ما هدف حماس من طرح ميثاقها الجديد؟
تم الاعلان عن الوثيفة الجديدة لحماس في العاصمة القطرية الدوحة
منذ أن أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الاثنين الأول من أيار مايو، في مؤتمر صحفي من الدوحة، عن وثيقة المبادئ الجديدة الخاصة بالحركة لم تتوقف ردود الفعل والتحليلات، لما ورد في هذه الوثيقة.
وقد توقفت معظم ردود الفعل والتحليلات، عند ما اعتبرته أهم ما ورد في الوثيقة، وهو ذلك المتعلق بقبول الحركة بقيام دولة فلسطينية، على حدود عام 1967 لكن دون الاعتراف بإسرائيل.
وقال خالد مشعل لدى إعلانه عن الوثيقة الجديدة، إن حماس تدعو لتحرير فلسطين بالكامل، لكنها على استعداد لتأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ، دون الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن أي حقوق.
ومن وجهة نظر مراقبين، فإن الوثيقة الجديدة لحماس، تحمل تغييرا في النهج السياسي للحركة، ربما يهدف إلى أن تكون مقبولة على المستوى السياسي، لدى قوى دولية واقليمية وقد بدا ذلك أيضا واضحا، من خلال نأي الحركة عن جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما قيل إنه يهدف إلى إرضاء قوى اقليمية على رأسها مصر.
لكن الوثيقة أيضا وبجانب هذه البنود، تنص على حق العودة لجميع الفلسطينيين خارج ديارهم، كما ترفض جميع المشروعات الهادفة لتصفية قضية اللاجئين، بما فيها التوطين أو البحث عن وطن بديل سواء في سيناء، أو في أي منطقة اخرى، وقد أكد مشعل أيضا أن الوثيقة ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل، أو بعمليات السلام بدءا من أوسلو وحتى اليوم، وهو ما دفع محللين إلى القول بأن الوثيقة لا تعدو أن تكون وسيلة للمناورة السياسية.
ولا يستبعد كثير من المراقبين، أن تكون وثيقة حماس الجديدة نتيجة لضغوط إقليمية ودولية تتعرض لها الحركة، إذ تصنف عدة دول غربية الحركة على أنها إرهابية، وترد ذلك كما تقول دائما إلى عدم نبذ الحركة للعنف، وعدم اعترافها بحق إسرائيل في الوجود، ورفضها لاتفاقات السلام المؤقتة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن هل سيؤدي هذا التغيير في نهج حماس، إلى مزيد من التغيير في مواقف دول غربية تجاهها خاصة الطرف الأمريكي؟ صحيفة ال(وول ستريت جورنال) الأميركية، قالت في تقرير لها بشأن الوثيقة إن تغيير حماس لنهجها هو محاولة لتغيير صورتها، في وقت يقوم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ببحث إحياء جهود السلام في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن المحلل المالي السابق لشؤون الإرهاب بوزارة الخزانة (جوناثان شانزر)، قوله إن حماس تحاول الحصول على نصيب في السوق، وإصدارها للوثيقة يمثل تغيرا محسوبا بدقة "لكنني أعتقد أن إدارة ترمب لن تغيّر موقفها من حماس، الوثيقة تتعلق بتخفيف الخطاب وليس الأفعال".
وقد كان لافتا أيضا، مهاجمة إسرائيل لوثيقة حماس فور صدورها، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحركة "تواصل استثمار مواردها ليس للإعداد للحرب فقط بل لتربية أولاد غزة على تدمير إسرائيل". بينما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، إن الأمر لا يعدو أن يكون خطوة لتضليل العالم ومناورة للعلاقات العامة.
بي بي سي