[center]الإعجاز التشريعي في تحريم أكل لحم الخنزير [2/2]
بقلم: د.طبيب محمد نزار الدقر
باحث في الإعجاز العلمي
نستكمل ما بدأناه من حديث عن مضار أكل لحم الخنزير وإثبات الإعجاز التشريعي في تحريم أكله:كما تؤكد أبحاث د.هانس هايترش احتواء لحم الخنزير علي كمية عالية من الهستامين تؤهب عند آكليها لحدوث الأمراض التحسسية الجلدية مثل الأكزيمية والشري والتهاب الجلد العصي وغيرها بكثرة وقد وجد أن الشري والحكة المعندة عند آكلي لحم الخنزير تتلاشي عند الامتناع عن أكله بشكل مطلق بما في ذلك السجق المصنوع منه.
الأمراض التي ينقلها الخنزير
لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير. ونفذها المتدينون امتثالا لأمر الله الخالق سبحانه وطاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم. لكن العلماء المحدثين توصلوا إلي نتائج مدهشة في هذا المجال "12": أليس من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضا وبائيا وهو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلي الإنسان عدا الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم وتصلب للشرايين وسواها.
والخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضا وبائيا إلي الإنسان وتشاركه بعض الحيوانات الأخري في بقية الأمراض لكنه يبقي المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض: منها الكلب الكاذب وداء وايل والحمي اليابانية والحمي المتوهجة والحميرة الخنزيرية وغيرها وهذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلي الإنسان بطرق مختلفة.
شهادات علماء الغرب بفضل الإسلام:
يؤكد د.عبدالحافظ حلمي محمد علي فضل الإسلام علي حماية اتباعه من أمراض الخنزير الوبيلة فالارتباط واضح بين انتشار الشريطية المسلحة وما ينجم عنها كداء الحويصلات الخنزيرية وبين العادات الغذائية لبلد ما والدين الذي يدين به قاطنوه وهكذا فإن Noble 1961 يؤكد أن دودة الخنزير هذه تحدث عددا كبيرا من الإصابات الدماغية سنويا عند سكان المكسيك الذين اعتادوا تناول لحم الخنزير في حين يؤكد لاباج 1961 وولكوكس وماتسون في كتابهما عن طب البلاد الحارة أن هذه الدودة نادرة الوجود في البلاد الإسلامية.
أما تشاندر وريد فيذكران في كتابهما عن علم الطفيليات ما نصه: "أما في البلاد اليهودية والإسلامية حيث يعد أكل لحم الخنزير خطيئة دينية كبيرة فليس لهذا الطفيلي أدني فرص للبقاء وهو دليل فاضح علي فساد الأخلاق حين حدوثه..". وعندما يتكلم نلسون عن انتشار داء الشعريات الحلزونية في دول أوروبا وأمريكا فهو يتعجب قائلا: "أما العلة في إدماننا- نحن أهل العالم الغربي علي أكل لحم الخنزير فإنه لغز محير خاصة وأننا نذكر علي الدوام بمخاطر ذلك.
مصادر العدوي
لعل أهم مصدر لعدوي الخنازير هي العادة المتبعة من تربية الخنازير علي القمامة وعادة الخنازير الذميمة من التهاب الفضلات والنفايات إذ أن القمامة تضم بقايا خنزيرية مصابة حتي أن أحد الباحثين يسمي الدودة الشعرية الحلزونية بدودة القمامة وهكذا تجتمع الدودة مع الخنزير في القذارة والرجس وسبب هام آخر لاحظه بعض الباحثين وهو أن الخنازير تصاب أيضا نتيجة أن بعضها يأكل أذيال بعض في المرابي المكتظة بها.
وتقوم الجرذان أو الفئران بدور هام فهي تصاب بالمرض إذا أكلت ما ينبذ من بقايا من لحوم الخنازير المصابة وتعدي الجرذان بعضها بعضا لأنها تأكل لحوم بعضها البعض حية وميتة. ثم تنتقل العدوي إلي الخنازير إذا أكلت جيف تلك الجرذان في أكوام القمامة وهكذا تحدث دورات عدوي مختلفة من جرذ إلي جرذ ومن خنزير إلي جرذ ومن جرذ إلي خنزير ومن خنزير إلي إنسان.
الآثار السلوكية "الخلقية" التالية لأكل لحم الخنزير
لقد أشار النبي صلي الله عليه وسلم إلي أثر الطعام علي خلق آكليه فقال: "الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم" رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه.
ويقول الفخر الرازي: "قال أهل العلم- الغذاء يصير جزءا من جوهر المغتذي فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلا في الغذاء والخنزير مطبوع علي حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية".
ويقول ابن خلدون: "أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة" وحديثا اختلف العلماء في أثر الغذاء علي الطباع والخلق لكن ملاحظات كثير من العلماء قادتهم إلي اختلاف الآثار الخلقية باختلاف نوع اللحوم المكثر من تناولها وبأن لحم الخنزير وشحمه له تأثير سييء علي العفة والغيرة علي العرض إذا داوم الإنسان علي تناوله توصلوا في نهايتها إلي القول بأن نوعية الطعام تؤثر علي شخصية وسلوك الإنسان وتصرفاته.
وعن مقالة للدكتور الفنجري يؤكد فيها أن الذين يأكلون لحوم الحيوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شريرة وغير متسامحين. ويميلون إلي ارتكاب الآثام والجرائم.
وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر علي شخصية الإنسان وسلوكه العام والذي يتجلي واضحا في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزني وما نراه متفشيا من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير الشرعية والإجهاض وغيرها.
نقلا عن صحيفة عقيدتى
[/center]