ماهية التفكير , وأنواعه

موضوع: ماهية التفكير , وأنواعه 30/3/2009, 02:19

[size=21]
ماهية التفكير وأنواعه

التفكير يعد من أهم محددات بناء شخصية الإنسان

وسيساعدنا معرفتنا بهرم بلوم المعرفي والذي يوضح تسلسل مستويات العمليات العقلية على فهمنا

لماهية التفكيروأنواعه

تصنيف بلوم للأهداف التربوية :

تتدرج المستويات المعرفية عند بلوم من العمليات العقلية البسيطة " التذكر " إلى العمليات العقلية

العليا " كالفهم والتحليل " كما يلي :

1 ـ مستوى المعرفة أو التذكر

2 ـ مستوى الفهم

3 ـ مستوى التطبيق

4 ـ مستوى التحليل

5 ـ مستوى التركيب

6 ـ مستوى التقويم

وبالرغم من أن ذلك التصنيف قاصر إذ كان يجب عليه أن يضيف مستوى سابع لذلك الهرم المعرفي

ويعد قمة الهرم المعرفي وهو " الابتكار " أو " الإبداع " إلا أن مرور الإنسان بتلك المستويات الستة

سوف تقوده حتماً إليه عند الحاجة " فالحاجة أم الاختراع " ولكن يجب أن تكون القدرة على الإبداع

هدف من أهداف التربية الملحة التي نريد ممن نقوم على تربيتهم أن يصلوا إليها ويجب أن توضع

الخطط والمناهج التربوية على أساس الوصول بالطالب إلى ذلك المستوى المتقدم وهو القدرة على

الإتيان بجديد

وقد تسبب إهمالنا لذلك المستوى المعرفي في مدارسنا وجامعاتنا إلى تخلفنا عن ركب الحضارة وعدم

مساهمتنا فيها إلا بصورة باهتة على مستوى الأفراد لاكأمة فالأمة نفسها غير مشاركة في صنع

الحضارة في عصرنا

وينقسم مصنف بلوم المعرفي السابق إلى فئتين أساسيتين :

1 ـ فئة المعرفة : وتشمل مستوى التذكر وهو من العمليات العقلية البسيطة

2 ـ فئة المهارات والقدرات العقلية : وهي تشمل باقي المستويات التي تحتوي على العمليات العقلية العليا

وذلك التقسيم يقودنا مباشرة إلى التفكير لنقوم بتعريفه والتعرف على أنواعه وأهميته لأنه هو النشاط

العقلي الذي يقود تلك المهارات والقدرات والعمليات العقلية التي أشار إليها بلوم في الفئة الثانية والتي

يجب أن يضاف إليها الإبداع كما أسلفنا

التفكير : " هو نشاط عقلي يبذله الفرد دون توقف عند النظر إلى الأمور ويأخذ صوراً مختلفة في

عمليات متتابعة قد تكون منفصلة أو متداخلة متقاربة أو متباعدة كالمقارنة والاستنباط والتحليل

والتركيب والتقويم والابتكار "

أنواع التفكير :

يختلف نوع التفكير ومسماه حسب الطريقة التي ننظر بها إلى الموقف أو المشكلة وطريقة تعاملنا مع

المعطيات وصولاً إلى النتائج ويجب هنا أن نشير إلى مايلي :

1 ـ أنواع التفكير التي سوف نقوم بذكرها هنا متكاملة وليست متناقضة كما أنها قد تكون متداخلة

وليست منفصلة بمعنى أنه قد يستخدم الفرد أكثر من نوع من أنواع التفكير للوصول إلى حل نفس

المشكلة التي هو بصدد دراستها

2 ـ وجود الموقف أو المشكلة هو الذي يستثير الفرد ويستدعي ذهنه للعمل ويبدأ العقل في التفكير

بإصدار سلسلة من النشاطات العقلية المتتالية وإعمال الذهن هذا ببساطة هو مانسميه تفكيراً

3 ـ لايكون النشاط العقلي تفكيراً إلا إذا كان موجهاً وهادفاً حتى لو كان التفكير الصادر عن الفرد

ارتجالياً وعشوائياً وغير منظم إلا أنه في الأصل يكون موجه وهادف إلى حل مشكلة أو التغلب على

عقبة

ويمكن لنا تقسيم التفكير إلى الأنواع التالية :

& التفكير الأساسي :

هو نشاطات عقلية غير معقدة تتطلب ممارسة مهارة أو أكثر من مهارات التفكير الأساسية " المعرفة

والاستيعاب والتطبيق " والمهارات المرتبطة بها كالتفكير الذي يقوم به الطالب عند استذكار دروسه

& التفكير العلمي :

هو تفكير منظم ممنهج يهدف إلى دراسة الظواهر وتفسيرها واكتشاف القواعد العلمية " القوانين "

التي تحكمها وذلك بالاعتماد على الملاحظة والتجريب والقياس للتحقق منها وله خطوات أساسية هي :

1 ـ الإحساس بالمشكلة وتحديدها بدقة
جمع المعلومات ذات الصلة بالمشكلة
التعرف على الدراسات السابقة حول الموضوع

2 ـ فرض الفروض أو الحلول المحتملة لحل المشكلة

3 ـ اختبار صحة كل فرض من الفروض

4 ـ تطبيق الفرض الصحيح

5 ـ الوصول إلى النتائج وتعميمها

ونلاحظ أن ذلك النوع من التفكير يتبع تصنيف بلوم المعرفي حيث الخطوات الأولى ( 1 ) تتبع المستوى

المعرفي

& التفكير المنطقي :

هو التفكير الذي يقوم على المسلمات التي يفترض أنها صحيحة ويعالجها من خلال القياس المنطقي

وقواعد المنطق الذي يتضمن الاعتماد على المقدمات للوصول إلى النتائج ولايهتم هذا النوع من

التفكير بكون الفروض صحيحة أم لا حيث يفترض الصحة في البداية ويقوم التفكير على تلك الفرضية

وهو نوع من التفكير المجرد

& التفكير الناقد :

هو نشاط عقلي متأمل وهادف يقوم على أسانيد منطقية وغايته الوصول إلى أحكام صادقة وفق معايير

مقبولة ويتألف من مجموعة من المهارات التي تستخدم متداخلة أو منفردة تصنف ضمن الفئات

الثلاث " التحليل والتركيب والتقويم "

& التفكير الإبداعي :

هو نشاط عقلي يتصف بعدم النمطية وبالخروج عن المـألوف وعن مسار التفكير المعتاد ويؤدي إلى

إنتاج يتصف بالابتكار والجدة والإبداع ويتكون من مهارات الطلاقة والمرونة والأصالة والإضافة

والحساسية وتشمل العملية الإبداعية خطوات خمس هي :

& المثير

& الاستكشاف

& التخطيط

& النشاط

& المراجعة

وهي خطوات قد تتم منفصلة أو متداخلة أو يتم بعضها دون الآخر وقد يتوقف من يفكر عند مرحلة دون

أن يتعدى لسواها

مهارات التفكير الإبداعي :

ويحتوي التفكير الإبداعي الذي نحن بصدد الدعوة إلى استخدامه ليكون نهج حياتنا على المهارات التالية :

1 ـ الطلاقة : وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار عن موضوع ما في فترة زمنية معينة مثل :

الطلاقة اللفظية والطلاقة التعبيرية والطلاقة الترابطية والطلاقة الفكرية وطلاقة الأشكال

2 ـ المرونة : وهي القدرة على تغيير التفكير بتغير الموقف الذي يمر به الفرد بحيث تصدر منه

استجابات متعددة لاتنتمي إلى نوع واحد من التفكير وهذا مايساعد الإنسان على التكيف في حياته مع

الظروف المتغيرة من حوله

3 ـ الأصالة : وهي قدرة الفرد على إنتاج أفكار أو حلول جديدة غير مألوفة للمشكلة فلا يكرر أفكار

الآخرين أو يقلدهم

4 ـ الإضافة : وهي قدرة الفرد على إعطاء التفاصيل والإضافات الجديدة لفكرة معينة يبني بها على جهد

الآخرين ويطور ماتم التوصل إليه

5 ـ الحساسية للمواقف : وهي قدرة الفرد على سرعة الإدراك لما لايدركه غيره في الموقف المعين

من ملاحظات أو مشكلات وجوانب ضعف

ومن الممكن أن نصنف التفكير إلى قسمين كبيرين حسب الطريقة التي ننظر بها لكيفية الوصول إلى حل

المشكلة أو الموقف الذي نحن بصدد دراسته :

& التفكير التقاربي :

وهو القدرة على اختيار الوضع أو الفكرة أو الحل الأمثل وفقاً لشروط ومستويات محددة سلفاً من قائمة

من الأفكار ننطلق منها لحل المشكلة فنقوم بحلها وذلك مثلما يحدث في التفكير العلمي حيث ننطلق من

الفرض إلى الهدف

& التفكير التباعدي :

هو طريقة لإنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار عن طريق تفحص المشكلة من زوايا متعددة وبما يتناسب

مع قدرات الفرد وخبراته ورصيده المعرفي ويعد التفكير الإبداعي من هذا الصنف من التفكير حيث يبدأ

الفرد من المشكلة وينطلق لطرح الأفكار

كما يمكن تقسيم التفكير إلى قسمين رئيسيين :

& التفكير الحسي :

وهو التفكير في الأشياء الملموسة باستخدام الحواس كالصور والأصوات وغيرها مما تدركه الحواس

ولايتعدى التفكير المستوى المعرفي هنا

& التفكير المجرد :

وهو قيام الفرد بنشاط عقلي يشمل على العمليات العقلية العليا المجردة مثل الاستنباط والمقارنة والربط

والتحليل والتركيب والنقد والابتكار دون الحاجة لاستخدام الحواس في القيام بتلك العمليات

وعلى ذلك يمكن لنا أن نعرف التفكير بأنه : " إعادة تنظيم مايعرفه الفرد في أنماط جديدة وذلك لإيجاد

علاقات جديدة بين الأشياء لم تكن موجودة من قبل "

ونلاحظ أن ذلك التعريف يشمل الجانبين النمطي والإبداعي من التفكير حيث أن كلا النوعين هام لتطور

حياة الفرد وإثرائه في الحضارة الإنسانية بشقيها الروحي والمادي , ويجب علينا نحن المربين الاهتمام

بتنميتهما معاً لدى الفرد وتربية الفرد على التناسق في استخدامهما في حياته وصولاً إلى مانسميه

التفكير المتكامل المتوازن

الذي يبدأ بالمعرفة كقاعدة أساسية للتفكير وصولاً به إلى الإبداع والابتكار والإضافة

وهذا هو الإعجاز في قول ربنا عز وجل " اقرأ " التي أتت كأول آية ثم يقول : " الذي علم بالقلم * علم

الإنسان مالم يعلم "

ولأن التفكير من أهم محددات بناء شخصية الإنسان كما قلنا سلفاً فهو عملية هادفة جداً في نظر

التربويين لذا يجب الاهتمام بتنميتها لدى من يقومون على تربيتهم إلى الحد الأقصى الممكن ولذا يجب

علينا معرفة معوقات التفكير الجيد الفعال للسعي لإزالتها والعوامل التي تساعد على تنمية التفكير

للسعي لتحقيقها وتوفيرها

لنا عودة مع المعوقات والعوامل المساعدة في القريب بعون الله تعالى

إسماعيل إبراهيم