الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 111010
العمل : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Collec10
الحالة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 110
نقاط : 17028
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 222210

العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Empty
مُساهمةموضوع: العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة   العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة I_icon_minitime13/5/2008, 11:25


أ.د/إبراهيم سليمان عيسى

أستاذ بكلية الزراعة جامعة الأزهر

في واد غير ذي زرع في الجزيرة العربية، وبين شراذم من البدو يتطاحنون ويتحاربون، ليلهم ماجن، ونهارهم عابث، وفي ظلمة من الجهل تكاد تطبق على كل الأرجاء فعلى القلوب أقفالها، وعلى العقول صدؤها، والناس بين سادة طاغين وعبيد صاغرين.. في هذا الجو الحالك سواده، وفي مثل هذه البيئة القاتمة، بدأ الإسلام على يد النبي الأمي، وأنزل الله عليه القرآن هدى للناس وبينات، وألهمه التشريع والحديث، وعلمه ما لم يكن يعلم، وشرح الله صدور قوم مؤمنين، فتبدد ظلام الجهل، وألف بين قلوب قوم كانوا أعداء ألداء فأصبحوا بنعمة الله أخواناً، ووحد بين السادة والعبيد فأصبحوا إزاء حقوقهم وواجباتهم متساوين كأسنان المشط، لا فرق بين أحد وآخر إلا بالتقوى، وبذا خرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، ودخلوا في دين الله أفواجاً وانطلق المجتمع الإسلامي يعمّر ولا يدمّر، ويوفر الخير للناس، كل الناس، في كل المجالات، مسترشداً بنور كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومستظلاً بأحاديث رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى.

ولقد كان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما الأساس الفكري لكثير من العلوم الأساسية، ثم لكثير من العلوم التطبيقية التي ترتبت عليها وتطورت منها نتيجة للدراسة المستفيضة واكتشاف الكثير من الحقائق العلمية التي تذاع وتنشر.

وقبل البدء في الحديث عن علوم الزراعة في القرآن الكريم والسنة النبوية أقرر عدة حقائق:

أولاً: إن القضايا التي كثر الحديث عنها كفضل العلم والعلماء في الإسلام، وعدم تعارض الدين مع العلم، أصبحت معلومات شائعة وقضايا محسومة، والعلم بها أصبح ضرورة من الضروريات لكل من يعنيه الشأن . ويكفي أن القرآن قد قرر أن أكثر الناس خشية لله هم العلماء. والجدير بالذكر أن الآية الكريمة : (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، جاءت بعد حديث القرآن عن الجبال وتنوعها وألوانها، أي بعد الحديث عن بعض الكونيات. كما أن العلم والدين وجهان لعملة واحدة، وأن هذا الصراع إنما يخص المجتمعات الغربية التي تفصل التربية الدينية عن التربية الدنيوية في مناهج التربية والتعليم والثقافة، أما لدينا نحن المسلمون فالتربية الإسلامية شاملة لكل حقول المعرفة، ولا يوجد لدينا عمل دنيوي بحت وآخر ديني بحت، فالكون والإنسان والحياة مخلوقات لله هادفة موحدة متوازنة.

ومن هنا نرى دعوى تعارض العلم والدين باطلة، يطلقها التشككون بهدف النيل من الدين الإسلامي الذي يجمع الدين والدنيا، فهو يشرع للمسلم في دنياه كأنه يعيش أبد الدهر، ويشرع له في أخراه كأنه سيلقى ربه غداً، ولا أدل على بطلان دعوى تعارض العلم والدين من أن الله سبحانه وتعالى هو المشرع والخالق، فهو الخالق لكل الكائنات ومرسى الجبال ومجرى الأنهار، والبحار، والمحيطات، ورافع السماوات، وباسط الأرض.

وما العلم إلا اكتشاف وتفسير وتعليل لهذه الظواهر والقوانين الكونية، ثم إن أولى الصفات الواجبة لله هي (صفة الوحدانية) في الذات والصفات والأفعال، وهي من الصفات التي تنفي عن رب العزة التعدد في ذاته وصفاته وأفعاله، فكيف نتصور وجود تعارض بين العلم والدين على الرغم من وحدانية المشروع والخالق سبحان وتعالى ؟.
من هنا نرى أنها دعوى واضحة البطلان لا أساس لها من عقل أو مشاهدة أو غير ذلك. هذا بالإضافة إلى أنه لم يعد في مجال العلم ما يسمى (الحقيقة العلمية النهائية)، بل أننا نجد أن العلماء مضطرون أحياناً إلى الأخذ بنظرتين متعارضتين، ويتضح ذلك في التفسير لبعض الظواهر الكونية كالضوء مثلاً. وعلى العموم، فإن العقلانية في الإسلام أمر اعترف به كل منصف، وأن دين الكنيسة الغربية هو الذي وقف في وجه العلم.

ثانياًً: القرآن الكريم ملئ بالآيات التي تدعو إلى التفكرفي ملكوت السماوات والأرض، وفي كثير من العبر التي تتصل بالنبات والحيوان، يقول سبحانه وتعالى: (وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه)[النحل:13]، ويقول Sad وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون)[الجاثية:4]، يقولSad وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون * وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)[الذاريات:20ـ22].

ثالثاً: من خصائص الزراعة المتعدد، أركز على اثنتين فقط الموسمية، والتخصص والتمنطق، ويترتب على هاتين الصفتين أن الزراعة أهم مقومات نشأة الحضارات واستمرارها، ومعنى ذلك أن الإنتاج الزراعي له صفة (الموسمية)، فهذه زراعة صيفية، وأخرى شتوية، وثالثة نيلية، فالإنتاج موسمي والاستهلاك لابد أن يكون على مدار العام كله. من هناك كانت حتمية الاحتفاظ بالمنتجات سليمة لكي تفي بمتطلبات الاستهلاك، ونتيجة حتمية لهذا أن تنشأ وسائل التخزين وأنماطه وطرقه ودراساته، وغير ذلك كثير.

كذلك فإن التخصص والمنطق صفة الإنتاج الزراعي، فهذه الأرض الصفراء أو الطينية تجود فيها زراعة الحبوب، وهذه يجود فيها الإنتاج الفاكهي، وتلك يجود فيها إنتاج الألياف والسكريات ومحاصيل الزيوت، وكحتمية ناتجة عن هذه الصفة يتم تصدير جزء من إنتاج هذه المنطقة إلى منطقة أخرى، مقابل استيراد ما تخصصت في إنتاجه، ومن هنا كان (التبادل التجاري) حتمية اقتضتها خصائص الإنتاج الزراعي.

ولقد ساهمت الزراعة في انتشار الإسلام .. هل تأملتم كيف أنتشر الإسلام في ماليزيا واندونيسيا عن طريق التجارة، وما هي أنواع العروض التجارية التي كان يجهلها التجار؟ لا شك أنها كانت منتجات زراعية وليست صناعية. وكما أن الزراعة أساس التجارة، فإنها كذلك أساس التصنيع في الصناعات القائمة على المواد الخام الزراعية، غذائية كانت أم كسائية، بل لقد نشأت علوم التسويق والتغليف والتعبئة، وغير ذلك، نتيجة لهذا التخصص وذلك التمنطق.

رابعاً: تميزت الزراعة دون سائر أوجه النشاطات الاقتصادية الأخرى(كتجارة والصناعة) فضلاً عن أنها أساس الاستقرار والحضارة والتنمية، فإنها قد تمارس ابتغاء المثوبة من الله سبحانه. وعن فضل الغرس والزرع روى الإمام مسلم بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة). وفي هذا الحديث الشريف بيان لأهمية الزراعة وتوضيح لمثوبة الزارع والغارس عند الله تعالى. بل إن منزلة هذا العمل تتضح بصورة رائعة وعظيمة حين نعلم أن مثوبة الزرع أو الغرس ممتدة إلى ما بعد الموت، وصدقة جارية إلى يوم القيامة، ففي رواية :.. فلا يغرس المسلم غرساً، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة.

وهكذا نجد أن صاحب هذا العمل أخذ تلك المنزلة من الأجر المثوبة لأن بهذا شارك في عمارة الحياة وحضارتها، فلم يعش لنفسه فقط، وإنما عمل لمجتمعه وقد الخير ما استطاع سواء حصل من زرعه على شيء أم لم يحصل، وسواء عاش ليأكل منه أم لا. روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلاً مرَّ به وهو يغرس غرسَّاً بدمشق فقال له : أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهذه لا تطعم إلا في كذا وكذا عام؟؟ فقال : (ما علي أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري)... فالزراعة في ضوء هذا الحديث يرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مستوى العمل فيها حتى يجعل منه عملاً خالصاً من أعمال البر، بحيث تصبح غاية في ذاتها لا وسيلة من وسائل الكسب والمعاش فحسب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) رواه أحمد والفسيلة هي ما يقطع من صغار النخلة أو يجتث من الأرض.

خامساً: الزراعة بشقيها، الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي، وسيلة الغذاء والكساء الذي يكفي كل مخلوقات الله على الأرض، لذا دعا الإسلام إلى استغلال الأرض بما عليها من حيوان أو نبات استغلالا يحقق الهدف من تعمير الأرض واستقرار المجتمع وإيجاد سبل القوة المادية والاقتصادية. وإذا تم أخراج الزكاة مما تنتجه الأرض لأمكن القضاء على عوامل الحقد والكراهية في المجمع، وسوف ينمو المال ويزداد ويسود الحب والوئام، فلا يجد غنياً جشعاً ولا فقيراً حاقداً. وسينصرف الكل إلى تحقيق الهدف من الوجود الإنساني، وإذا تم أيضاً توجيه ناتج هذا الاستغلال عالمياً لأمكن القضاء على الأزمات الاقتصادية والغذائية التي تجتاح العالم، فالأزمات ليست ناتجة عن قلة ما تنتجه الأرض من خيرات ولكنها ناتجة عن سوء التوزيع، فلو أن الدول الغنية طرحت ما تلقيه في البحر سنوياً أمام متطلبات الدول النامية الفقيرة لأمكن القضاء على هذه الأزمة.. وسوف تختفي وتزول الحروب وعوامل الدمار والهلاك وغيرها، ونتأمل معاً قول الله سبحانه وتعالىSad قل أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين)[فصلت:9ـ10].

والله يقرر أنه هو الزارع في قوله تعالى Sad أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)[الواقعة:64].

سادساً: يجب على كل من يريد أن يتصدى للإشارات العلمية في القرآن الكريم أن يتعرف على اللغة العربية وأن يدرسها دراسة كافية تؤهله للقيام بهذه المهمة، وسوف نتبين أن ذلك هاماً وأن التعثر في مفهوم كلمة واحدة قد يأتي بنتيجة عكسية للمراد من دراسة هذه الإشارات العلمية في القرآن والسنة .

تنوع العلوم الزراعية:

تشمل الزراعة نوعين من الإنتاج هما: (الإنتاج النباتي)، ممثلاً في إنتاج المحاصيل من حبوب وسكريات وزيوت وألياف وفاكهة وخضر وغير ذلك. وأما النوع الثاني فهو (الإنتاج الحيواني)، كاللحوم والألبان والبيض والصوف وغير ذلك. وليس هناك طريق للغذاء أو الكساء أو الدواء إلا بالزراعة الحديثة التي تشمل الشقين معاً، الإنتاج النباتي الحيواني.

وتتعدد علوم الزراعة لتشمل علوم الحشرات والحيوان والآفات والأمراض النباتية والحيوانية، ويطلق على هذه المجموعة وعلى الوحدة التي تقوم بتدريسها ودراستها اسم (وقاية النبات). ويدخل ضمن اختصاص هذا القسم إنتاج العسل ورعاية المناحل ودراسة منتجاتها الأخرى، كما يدخل فيه إنتاج الحرير ودراسة الإنتاج وسلوك ورعاية ديدان الحرير. كما يتولى قسمى الإنتاج قسمي المحاصيل والبساتين: إنتاج الكثير من المحاصيل المختلفة، من حبوب وبقول وسكريات وزيوت وألبان نباتية وخضر وزينة ونباتات طبية وعطرية.

كما يتولى قسم الأراضي والمياه دراسة نوعيات الأراضي ووسائل تحسينها وإصلاحها واستزراعها، بالإضافة إلى الدراسات التي يجريها القسم على المياه ومعدلات ومقننات استخدامها والحفاظ عليها والاستفادة منها، وغير ذلك.. هذا، بالإضافة إلى مجموعة علوم أخرى تخدم الزراعة، إنتاجاً واستهلاكاً، وغير ذلك، كالاقتصاد الغذائية. وسوف أذكر فيما يلي عدة أمثلة لبعض العلوم الزراعية، وما جاء عنها في القرآن والسنة النبوية الشريفة، ولن أقوم بإحصاء كافة العلوم الزراعية لضيق الوقت المخصص لهذا اللقاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 111010
العمل : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Profes10
الحالة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 3011
نقاط : 36950
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 411

العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة   العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة I_icon_minitime14/5/2008, 05:28

بارك الله فيك وفي نشاطك المذهل


لا حرمنا منك أستاذي


ونتمني التواصل الدائم

مع جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رأفت الجندى
المدير الإداري
المدير الإداري
رأفت الجندى

ذكر
العمر : 64
عدد الرسائل : 9511
العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة 111010
العمل : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Profes10
الحالة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة S3eed10
نقاط : 13058
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Awfeaa10

العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة   العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة I_icon_minitime16/5/2008, 23:00

فعلا موضوع رائع لقد أعجبنى كثيرا بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27
 
العلوم الزراعية في ضوء القرآن والسنة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عجاز العلمي في القرآن والسنة
» الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة
» آداب السفر وأدعيته من القرآن والسنة
» وصف الجنة في القرآن الكريم والسنة النبوية
» الإعجاز في علوم الأرض في القرآن والسنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العلمية والتعليمية :: المنتدى العلمي-
انتقل الى: