تأملات في ( ولتصنع على عيني )

موضوع: تأملات في ( ولتصنع على عيني ) 17/1/2013, 16:04

تأملات في ( ولتصنع على عيني )

حينما تلا الإمام سورة طه ووصل إلى قوله تعالى : ( ولتصنع على عيني ) أحسست بعظم الآية وقوتها وأن فيها كنوزاً ودفائن ينبغي استخراجها وتأملها وأخذت أعمل فكري فيها حتى ظهرت لي بعض الفوائد ومنها :

أولاً : أن الله ـ جل وعلا ـ قد اختار أنبياءه ورسله واصطفاهم من ذرية آدم كلها لأنهم أرفع قدراً وأزكى نفوساً وأعظم شرفاً ، والأفضل نشأةً ونسباً فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ , وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ ) ، ولذا لم يستطع أحد ممن كذبهم أن ينتقصهم أو ينال منهم بل كذبوهم عناداً وحسداً ووصفوهم بما هم منه براء كقولهم عن أنبياء الله أنهم شعراء أو كهان أو سحره .

ثانياً : أن جملةً من أنبياء الله : كموسى ، ويوسف ، ومحمد ـ عليهم الصلاة والسلام ـ قد نشأوا بعيدين عن أهلهم ولنقف عند كل واحد منهم لنرى العبرة في ذلك :

* فموسى عليه الصلاة والسلام قد حملت به أمه ولم يظهر عليها حمل لأن فرعون قد أخذ على نفسه عهداً بقتل ذرية بني إسرائيل عندما يولدون ، فلما ولدته أمه أوحى الله إليها : ( أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) فيا عجباً والله ..........أي إيمان الذي دفعها إلى أن تضع ولدها في التابوت ثم تقذف به في اليم وهو : نهر النيل .

هل تصورت معي مشاعر الأم الرؤوم وهي ترى الأمواج تحمل ابنها الرضيع بعيداً عنها ؟
ولكنه الإيمان الراسخ واليقين بالوعد الرباني Sad

إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ) بل وتأتي البشارة العظيمة : ( وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )القصص7 ، ثم يلتقطه فرعون الذي كان يقيم قصراً على النيل فيأخذه ويربيه فينشأ بعيداً عن والديه وإذا بالرعاية الإلهية تحوطه وتحميه في قصر عدوه اللدود .

* وأما يوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ فيلقى في البئر وهو صغير ثم يحمل إلى السوق فيباع وهو كما قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام : ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ) ، ويعرض عليه الصلاة والسلام فيباع في السوق (وشروه بثمن بخس) أي باعوه بقيمة محرمة وقيل ناقصة ( دراهم معدودة ) قيل عشرون درهماً ( وكانوا) يعني : إخوة يوسف ( فيه من الزاهدين ) لأنهم لم يعلموا منزلته عند الله ، فكأن هذه الآية تسليه لكل من تركه أحبابه وصد عنه أقرباؤه وخلانه ، ثم يشب نبي الله يوسف في بيت العزيز وينتهي به الأمر في السجن بعد الفتنة الكبيرة التي تعرض لها فيمكث فيها سنوات من شبابه، ولكن الله ابتلاه وهو يرعاه ويصنعه ويهيأه ليكون ملكاً رسولاً .

* وأما محمد . عليه الصلاة والسلام ـ فلم ير أباه وماتت أمه وهو صغير ليعيش في كنف جده عبد المطلب ثم برعاية عمه أبي طالب ، وفي هذا المقام لا ننسى بعض المواقف العجيبة في سيرته كتظليل الغمام له في طريقه وكتسليم الشجر والحجر عليه قبل بعثته .
إن هؤلاء الأنبياء الثلاثة قد تكفل الله بتربيتهم وتنشئتهم تنشئةً قويمةً هيأتهم لحمل الرسالة قال عليه الصلاة والسلام : ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ، ويمكن أن نستفيد مما قدمناه : أن الصناعة الإلهية للإنسان هي السبب الرئيس في توجيهه وليس والداه مع إقرارنا بأهمية التربية الصحيحة .

ثالثا : أن الله جل جلاله لطيف بأوليائه رفيق بعباده قريب منهم في كل المواقف قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) .

رابعاً : شقاوة وخسران من عادى الأنبياء والصالحين فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ... ) فهذا فرعون يجمع جنوده ويلاحق موسى ـ عليه السلام ـ ومن آمن معه فيغرقه الله ويذله ، وإذا بالماء الذي يجري من تحته كما قال تعالى : (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) إذا به يجري من فوقه ليضيع منه كل شيء فيعلن إيمانه ولكن هيهات............

خامساً : الكرامة العظيمة لكل صالح ومؤمن ينظر إليه ربه ، وهذه الكرامة يمكن أن تتحقق لكل مسلم يحافظ على صلاته ويتقرب إلى ربه بفعل أوامره وترك معاصيه فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .

سادساً : الأمن والطمأنينة لعباد الله الصالحين قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يخاف على نفسه من القتل حتى نزل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .
فكان النبي عليه الصلاة والسلام ينام بعدها مطمئناً كما قال الشاعر :
وإذا العناية لا حظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمــــــــــــــان

اختنا المصون

بارك الله في قريحتك وأعطاك ما تقر به عيناك

السباحة بين أفكارك تعني الخروج من كوكبنا الضيق لملكوت فسيح لا نهاية له

نسأل الله أن ينعم عليك بنعمة قبول هذا الموضوع الذي أعتبره فيض حباك الله به

جزاك الله خير يا صاحبه القلم الذهبي

ربي يسلم أديك يا خالتو علي الموضوع المفيد وانا عن نفسي استفدت كتير منه ولوا اننابرحمة الله ورعايته كنا أتأذينا من زمان
وربنا يكفلنا جميعا

ربنا يجازيك عنا خير يا أستاذه أنت تشغلي عقلك واحنا نستفاد

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

اللهم اجعلنا من أوليائك الالصالحين
ربي يبك فيك يا قمرنا

اختي صفاء الروح
ربنا يجعله في موازين حسناتك
انا فعلا استفدت كتير لأن من كان الله يكلؤه فلا يحزن

» أنا مش مصدق عيني
» من أجمل ما رأت عيني
» يا عيني عليك يا ساوريس
» أنشودة عيني يالله ( تحميل )
» حافظي على عيني طفلك من "الرمد الربيعي"