الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moh_ramadan
مشرف
مشرف
moh_ramadan

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 1030
بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 111010
العمل : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح Accoun10
نقاط : 6058
ترشيحات : 14
الأوســــــــــمة : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 888810

بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح Empty
مُساهمةموضوع: بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح   بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح I_icon_minitime27/7/2012, 00:35

بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح

المهارات متعة حسية ، لا أعني بها الأجر الأخروي فقط ، لا وإنما هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ..
فاستمتع بها ، ومارسها مع جميع الناس ، كبيرهم وصغيرهم ، غنيهم وفقيرهم ، قريبهم وبعيدهم .. كلهم .. مارس معهم هذه المهارات ..
إما لاتقاء أذاهم ..
أو لكسب محبتهم ..
أو لإصلاحهم .. نعم إصلاحهم ..

كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً .. لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ..
وكان المتوكل خليفة متمكناً .. يُغدى عليه ويراح بما يشتهي ..
دخل علي بن الجهم بغداد يوماً فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطيات ..
فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة ..
دخل على المتوكل .. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون ..
والمتوكل هو المتوكل .. سطوة وهيبة وجبروت ..
فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها :

يا أيها الخليفة ..
أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمتك دلواً .. من كبار الدلاْ كثير الذنوب

ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..
فثار الخليفة .. وانتفض الحراس .. واستل السياف سيفه .. وفرش النطع .. وتجهز للقتل ..
فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها ..
فأمر به فأسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب ..
ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الأرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الأدباء ..
ومكث على هذا الحال سبعة أشهر ..
ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة .. فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. فلما مثل بين يديه .. قال : أنشدني يا علي بن الجهم ..
فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :

عيون المها بين الرصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن .. سلوت ولكن زدن جمراً على جمر

ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات .. ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف ..
فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ..

ونحن كم ضايقتنا طباع لأولادنا أو أصدقائنا فسعينا لتغييرها .. فغيرناها ..
فمن باب أولى أن تقدر أنت على تغيير طباعك .. فتقلب العبوس تبسماً .. والغضب حلماً .. والبخل كرماً .. وهذا ليس صعباً .. لكنه يحتاج إلى عزيمة ومراس .. فكن بطلاً ..

ومن نظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات أخلاقية ، ملك بها قلوبهم ..
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس .. فإذا خلا بأهل بيته .. انقلب حلمه غضباً .. ولينه غلظاً ..
لا .. ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته ..
ولا كريماً مع الخلق إلا مع ولده وزوجه ..
لا .. بل كانت أخلاقه سجية .. يتعبد لله تعالى بها .. كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل ..
يحتسب ابتسامته قربة .. ورفقَه عبادة .. وعفوَه ولينَه حسنات ..
إن من اعتبر حسن الخلق عبادة .. تحلى بها في جميع أحواله .. في سلمه وحربه .. وجوعه وشبعه .. وصحته ومرضه .. بل وفرحه وحزنه ..
نعم .. كم من الزوجات تسمع عن أخلاق زوجها.. وسعة صدره .. وابتسامته وكرمه ..
ولكنها لم تر من ذلك شيئاً ..
فهو في بيته سيئَ الخلق .. ضيقَ الصدر .. عابسَ الوجه .. صخاباً لعاناً .. بخيلاً ومناناً ..
أما هو صلى الله عليه وسلم فهو الذي قال : ( خيركم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) ..
وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ..
قال الأسود بن يزيد : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟
فقالت : يكون في مهنة أهله .. فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة ..
وقل مثل ذلك مع الوالدين .. فكم هم أولئك الذين نسمع عن حسن أخلاقهم ..
وكرمهم وتبسمهم .. وجميل معاشرتهم للآخرين .. أما مع أقرب الناس إليهم .. وأعظم الناس حقاً عليهم .. مع الوالدين فجفاء وهجر ..

نعم .. خيركم خيركم لأهله .. لوالديه .. لزوجه .. لخدمه .. بل ولأطفاله ..


من كتاب استمتع بحياتك د/ محمد العريفي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 111010
العمل : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح Profes10
الحالة : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 3011
نقاط : 36920
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح 411

بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح   بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح I_icon_minitime27/7/2012, 02:16

نعم القول ما قلت

ولكن أحيانا صحراء الحياة الحكومية المعيشية تجعل الناس في ضيق فيكونون مثل هذا الشاعر

فكما تري ضيق في المرور في الشوارع يجعل ضيق الخلق أمر شائع بين الناس

بجانب مضايق أخري يتعرض لها الناس

ولكن نحن مأمورون باتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم

ومن اتبعها زالت عن أخلاقه المشاكسة ووسع الله صدره



بورمتأستاذي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بدل أن تسب الظلام .. حاول إصلاح المصباح
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المصباح في زجاجة
» " المصباح القديم" قصة للأطفال بقلم: عارف الخطيب
» الف ليله وليله..علاء الدين و المصباح العجيب.
» 10 صور للمدينة المصرية الغارقة «أتلاتنس»: المصباح السحري ضمن الآثار لكن «الجني لم يخرج منه»
» إصلاح القلوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: