لوحة "الموناليزا السورية" .. حلب المحترقة في عيون العالم

أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (هيام النشار)

لوحة #حلب_تحترق كما سماها الرسام السوري "حسام علوم"، و"سورياليزا" الاسم الذي أطلقه المعجبون باللوحة من سوريين وعرب حول العالم، اللوحة تجسد صورة المسنة الحلبية التي خرجت من تحت الركام من القصف على أحياء مدينة حلب، خلال الحملة الأخيرة التي شنها النظام السوري، وسقط إثرها عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء.

المشاعر التي اختلطت بالحزن والغضب، عبّر عنها "علوم" من خلال لوحة فنية أطلق عليها ناشطون سوريون أسماء عدة منها: "الموناليزا السورية" و"سورياليزا" و"الموناليزا الحلبية"، وغيرها.

وفي حديث خاص لأخبار الآن تحدث الرسام السوري "حسام علوم" عن لوحة #حلب تحترق: اللوحة لم تكن بقرار، أنا فقط كنت متابع مثل أي شخص، كانت الصورة التي تخرج من حلب تحكي عن شر مطلق. وتأثري في الأحداث التي كانت تصور وحشية وهمجية عصابة مجرمة بحق الأبرياء في حلب. وأضاف "علوم": كان شيء تراكمي لمتابعتي للأوضاع في سوريا وحلب خصوصا، أتاني شعور الصرخة من أعماقي فترجمت في اللوحة للمسنة الحلبية.

استغرق رسم اللوحة جلسة مستمرة لمدة عشر ساعات، بحسب علوم، عبّر خلالها بأدواته التي يملكها عن الوجع والألم الذي شعر به، واعتبر أنها طريقته في التعبير، "فهناك أشخاص يشتمون وآخرون يتظاهرون"، مردفًا: "لدينا وسائل مختلفة للتعبير ولم أستطع النوم ليلة رسمت اللوحة".

انتشار واسع للوحة بمسميات عدة

وتداول ناشطون عرب وسوريون صورة اللوحة، وتناقلتها وسائل إعلام كثيرة، وشاركها إعلاميون كثر بينهم فيصل القاسم وخديجة بن قنة وآخرون. بدوره نشر الحقوقي الجزائري أنور مالك صورة اللوحة، عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب "سأطلق على هذه الصورة تسمية سورياليزا وستنغص أمزجة الطغاة والبغاة والغلاة والغزاة عبر العصور القادمة .. اذكروا كلامي".

وكتب أحد المعلقين على الصورة "هذه ليست لوحة فنيّة فحسب بل لوحة تاريخية لواقع الأمة الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري".

"حسام علوم" رسام من مواليد 1986 في مدينة السويداء، وخريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، اختصاص تصوير ورسم زيتي، شارك في عدة معارض في الدول الأوروبية منها في هولندا خلال معرض "سوريا بيتنا"، إضافة إلى بلجيكا وألمانيا، وجميع رسومه تعبّر عن الحقبة الحالية التي تعيشها سوريا، ضمن تصور "كونسبت" تحت عنوان "رماد". كان له معرضا "لوقف القتل" في الأردن بدأ العمل في نهاية 2013 وعرض في 2014 لفتة نظر لأطفال سوريا، وشارك بمزاد فنانين من أجل أطفال سوريا الذي أقيم بدبي في 6-6-205. شارك بالعديد من المعارض الجماعية في هولندا وألمانيا وبلجيكا ومعرض "سيفتت" أيضا في ألمانيا قريبا.

كما شارك سابقًا "علوم" برسم أكبر لوحة في العالم "ملائكة سوريا"، التي رسمت بأسماء الأطفال "الشهداء"، خلال عام 2014.