترة 746 - 596هـ) وقد بني بطراز جميل كما زين بقباب متناسقة الاحجام يتوسطها قبة بيت الصلاة، وكلها مزينة ومنقوشة من الداخل والخارج بنقوش بارزة عليها طلاء من القضاض اليمني المعروف.
ومن أزهى الجوامع والمساجد في اليمن جامع الاشرفية الذي يعتبر بيتاً للصلاة ومدرسة، ويقع المسجد في الجزء الشمالي، وهو عبارة عن قبة كبيرة مركزية محمولة على اربعة عقود، وفيه جناحان شرقي وغربي كل منهما مغطى بأربع قباب وجميع القباب ذات مركزين، ولهذا الجامع مئذنتان جميلتان، تتماثلان فيما بينهما تماثلاً كبيراً والمنظر فتحته تشير الى الى اتجاه القبلة، واضافة الى ذلك بضع مساجد سلمت من البلى منها مسجد عبدالهادي (74) (دائرة المعارف 3391م، 503).
وقد كان يحيط بالمدينة القديمة سور أثري سمكه ما بين (2-3) أمتار وارتفاعه (2-4) أمتار وتكتنفه ابراج ارتفاعها فوق السور بين (1-1.5) متر ويأخذ السور شكلاً رباعياً غير متساوي الاضلاع يمتد من ا لشرق الى الغرب (دائرة المعارف، 3391م، 403)، وهو مبني من الجهة الخارجية بطبقة من الياجور المحروق ومن الجهة الداخلية باللبن (الصائدي، 0991م) ومهما كان التاريخ الذي يعود اليه بناء سور مدينة تعز القديمة، فمما لاشك فيه انه قد رمم ووسع في فترات مختلفة، وكانت ابوابه اربعة فقط هي: الباب الكبير من الشرق، ومن الغرب باب الشيخ موسى، وباب المداجر، ومن الجنوب باب النصر، وكان يقوم على كل باب منها برجان يرتفعان فوق سور المدينة فضلاً عن وجود برج ثالث فوق الباب لحماية المدخل، تحديداً على الباب الكبير وباب موسى، (العشاوي، 9991م).
ووصف ياقوت الحموي (ت، 9221م) مدينة تعز بقوله إنها قلعة عظيمة من قلاع اليمن المشهورات ووصف عدينة بانها ربض لتعز اليمن، وقال ابن المجاور الذي صنف كتابه عام 036هـ (2321 - 3321م) ان تعز قلعة حصينة وانها مقر ملوك البلاد، وقد وصف الرحالة ابن بطوطة (ت 977هـ/ 7731م) المدينة حين زارها عام 2331م إبان عهد الملك المجاهد الرسولي بانها اكبر مدن اليمن واجملها. (رحلة ابن بطوطة، جـ2، 4191م)، وقد بدت مدينة تعز للرحالة الاوروبي الاول لليمن لودفيكو دي فارتيما (8051م) بانها مدينة قديمة جداً، بمسجدها الذي يذكره بكنيسه السيدة مريم المستديرة في روما وقصورها الرائعة، ويقول انهم يصنعون فيها كميات وفيرة من ماء الورد، (قدري قلعجي 5002م)، كما وصف الكابتن الهولندي (بترمان دي بروكه) تعز (8161م) بان بها ستة ابراج شاهقة ومساجد عديدة ووجد انها مركز تجاري مهم. (قلعجي 5002م)، وقد وصف نيبور اثناء رحلته التي قام بها ضمن البعثة الدنماركية (3671) مدينة تعز بشكل مفصل من حيث موقعها عند أقدام جبل صبر، مشيراً الى سورها وابراجه وابواب المدينة وحصن القاهرة، وقد ضمن نيبور كتابه رسماً توضيحياً للمدينة بين فيها مواقع معالمها الرئيسية، مشيراً الى ان في بقايا سور منطقة ثعبات بضواحي تعز مبنية بحجارة حمراء (وأغرب ما فيها خط طويل كتب في أعلى الجدار، ليس كوفيا ولا عربياً حديثاً). (الصائدي 0991م).

موضوع: رد: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:50

وقد وصلت مساحة المدينة خلال فترة ازدهارها في الفترة من (9221م - 4541م) الى حوالى 81.5 هكتاراً، ثم مرت عبر مراحل نموها المختلفة بتغيرات ملموسة عكست نفسها على جوانب تطورها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد تدهورت المدينة بعد انتهاء الدولة الرسولية. ولم يستقر دورها كمحصلة للاضطرابات المتواصلة، حيث استولى عليها حسين الكردي للسلطان المملوكي قانصوة الغوري عام 6151م ثم استولى عليها الاتراك عام 5451م، ونفضت المدينة عنها غبار الاحداث التي مرت بها في عهد الأئمة الذين خلفوا الاتراك في حكمها عام 5361م، حيث شهدت المدينة حرباً طاحنة بين الامام المنصور حسين بن المتوكل قاسم وبين اخيه احمد عامل تعز، ولم تحسم هذه الحرب إلاّ بعد وفاة المنصور، وذلك على يد ابنه الإمام المهدي عباس (الحداد)، ثم انتزعها المصريون من عام 5381م الى عام 0481م ولما عاد الاتراك غزو اليمن سقطت تعز في ايديهم في 82 اكتوبر 1781م، الامر الذي عكس نفسه على اهمية مدينة تعز التي تحولت الى مركز اقليمي خلال مدة السيطرة التركية الثانية على اليمن (9781م - 8191م)، الا ان المدينة شهدت ازدهاراً نسبياً بعد خروج الاتراك عام 8191م نتيجة لانتعاش تجارة البن التي بلغت ذروتها من خلال ميناء المخا الذي عد بوابة لمدينة تعز، وقد عزز انتعاش المدينة نشاط مدينة عدن التي كانت ميناء الدخول الرئيسي لمعاملات اليمن الاقتصادية والتي اصبحت وجهة أعداد كبيرة ومتزايدة من اليمنيين الفارين من الفقر والفرص المحدودة والساعين وراء العمل بها، او للهجرة الى الخارج كبحارة او ليصبحوا تجاراً، وعمالاً في الصومال وجيبوتي واثيوبيا والسودان ومارسيليا وكارديف ومانشستر، وكذا لتلقي العلم الحديث بها بدءاً من اربعينيات القرن العشرين، وبعض هؤلاء توجهوا الى القاهرة وبيروت والمراكز التعليمية العربية الاخرى لتلقي التعليم الثانوي والعالي، كل هذا أدى الى انتعاش النشاط التجاري في المدينة التي استفادت منها مدينة تعز مما ادى الى اعطائها دوراً متنامياً، تعزز اكثر بالوظيفة السياسية التي تبوأتها حين عين سيف الإسلام احمد بن الامام يحيى حاكماً على تعز عام 8391م، بدلاً عن الامير علي عبدالله الوزير، وقد دخل الامير احمد -الذي كان يطمح الى ولاية العرش- بكل ألوان اللعب السياسية مع عناصر المعارضة، واصبحت مدينة تعز في الفترة الاولى من سنوات ولايته مركزاً لحركة المعارضة التي تبلورت كحركة سياسية شبه منظمة في الثلاثينات، إلاّ ان جذورها تمتد لترتبط بالنضال ضد الاتراك، وحينما نقل الامام احمد ين يحيى حميد الدين العاصمة من صنعاء الى تعز بعد اغتيال والده في عام 8491م، تواصل هذا الدور الهام حتى قيام ثورة 62سبتمبر 2691م، التي تلاها اتساع عمران المدينة وكثرة مدارسها الحديثة ومستشفياتها، وبناء جامعة حكومية كبيرة اضافة الى افتتاح فروع جامعات اهلية عديدة، كما تم ربطها بشبكة من الطرق المعبدة مع العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة وكذلك مدينة عدن اضافة الى المدن المختلفة التي تتبعها ادارياً لتشكل معاً حالة من التواصل والتناغم والتكامل الذي يرسم في المحصلة لوحة الوطن الجميل العظيم بكل مدنه وامكنته والتي تبرز فيها مدينة تعز كاكبر المواقع الصناعية في اليمن، وكعاصمة ثقافية لليمن بدلالة حضورها التاريخي من هذه الناحية وفعلها وفعالياتها الراهنة في هذه الوجهة، الى ذلك فهي منطقة تملك مقومات الحضور والجذب السياحي بمختلف تجلياته وتعبيراته.
< الهوامش:
1- جبل صبر: يقع في السفح الشمالي من مدينة تعز، يصل ارتفاعه الى حوالى 0703 متراً من مستوى سطح البحر.
2- صنعاء: عاصمة اليمن واكبر مدنها ومن اقدمها تاريخياً.
3- محافظة تعز: تشمل الوحدات الادارية التالية: ماوية، شرعب السلسام، شرعب الرونة، مقبنة، المخا، ذباب، موزع، المواسط، سامع، المعافر، جبل حبشي، مشرعة وحدنان، صبر الموادم، المسراخ، خدير، الصلو، الشمايتين، الوازعية، حيفان، التعزية.
4- موزع: بفتح فسكون ففتح عزلة من اعمال مديرية المخا وتقع جنوبه الشرقي، اشتهرت تاريخياً وذكرت في كتاب الطواف باسم Muza، كانت تلعب كنقطة اتصال بين موانئ اليمن والداخل اليمني مروراً بمدينة السواء وكذا كعنصر ربط مع المدن التهامية.
5- باب المندب: المندب لغة هو المعبر أو المجاز، وجاء اسم المندب في نقوش المسند، وهو يقع جنوب المخا في اضيف ممر بحري بين الساحل اليمني والافريقي.
6- جبل خرز: جبل مشهور في منطقة الصبيحة، جنوب خور العميرة الواقع في شرق باب المندب، ارتفاعه 6672قدم.
7- صبر بلحج: منطقة كبيرة تقع جنوب مدينة الحوطة بلحج، وهي منطقة اثرية هامة اكدت التنقيبات الاثرية الالمانية انها عبارة عن مدينة يرجع تاريخها الى العصر البرونزي.
8- المُر: صمغ راتينجي، يخرج من ساق شجرة المُر.
9- بليني: هو المؤرخ والفيلسوف اليوناني Pliny، مؤلف كتاب التاريخ الطبيعي Natural History.
01- جلازر: هو ادوارد جلازر، نمساوي الجنسية، قام بعدة رحلات الى اليمن في فترة الوجود التركي الاخير وخلالها قام بنسخ حوالى الفين قطعة اثرية ويعتبر من اكبر المساهمين في هذا المجال.
11- جبا: مدينة أثرية تقع جنوب غرب مدينة تعز على بعد حوالى (52 كيلو متراً)، والى الغرب من مدينة جبا الاثرية يوجد مركز المديرية المسراخ، ورد ذكرها في ا لنقوش القديمة باسم «جباو»، وهي احدى الممالك اليمنية التي ظهرت على مسرح التاريخ القديم عاصرت مملكة قتبان (من 568 ق. م الى 045 ق. م)، وينسب اليها الملوك الجبانيون، كما اشتهرت جبا قديماً بالتجارة والصناعة

موضوع: رد: تعز عبق التاريخ 27/5/2009, 22:51

21- جبل ذخر: هو جبل حبشي.
31- مملكة معين: من حوالى 0041 ق. م إلى 058 ق. م وكانت لها عاصمتان الاولى (قرناو) ثم (معين) قبل اندثارها.
41- مملكة حضرموت: من 0301 ق. م الى عاما 521 ميلادية كانت عاصمتها (شبوة).
51- مملكة سبأ: من عام 058 ق. م الى عام 511 ق. م وكانت لها عاصمتان الاولى (صرواح) والثانية (مأرب).
61- مملكة قتبان: من عام 568ق. م الى 045ق. م وكانت عاصمتها (تمنع).
71- مملكة سبأ وريدان وحضرموت ويمنات: من عام 511ق. م الى عام 335 للميلاد وكانت عاصمتها (ظفار).
81- نص صرواح: هو النقش المعروف لدى الدارسين باسم نقش النصر ويوجد في معبد صرواح الكبير الذي يقع على مسافة 04كم من مدينة مأرب ويروي مآثر مكرب سبأ كرب إيل وتر بن ذمار علي.
91- معبد المقه الكبير: هو (محرم بلقيس) او (معبد المقة باوام).
02- 5493: هو RES هو النقش المعروف لدى الدارسين باسم نقش النصر، والذي تبلغ كلماته اكثر من الف كلمة ويعود تاريخه الى القرن السابع قبل الميلاد.
12- كرب آل وتر بن ذمار علي: (026 - 006ق. م) هو كرب إل وتر بن ذمار علي مكرب، ملك سبئي، وردت اخباره في النقشين RES3946 - 3945 امتدت حكمه من سروم ونجران شمالاً الى باب المندب جنوباً، هو اول من استبدل لقب «مكرب» بلقب «ملك».
22- المعافر: بفتح الميم وكسر الفاء: هو الاسم القديم لبلاد الحجرية نسبة الى المعافر بن يعفر بن المالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقد عرفت هذه المنطقة الكهلانية الشهيرة بعلو قدر ابنائها في الصناعات ومن ابرزها صناعة الثياب المعافرية.
32- شرجب: عزلة تدخل ضمن نطاق مديرية الشمايتين من الحجرية، جنوب تعز.
42- ذبحان: عزلة تدخل ضمن مديرية الشمايتين من الحجرية، جنوب تعز.
52- بني ذي ريدان: هم الأذواء الحميريون، أصحاب القصر ريدان بمدينة ظفار (غرب مدينة يريم).

» دموع التاريخ
» حواء عبر التاريخ؟؟؟؟
» الكامل في التاريخ
» التاريخ الفرعونى
» محاكمة التاريخ