أغانٍ من التراث الشعبي
أشعار تناقلتها الأجيال تحمل قصص الواقع
في تراثنا العربي الكثير من الأغنيات التراثية والفلكلورية نغنيها ونستمتع في غنائها وربما لا نعرف ماهو مصدرها أو ما قصة هذه الأغنية او تلك أو من كتب ذاك الشعر الشعبي في هذه الأغنية أو تلك ففي لبنان مثلا تطربنا السيدة فيروز بأغنية جميلة جداً وكل منا يحفظها وهي
الروزانا أغنية غنتها شواطئ بلاد الشام
الروزانا والتي طافت واشتهرت في كل العالم بصوت السيدة فيروز فلها قصة ورواية وهي أن هذه الكلمة هو اسم سفينة ايطالية كانت متجهة إلى بلاد الشام وينتظرها الناس بفارغ الصبر كونها محملة بالقمح في وقت كانت فيه مجاعة ونقص في القمح والمؤنة ، وعندما خرج الناس لاستقبال سفينة الإنقاذ هذه وجدوها محملة بالتفاح بدل القمح! و لعدم حاجتهم للتفاح، أصيبوا بخيبة أمل ، لذلك غنوا لها
عالروزانا عالروزانا كل الحلا فيها
وايش عملت الروزانا .. الله يجازيها.
وأضاف إليه الكتاب ...
ويا رايحين على حلب معكن حبيبي راح
ويا محملين العنب فوق العنب تفاح
أما معاجم اللغة العربية فتقول عن الكلمة أنها فارسية تعني النور وتحورت عربيا لتصبح النافذة الصغيرة أو الكوة الصغيرة في السقف التي يدخل منها النور.
شفيقة ومتولي أغنية مجبولة بتراب الصعيد
ومن وادي النيل اشتهرت أغنية قديمة عن شفيقة ومتولي وحملت كلماتها الكثير كن المعاني التي لت على قصة واقعية جرت في صعيد مصر شفيقة ومتولي حفظها الناس وعرفوها من خلال تلك الأغنية التي تحكي تفاصيل القصة كلها وهي عن شاب اسمه متولي واخته شفيقة حيث ذهب متولي إلى الجيش وبقيت هي مع جدها في القرية وحدثت علاقة بينها وبين ابن شيخ البلد وتشيع بين اهل القرية خبر علاقتها مما يضطر الجد إلى الرحيل عن القرية إلى أسيوط وهناك يعجب بها في أسيوط الطرابيشي الذي يقوم بتوريد عبيد إلي شركة قناة السويس بشفيقة ، وتصبح عشيقته ، وتبدأ في كشف طبيعة عمله ، وعندما تتضايق شفيقة من إيقاع حياتها تقرر العوده إلى بلدتها ، وتنكشف فضيحة الطرابيشي في تجارة العبيد . يعود متولي إلى قريته ، ويعرف العلاقة الآثمة بين أخته ودياب فيقرر قتلها ، ولكن قبل ذلك كله تسبقه رصاصات أفندينا الذي يعد الشريك الأول مع الطرابيشي في تجارة العبيد ، فقد قرر أفندينا التخلص من شفيقة حتى لا تفشي سره ، وسر الطرابيشي ، وتموت شفيقة برصاصات أفندينا
ومثلت هذه القصة بفيلم سينمائي من بطولة الراحلين أحمد زكي بدور متولي وسعاد حسني بدور شفيقة .
وهذه بعض المقاطع من أغنية شفيقة ومتولي بلهجة الصعيدية كما وردت في بعض المصادر
جاي تايه ادور علي ميت والي
وشعوري للعيل متولي
واديني هتكلم على متولي
كلام يشبه سلاح ماضي
من مؤلف على الورق ماضي
ودي حادثة في العهد الماضي
متولي يقول مبيديش
والوحدة عالية متعديش
جالو الطلب وخدوة الجيش
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
متولي عجب عسكري واخر النهار
خدوة علي البلوك
يا مه على البلوك قابلو واتو عالم
شوف الفردي لما يتعلم
وخد 6شهور يتعلم
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
يابو زينة عندك فادار بالنار
وشبيبك في الدار بالنار
دا خد شريطة في ضرب النار
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
ناس علي رجوليتة شريطين
وكان في بلدو شريطين
وارقي وعلق شريطين
اصل الراجل الخالي مبيتشويش
وفي الطوارق بيت شويش
غيتو بالغ بيت شويش
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
متولي بالغ بيت شويش
وجاتو قرطة من منجابات
تبع اسيوط
في القرطة عسكري ماشو بكيفو
بالمال اهلو بيكفوة متولي ضربو بكفو
قالو ازاي بتضربني يا جبان
روح ادفن نفسك جوة جبانة
ادي صورت اختك جوة جيبي انا
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
متولي لما شاف الصورة
بقي زليل ونفسو مكسورة
وقام سريع راح للكومندان
يقول انا مش باخد العزر والجازة
انا لو عملت غلط اتجازي
امانة يا بية اديني اجازة
الدنيا دي غرورة لما تولي
لو كان علي قطب و100ولي
قالو مالك بيا يا متولي
قالو يا بية ابويا في خطر
متولي كان وجية والصورة حلوة
اللي علية يوصي راحلو
باسبوع مضالو وصرحلو
طلع تاية يقول جرحي صعيدي
ومليانة افكاري السعادي
ركب في القطر الصعيدي
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
ركب في القطر الصعيدي
والساعة 4وصل بلدو
له عائلة كريمة يقدمو علبتهم
وربطلهم علي بيتهم
روح وخبط علي بيتهم
ويقول دا انا جسمي استوي واتبري
كمان تهموني وغيري اتبري
ابوة يقول مين اتي برة
قالو افتح يابا دا انا متولي
فتحلو الباب يقولو سلامات
عظامي علي بعض سلمت
لية تاركني ولية سلامات يا متولي
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
قالو يابا مش عايز سلامات عايز اعرف
فين اختي شفيقة
قالو يابني اختك من تاني ليلة يا ابني
اختك صبحت عليلة وماتت والدوام لله
يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي
قالو شفيقة اختك ماتت
قال يابا بنتك لو انتة ربتة
مطرفتش وتاخدت طربتها
طيب قوم وريني طربتها
قال يابني اختك من يومك مشت
وسابتني ولا اختشت
وابوك عجز وعقلو شت
إلخ.....
عبرت الشط .. غنتها الأم لتنقذ ابنها
ومن وادي الرافدين وخاصة من شط العرب سرت أغنية روتها أهوار العراق ووصلت نسائم كلماتها ؛إلى المغرب العربي بصوت الفنان كاظم الساهر الذي تغنى بالعراق وحضاراته وعراقته كثيراً فكانت أغنية عبرت الشط على مودك من الأغنيات الجميلة التي غناها الساهر والتي تقول المصادر أن لهذه الأغنية قصة وهي أنه في إحدى قرىالقريبة من شط العرب في جنوب العراق أرادت إمرأة أن تعبر الشط مع ابنها فقال لها يجب أن تحمليني وانت تعبرين فحملته ومن خوفها عليه بدأت تسبح وهو على رأسها كي لا يغرق وكلما ارتفع الماء تحبس انفاسها ويغمر ها الماء وينقطع نفسها في سبيل أن يبقى هو خارج الماء ويبقى على قيد الحياة وبقيت كذلك تارة تتنفس فوق الماء وتارة تغط تحت الماء مع معاناة وصعوبة التنفس حتى يبقى ابنها بخير وسلامة ويقال أنه عندما وصلت للجانب الآخر من الشط تنكر الولد لصنيع أمه معه فانشدت هذه الكلمات التي وصلت إلينا لنحفظها
عبرت الشط على مودك وخليتك على راسي
بكل غطه أحس بالموت وبقوه أشهق أنفاسي
وغناها كاظم الساهر وهي من كلمات الشاعر عزيز الرسام فقال الساهر
يا كاس العمر ما ظلت وش البيك
ويا جرحي إش وقت تنزف وشل بيك
يقلي ليش متمرمر وش لبيك
وهو سبب كل الل صار بيه يا ويلي
عبرت الشط على مودك وخليتك على راسي
بكل غطه أحس بالموت وبقوه أشهق أنفاسي
وسميتك أعز ناسي
كل هذا وقلت أمرك أحلى من العسل مرك
وين تريد أروح وياك بس لا تجرح إحساسي
وصلت لشاطئ أحلامك بتضحيتي وسهر ليلي
ولا مرة قلت ممنون وأنا الل منهدم حيلي
قول أيش قصرت وياك وش تطلب بعد أكثر
على كفوفي تنام الليل وأقول إرتاح وأنا أسهر
عاللومة من وديع الصافي ..أغنية كانت بسيطة في زمانها واصبحت تراثا غنياً في زماننا
أما أغنية اللومة التي رفضت بثها الاذاعة اللبنانية بحجة انها هابطة في زمانها هي التي لا يمكن لأي منا أن يمحوها من ذاكرته ونحن نسمعها من فنان ليس له مثيل على الصعيد العربي ولا حتى العالمي انه الراحل وديع الصافي الذي قدم هذه الأغنية عام 1951 للقائمين على الاذاعة اللبنانية فرفضوها بحجة أنه أغنية هابطة وليست على المستوى المطلوب أو على مستوى ما تبثه الإذاعة وعن هذا الموضوع يقول الصافي في إحدى لقاءاته :
"عدت الى بيروت عام 1950 وجئت الى حليم الرومي في الإذاعة ، فقال لي : لا تغنِّ أغنيات الطرب . إننا نريد لون الزجل بصوتك ، أما الطرب “فلاحقين عليه” ! وقد صدق الرجل وكان الأمر لخيري ولخير الناس معاً . كانت الكرنك والجندول قد اختفتا من الإذاعة وحلّت محلّها أغان خفيفة مثل “يا عوازل فلفلوا” لفريد الأطرش ، فضربت أخماساً بأسداس . كان المستمعون قد نسوني لأننا كنّا نغنّي “على الهوا” ولم تكن الإذاعة تسجّل الأغاني ، فيسمعنا الناس ساعة وينتهي الأمر ، وبذا فقد ضاع الكثير من التراث اللبناني ، والمصري أيضاً . عرفت أن الأوقات قد تغيّرت وأن عليّ أن آتي بشيء جديد خفيف على نسق العوازل وهكذا ولدت فكرة “عاللومة” التي لاقت كما هو معلوم نجاحاً منقطع النظير."
عاللومه اللومه اللومه
دخل الله ودخل عيونك
ياحلوة ويا مهضومه
دخيل الله ودخيلك
شوفي الدنيا مقابيلك
غني لي وبغني لك
عاللومة اللومة اللومه
يا بلسم قلبي الشاكي
لا تجافي اللي بيهواكي
سهرنا واسـتنظرناكي
وانتي طولتي النومه
ان صديتي ما بجافيكي
وبأفكاري بناجيكي
قلبي متولع فيكي
وروحي منك محرومه
جفرا أغنية تراثية فلسطينية ذائعة الصيت
ومن فلسطين الأبية تحلق أغنية جفرا التي يحفظها كل فلسطيني وسمع بها كل عربي وهي
قصة حقيقية بأحداثها وشخصياتها ، حدثت أواخر ثلاثينيات القرن الماضي في إحدى قرى الجليل في شمال فلسطين وتحديدا قرية كويكات وامتدت ما بعد النكبة في مخيمات اللجوء.
وشخصيات هذه القصة هم أحمد عزيز علي حسن "راعي الجفرا" – بنت خاله واسمها الحقيقي غير معروف الذي رفض والدها تزويجها له فكتب لها الشعر حتى اصبح أغنيات تراثية تحت اسم جفرا
ومن شخصيات القصة الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة أيضاَ فقد محبوبته التي تعرف عليها في الجامعة العربية في بيروت
وتقول كلمات قصيدة جفرا
حْكايه غريبة بالفعل من أغرب الحكايات ** واللي سردها رجل باكي على حاله
قصِّة صبية وشب من قرية كويكات ** أحمد عزيز العلي مع بنت خاله
جفرا الصبية اليانعة بين البنات ** رفضت زواج القُرُب وِبْكُل أشكاله
ممكن لأنها طامعة بإبن الذوات ** إبن الحسب والنسب منشان أمواله
وأحمد عزيز العلي بليلُه بعد ما بات ** تَرك البلد وارتحل صارخ بأقواله
يا هالربع جفرا عشيقة للممات ** رغم الجفا الكابس عَلى قلبي بإذلاله
والعاشق الولهان أصبح مع الأوقات ** ينظم أغاني وشعر فقدان آماله
و"جفرا ويا هالربع"صارت غنائيات ** كَوْن العشيقة أبد ما فارقت باله
لكن عزيز العلي لما نظم أبيات ** حافظ على الإسم الحقيقي وظل بخْياله
وسماها جفرا حفاظا على العادات ** وتا يحفظ السمعة الشريفة بعيلة خْواله
ووقت الهجيج المر والنكبة والصدمات ** ولما الوطن أصبح مُثقل بأحماله
شدوا الرحيل وكانت الرحلة شتات ** لكن بغربة وطن حافظ ع موَّاله
وبيوم شاعر سمع جفرا وقرا كلمات ** حب القصيدة لأنّه شافها بحاله
وبلحظة وصول الخبر إنو حبيبو مات ** قام ونظم أشعار ودموعه ما ساله
و"راعي الجفرا"سمع وبْنَدوة من الندوات ** جفرا عم تنذكر إحساسه ناداله
ولما انتهى الشاعر من الإلقاء فات ** "راعي الجفرا" وقال سر أزجاله
وهيك التقوا شُعّار عشق ومغامرات ** وكل شاعر حكى للثاني أفعاله
وكيف القدر عاند طموح الأُمنيات ** واللي بقي من الحب تذكار مرساله
وتغنى هذه الأغنية بعدة نماذج ومنها
جفرا كانت في قصر الإقطاعي تنوح
جفرا كانت تحمل طلقتها في الجبهة وتبوح
بالسر المدفون على شاطئ عكا وتغني
وأنا لعيونك يا جفرا سأغني"
جفرا ويا هالرّبع
ربع المراتينِ
شلاّل ينبع نبع
دمّ الفلسطيني
لمّا يغيب القمر
تضوي شراييني
وتزخّ زخّ المطر
عَ دروب الحريّه
وتقول يا عيوني
جفرا وهي يا الربع
يا عالم دلوني غشيم بنوم الحضن
في البير دلوني وان كان حكيي زلل
ما هو جزا ليه واقطعو فيه الحبل
ام الزلف من شمال سوريا حتى جنوبها اغنية تلون التراث
ومن سوريا اشتهرت أغنان تراثية كثيرة ومنها أم الزلف أوأبو الزلف وهي اغنية تغنى في مختلف مناطق سوريا ولكن لها عدة الحان وجاء في بعض الرويات أن "الزلف" هي السوالف أي "خصلات الشعر" التي تتدلى على جانبي الوجه، وكلمة "زلفة" مفرد "زلف"،كما يطلق عليها أنها ثمرة "الخرنوب"،ومن يغني ام الزلف يشبه السالف بثمرة الخرنوب ولون الشعر بلون الخرنوب ويغنيها الطربون ويكتب فيها الكثير من الابيات الشعرية الشعبية
التي يغنيها المغنون في الحفلات والأعراس ومنها هذه المقاطع
على العين يا ام الزلف
عيني يامولايا
ما حلا الوما بالوما
وما احلا العزوبية
وتصيح صابوني وتصيح صابوني
مروا علي العدا وبالعين صابوني
ولو قطعوني شقف ولواح صابوني
--------------------
المصدر
وكالة أنباء الشعر / زياد ميمان