الحيوانات .. كيف تكذب ؟في بحث أجراه بعض الباحثين في عالم الحيوان تبين أن الحيوانات تستخدم الكذب لتحقيق مآربها، فالإشارات التي تطلقها الحيوانات وتتواصل مع بعضها ليست دائماً صادقة!
وقد رصد العلماء دماغ بعض الحيوانات ولاحظوا وجود نشاط في مناطق محددة أثناء تواصل هذه الحيوانات مع بعضها. فمعظم السحالي تستخدم الخداع في معركتها مع الحيوانات الأخرى، فإذا ما هوجمت من قبل الثعابين فإنها تقطع ذيلها وتتركه يتلوى خلفها، ما يشغل الحيوان المفترس ويعطي فرصة للسحلية للهروب والنجاة بنفسها، وطبعاً هذا نوع من أنواع الخداع! وتعتبر السحلية الأسترالية ذات الأغشية أكثر السحالي استعمالاً للخداع كوسيلة للدفاع عن النفس، حيث إنها ترتكز على أرجلها الخلفية وتبرز غشاء كبيراً من الجلد حول عنقها، ثم تفتح فمها مصدرة فحيحاً شبيهاً بفحيح الأفاعي، وبذلك تبدو أكبر من حجمها بمرات عديدة. بالإضافة إلى ذلك تكتسب منظراً شرساً مخيفاً عكس حالها الطبيعي، ويخيف السقنقور الأسترالي الأزرق اللسان أعداءه من المفترسات بإظهار لسانه الأزرق الفاقع اللون.
والبقرة عندما تشعر بالخطر تخبئ طفلها في العشب لكي لا تأكله الذئاب المفترسة
وكذلك تفعل معظم الحيوانات والحشرات والطيور، حيث تخفي أبناءها خوفاً عليهم من الخطر وكل حيوان لديه طريقة في إخفاء أولاده.
والضفادع تخفي أنفسها عن الأعداد من خلال تغيير ألوانها لتبدو بنفس ألوان البيئة المحيطة بها، ويقول العلماء: إن ظاهرة التمويه والإخفاء عند الحيوانات غريبة ومذهلة، وتحتاج لعمليات معقدة لا يمكن أن تكون قد جاءت بالمصادفة.
التمويه والإخفاء ظاهرة منتشرة في عالم الحيوان والطيور والحشرات والأسماك، ففي جسم الحيوان تجهيزات خاصة (موجودة في جيناتها) فخلايا الجلد تتأثر بألوان البيئة المحيطة وتمتصها وتتفاعل معها، ثم تحلل هذه الألوان وتفرز المواد اللازمة لتلوين جلدها بنفس الألوان.
الثعلب القطبي يغير لون فرائه حسب الفصل، ففي الشتاء يصبح لونه أبيض بلون الثلج فيصعب على الأعداء تمييزه، بينما يتغير لونه في بداية الربيع عند بدء ذوبان الثلوج إلى اللون الأبيض والبني وفي الصيف يعود لألوانه الطبيعية، ويقول العلماء إن هذا الثعلب وغيره من الحيوانات مزود بأجهزة معقدة تنتج الهرمونات اللازمة لتغيير لون الفراء حسب الحاجة!
الكذب عند الكائنات البحرية
أيضا الكذب في عالم الأسماك والكائنات البحرية معروف ففي بحث جديد وجد العلماء أن الأخطبوط يتقن فن الخداع والمراوغة والاختفاء.
يعتبر فن التمويه والخداع عند الأخطبوط أحد الظواهر الأكثر روعة في الطبيعة، وهذه الظاهرة تشهد على قدرة الخالق عز وجل، فالأخطبوط لديه قدرات هائلة على تلوين جلده والاختباء والتخفي وخداع الفريسة، بل إن العلماء يحاولون تعلم فن التمويه من هذه المخلوقات من أجل أغراض عسكرية، والذي أذهل العلماء التركيب الرائع لطبقات جلد الأخطبوط حيث تختص كل طبقة بمهمة محددة، حيث تقوم الطبقة والتي تعمل كغطاء أساسي مع طبقة ثانية مملوءة بالصبغات المختلفة الألوان وطبقة ثالثة مهمتها عكس الضوء بشكل دقيق. وهذه الطبقات تعمل على خداع الفريسة، ومن هنا وجد العلماء أدلة حقيقية على أن الحيوانات تكذب مثل البشر تماماً لتحقيق مصالحها.
الوقواق يخدع الطيور من أجل تربية أبنائه:
في بحث أجراه علماء أستراليون (في الجامعة الوطنية الاسترالية وجامعة كامبردج) تبين أن طائر الوقواق يقوم بوضع بيوضه في أعشاش طيور من نوع آخر وهذه عملية وهمية تخدع بها أنواعاً أخرى من الطيور لتقوم بإطعام صغارها والاهتمام بها. وبعد مراقبة طويلة لهذا الطائر وجد الباحثون شيئا غريباً وهو أن الوقواق وبعد أن يقوم بوضع صغاره في أعشاش طيور أخرى، تقوم الطيور الصغيرة بتقليد صوت الأم الجديدة لاستثارة عواطفها! وما يدهش العلماء: كيف تتعرف هذه الطيور الصغيرة على الصوت الصحيح، حيث العش الجديد؟ وفي تجربة غريبة قرر الباحثون اكتشاف السر في ذلك فقاموا بتغيير عشر الطائر الصغير ونقله إلى عش لطائر من نوع آخر ووضعوا مكبرات للصوت ثم قاموا بتحليل الزقزقة التي يطلقتها هذا الطائر، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن الطائر يعدل نوعية الإشارات الصوتية التي يطلقها بشكل يستجيب له الطائر صاحب العش الجديد.
ولاحظ العلماء وجود نوع من أنواع الخداع عند معظم الحشرات ومنها الفراشات والنمل والزنابير وغير ذلك، فبعد مراقبة طويلة لنوع من أنواع النمل يدعى (نمل النار) وهو موجود في أميركا . وجد العلماء شيئاً غريباً وهو أن هذا النمل لديه لسعة قاتلة لبقية الحشرات التي تهاجمه مثل الزنابير، ولكن لاحظوا أن بعض الزنابير تدخل إلى عش النمل بسهولة وتأكل بعض اليرقات وتخرج دون أن يكتشفها النمل! وبعد مراقبة طويلة تبين لهم أن الزنبور يطلق رائحة خاصة تشبه الرائحة التي يطلقها النمل فلا تستطيع النملات المدافعات عن العش تمييزه، وبالتالي يخدعها بهذه الرائحة ويدخل ويأكل ما يشاء من اليرقات ثم يخرج، كذلك فإن الخداع موجود في عالم الفراش، حيث تقوم الفراشة بفرد جناحيها لإخافة العدو.